لبنان: توقيف ثاني مركب هجرة غير شرعية خلال يومين

23 أكتوبر 2015
وصول جثامين عائلة صفوان (حسين بيضون)
+ الخط -
أوقفت دورية تابعة للبحرية اللبنانية فجر اليوم، مركباً لبنانياً قدرته التحميلية 10 أشخاص، كان على متنه 36 شخصاً، أثناء محاولة تهريبهم إلى تركيا بطريقة غير شرعية، وذلك على مسافة ميلين من مرفأ الصرفندــ صور في جنوب لبنان.

وقال بيان رسمي إن الأشخاص الموقوفين، بينهم 14 فلسطينياً من نازحي مخيم اليرموك في سورية، و21 فلسطينياً من المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومواطناً لبنانياً.

وبعد ساعات على توقيف المركب، أعلن الجيش اللبناني أن مديرية الاستخبارات أوقفت "شبكة تهريب قوامها خمسة أشخاص من المتورطين الأساسيين في عملية التهريب غير الشرعية"، وأضاف البيان أنه يجري تعقب عناصر شبكات أخرى ضالعة في عمليات التهريب.

والحادثة هي الثانية من نوعها بعد توقيف مركب لتهريب البشر قبالة شواطئ مدينة طرابلس شمالي البلاد، الأربعاء الماضي، وكان على متنه 53 شخصاً، بينهم 8 مواطنين لبنانيين و28 فلسطينياً و14 سوريا و3 أشخاص مقيدين.

وتزايدت في الأسابيع الماضية الهجرة من لبنان إلى أوروبا عبر تركيا، وفي حين يستطيع اللبنانيون والسوريون التوجه إلى تركيا من دون الحاجة إلى استصدار تأشيرة دخول، فإن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أو الهاربين من الحرب في سورية إلى لبنان، يحتاجون إلى تأشيرة للسفر، ويُعد الحصول على التأشيرة أمرا صعبا، ولذلك يسلك هؤلاء طريق الهجرة غير الشرعية.

وبحسب مصادر فلسطينيّة، فإن مئات الفلسطينيين قد هاجروا بهذه الطريقة في الأسابيع الماضية، أو عملوا على الحصول على تأشيرة سفر إلى تركيا عبر مكاتب سفر افتتحت مؤخراً في بعض المخيمات مقابل مبالغ مالية كبيرة.
ويُشير مسؤول في أحد الفصائل الفلسطينيّة، إلى أن الهجرة هي الأولوية الأولى للفلسطينيين اليوم، وهي لا ترتبط بالواقع الاقتصادي فقط، بل بغياب الحقوق وفقدان الأمل بمستقبل أفضل في لبنان.
ويُقارن الفلسطينيون اللاجئون في لبنان، أحوالهم، بأولئك الذين هاجروا في منتصف الثمانينيات، خلال حرب المخيمات، والذين باتوا يملكون وعائلاتهم جوازات سفر غربية تسمح لهم بحرية التنقل وبزيارة فلسطين، وتعطيهم كامل حقوقهم السياسية والمدنية والإنسانية في البلدان التي حصلوا على جنسياتها. "بينما لا يزال اللاجئون في لبنان محرومين من الحدّ الأدنى من الحقوق المدنية".

ووصل إلى لبنان قبل يومين جثامين سبعة من عائلة (صفوان)، ولا يزال اثنان من العائلة في عداد المفقودين، بعد غرقهم في البحر خلال تهريبهم بطريقة غير شرعية من تركيا إلى اليونان تمهيداً للانتقال إلى ألمانيا.

دلالات