ألغام "داعش" تمنع نازحي منبج من العودة إليها

15 اغسطس 2016
يتخوف العائدون من خطر الألغام (Getty)
+ الخط -
بالرغم من إحكام "قوات سورية الديمقراطية" السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب، إلا أن المخاوف لم تتبدد لدى السكان للعودة إلى المدينة، في ظل الألغام الأرضية التي لم تتفكك بعد، والتي أوقعت ضحايا خصوصاً بين النازحين الذين قرروا العودة إلى منازلهم.

هذه الحوادث تحول دون عودة آلاف النازحين إلى بيوتهم بالرغم من انتهاء المعارك فيها. وكان نازحون من أحياء السرب ومنبج الغربية التي تم تفكيك الألغام فيها، بدأوا بالعودة إلى منازلهم، إلا أن أحياء كثيرة لم يستطع سكانها العودة إليها حتى اليوم.

يقول أحمد محمد، وهو ناشط حقوقي في المعهد السوري للعدالة: "حين اقتربت الاشتباكات من الأحياء، بدأ التنظيم بإخراج الأهالي منها، وقام بزرع الألغام فيها، فيما فخّخ مناطق أخرى أثناء تواجد السكان فيها، وتقدر أعداد ضحايا الألغام في مدينة منبج منذ بدء العمليات العسكرية بـ 200 شخص، بينهم طبيبة ومحامٍ، ولا يزال العدد مرشحا للارتفاع بين الرجال والنساء حين يخرجون من البيت أو يدخلون إليه، والأطفال حين يلعبون في الخارج".

ويتولى عملية إزالة الألغام من المدينة فرق هندسية جاءت مع قوات سورية الديمقراطية، إلا أن هذه الفرق تشتكي من قلة الكادر ونقص المعدات، وهو ما يبطئ عملية إزالة الألغام من باقي الأحياء.

وكانت قوات مجلس منبج العسكري، قد أعلنت في وقت سابق عثورها على مستودع كان يستخدمه التنظيم لصنع الألغام والمفخخات.



إلى جانب خطر الألغام، يعاني أهالي مدينة منبج من حالة فقر شديدة، بعد أن حوصروا لأكثر من شهرين دون دخل مادي أو مساعدات، يقول محمد: "أهالي منبج بحاجة شديدة للمساعدات، على المنظمات الإنسانية أن تتحمل مسؤولياتها في إغاثتهم، هناك الكثير من المنظمات التي تعمل في تل أبيض وعين العرب، إضافة إلى المجلس المحلي الذي شكله الأكراد مؤخراً".

بالموازاة، تطالب مئات العائلات في منبج بمعرفة مصير أبنائها المعتقلين عند تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يتابع محمد: "هناك مطالبات لقوات سورية الديمقراطية بمبادلة أسرى داعش عندهم بنحو 400 معتقل من أهالي المدينة، ومع بدء العمليات العسكرية سحبت داعش المعتقلين من سجون منبج إلى سجونها في الباب والرقة وحتى اليوم لا يعرف ذووهم شيئاً عن مصيرهم".

وكانت قوات التنظيم قد أطلقت مؤخراً سراح 500 مدني بينهم نساء وأطفال ومسنون اصطحبتهم معها كدروع بشرية حين انسحبت إلى جرابلس حتى لا تقصف قواتها من قبل قوات التحالف، ويروي محمد: "قبيل الانسحاب جال مقاتلون من داعش على حي السرب وحي طريق جرابلس وطلبوا من الناس أن يجهزوا أنفسهم ليرافقوهم إلى جرابلس، من رفضوا أو حاولوا الهرب أطلقوا عليهم النار، واصطحبوا الباقين معهم، بعد أن وصلوا لجرابلس أطلقوا سراحهم لكنهم منعوهم من العودة إلى منبج، وخيروهم بالذهاب الـ 3 مناطق، وهي جرابلس أو الغندورة أو الباب".

 

 

دلالات