من تكون "الكنداكة" السودانية التي أبهرت العالم؟

10 ابريل 2019
+ الخط -
شغلت الفتاة صاحبة غطاء الرأس الأبيض التي أطلق عليها عروس السودان الثائرة، كثيرين حول العالم طيلة اليومين الأخيرين، بعد انتشار لقطات فيديو تظهر فيها بين عشرات المتظاهرين الذين تبث فيهم الحماسة بترديد هتافات وأبيات شعرية، من دون أن يعرف أحد عنها أية معلومات، ولا حتى اسمها. 

اليوم تم الكشف عن هويتها، فاسمها آلاء صلاح، وعمرها 22 سنة، وهي تدرس الهندسة في جامعة السودان الدولية بالعاصمة الخرطوم، بحسب ما أكدت لموقع "بازفييد" الأميركي عبر رسالة في "واتساب"، في أول ظهور إعلامي لها. 
بثوبها التقليدي الأبيض، وقرطها الذهبي الدائري، وقفت الشابة السودانية بثبات بين جموع المحتجين في الخرطوم، لتردد "شعبي يريد ثورة"، وسرعان ما انتشر المقطع المصور الذي تظهر فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، واستأثرت باهتمام الصحف العالمية.

وبحسب "بازفييد"، فإن الصورة التي خلقت الاهتمام، التقطتها الناشطة لانا هارون في وسط الخرطوم خلال التظاهرات، ونشرتها على "فيسبوك" و"تويتر"، لتترك أثراً عميقاً في نفوس الناشطين السودانيين والعرب.

ونقل الموقع عن الناشطة هند مكي قولها إن التفاصيل في ملابس آلاء صلاح تجعل الصورة أكثر قوة، فالثوب الأبيض التقليدي الذي كانت ترتديه يرمز إلى تكريم النساء العاملات ويمكن ربطه بالقطن، وهو أكثر ما يصدّره السودان.

وأضافت: "الأقراط الذهبية واللباس بكامله استحضار للملابس التي ارتدتها الأمهات والجدات في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أثناء تظاهرهن في الشوارع احتجاجًا على الديكتاتوريات العسكرية السابقة. يصف السودانيون المتظاهرة بأنها (كنداكة)، وهو اللقب الذي يُشار به للملكات النوبيات اللاتي أهدينَ أحفادهن إرثاً من النساء القويات المكافحات من أجل بلدهن وحقوقهن".


أما أحمد عوض، صديق آلاء الذي حضر احتجاجات يوم الإثنين، ونشر مقاطع فيديو في وقت متأخر من الليل، فقد أخبر "بازفييد" أنه فخور بصديقته، وبالقوة التي أظهرتها خلال الاحتجاجات.

قوة دفعت العديد من الصحف العالمية للتحدث عنها، بل خصتها بالعديد من الأوصاف، إذ قالت إنها "مصدر قوة وإلهام للفتيات"، و"أيقونة الثورة السودانية"، واعتبرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية رمزاً للنساء المشاركات في المظاهرات بالسودان.

أما نشطاء مواقع التواصل، فاختاروا أن يلقبوها بـ"تمثال الحرية الجديد"، وشاركوا مقاطع فيديو لها تتلو قصيدتها الثورية، والمحتجون يرددون خلفها "ثورة. ثورة".

ويواصل عشرات الآلاف من السودانيين الاعتصام في العاصمة السودانية الخرطوم بمحيط القيادة العامة للقوات المسلحة، منذ يوم السبت الماضي، من أجل الضغط على الرئيس عمر البشير للتنحي عن السلطة.

وفي وقت سابق قدرت السلطات عدد المعتصمين بالقرب من مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة، بنحو 10 آلاف شخص، مشيرة إلى خروج 33 تظاهرة في الخرطوم العاصمة، و13 ولاية أخرى من ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية.