تحذير من استمرار التنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين في رمضان والاحتلال يلاحقهم مالياً

23 ابريل 2020
معاناة الأسرى مزدوجة في رمضان (جعفر أشتية/فرانس برس)
+ الخط -
حذّر رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين" الفلسطينية، قدري أبو بكر، الخميس، من استمرار إجراءات إدارة سجون الإحتلال الإسرائيلي التعسفيّة تجاه الأسرى خلال شهر رمضان، ومضاعفة معاناتهم جرّاء ظروف اعتقالهم القاسية، لا سيما في ظلّ مخاطر انتشار فيروس كورونا وتفشّيه في إسرائيل.

وقال أبو بكر، في بيان صحافي: "ونحن على أعتاب الشهر المبارك، ما يزال 5000 أسير فلسطيني يقبعون داخل سجون الاحتلال، من بينهم عشرات النساء والمسنّين ومئات المرضى والأطفال، سيعانون معاناة مزدوجة هم وعائلاتهم، بسبب الفراق ومرارة البعد والحرمان القسري الناتج عن غطرسة المحتلّ الإسرائيلي".
وأضاف "لا تقتصر المعاناة على الحرمان من اللّقاء والتفاف الأسير مع عائلته حول مائدة واحدة، أو التواصل والتزاور واستقبال الأطفال وصلة الأرحام على شباك الزيارة. إذ إنّ إدارة السجون وقوات قمعها تتعمّد التضييق على الأسرى وذويهم في هذا الشهر الفضيل، من خلال مجموعة من الإجراءات التعسفيّة والتنقلات والاقتحامات والاعتداءات والتفتيش المستمر لغرف السجون وخيام المعتقلات وحتى زنازين العزل الانفرادي، كما تعمد إلى التلاعب بمواعيد تقديم وجبات الإفطار، خاصة في مراكز التوقيف والتحقيق، أو تقديم تلك الوجبات، في كثير من الأحيان، بكميّات ونوعيات سيئة للغاية".

وتابع أبو بكر، "كذلك توضع العراقيل أمام حرية ممارسة الشعائر الدينية وقراءة القرآن بصوت جهور، وصلاة التراويح في ساحة القسم، وهذا يخالف ما نصّت عليه اتفاقية جنيف".
وأضاف أبو بكر، أنّ رمضان هذا العام يأتي في ظروف قاسية واستثنائية، ويحلّ على الأسرى عشيّة استشهاد أحد المعتقلين وهو الأسير نور البرغوثي، كما يأتي في ظلّ انتشار وباء خطير قد يتسلّل إلى غرف الأسرى بفعل إهمال ظروف السلامة العامة من قبل إدارة المعتقلات الإسرائيلية، وتعمّدها سحب عشرات الأصناف من المواد الغذائية والمنظّفات من بقالة "كانتينا" السجون، ما يشكّل عبئا آخر فوق معاناتهم.

على صعيد آخر، قال "نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان له، اليوم الخميس، "إنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلية، تُمارس إرهاباً جديداً ضدّ الشعب الفلسطيني، من خلال إصدار أمر عسكري جديد، يقضي بملاحقة ومعاقبة كافة الأشخاص والمؤسسات وحتى البنوك التي تتعامل مع الأسرى وعائلاتهم، وتقوم بفتح حسابات بنكية لهم".
واعتبر "نادي الأسير" أنّ الأمر العسكري الذي يدخل حيّز التنفيذ في التاسع من شهر مايو/أيار المقبل، "يشكّل تحولاً خطيراً، يفرض على الشعب الفلسطيني بكافة أطره وتشكلّاته الرسمية والفصائلية والأهلية الاستعداد لمواجهة جديدة مع الاحتلال".
وأضاف نادي الأسير، "إنّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل وبكافة أدواته، محاولاته النيل من حقوق الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، وكذلك المحررين منهم، عبر فرض المزيد من القوانين والأوامر العسكرية، وذلك بعد فشله في وقف مخصّصات عائلات الأسرى والشهداء، التي أصرّت القيادة الفلسطينية على دفعها".

وأوضح "نادي الأسير" أنّ الاحتلال "حاول على مدى السنوات الماضية، ربط النضال الفلسطيني وخلط الأوراق مع ما يسمّى بالحرب على الإرهاب، ليشمل هذا التوجه الشهداء والأسرى الفلسطينيين الذين ناضلوا من أجل حقهم في الحرية والاستقلال".
وتابع "يطلق الاحتلال سياسته الجديدة هذه التي يحاول من خلالها إرهاب الجهاز المصرفي الفلسطيني، الأمر الذي ستكون له تداعيات على عشرات الآلاف من عائلات الأسرى والمحرّرين منهم، خاصة أنه بدأ فعلياً بملاحقة أموال عائلات أسرى ومحرّرين، من الأراضي المحتلّة عام 1948، ومن القدس، وسرقتها بطرق مقنّنة".
ودعا "نادي الأسير" مجدداً، كافة المؤسسات، إلى رفض التعاطي مع هذه الإجراءات القمعية، والتصدي لها ضمن أوسع جبهة وطنية في الوطن والخارج، وكذلك في الميدان، وفي كافة المحافل الدبلوماسية والقضائية الدولية، والتي تأتي قبل شهرين من تنفيذ عملية الضمّ الكبرى المنصوص عليها في صفقة القرن المشؤومة. فيما شدّد النادي على أنّه لا بد أن تكون هناك لائحة من الإجراءات الفلسطينية، ذات الطابع العملي والشامل، كفيلة بأن توصل الاحتلال إلى قناعة بأنّ إجراءاته مصيرها السقوط والفشل.




على صعيد منفصل، نقلت إدارة سجون الاحتلال، الأسير محمد عادل داود (58 عاماً)، من سجن "جلبوع" إلى مستشفى "العفولة" الإسرائيلي، بعد شهور من الإهمال والمماطلة في تقديم العلاج له، رغم معاناته من أوجاع شديدة في المعدة.

وأفاد "نادي الأسير" بأنّ نقل الأسير داود إلى المستشفى، جاء استجابة لضغوطات متكررة وعديدة قام بها رفاقه الأسرى في سجن "جلبوع"، رفضاً لمماطلة إدارة السجون في تقديم العلاج اللاّزم له.

وأوضح "نادي الأسير" أنّ الأسير داود، وهو من قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة، هو أحد الأسرى القدامى المعتقلين منذ 33 عاماً في سجون الاحتلال. عانى داود على مدار سنوات اعتقاله من أوضاع صحية صعبة تفاقمت مع مرور الوقت، وهي نتيجة ظروف الاعتقال الصعبة التي عاشها، حيث فقدَ معظم أسنانه. وهو يعتمد منذ سنوات على تناول الشوربات والسوائل، كما أنّه مصاب بالصدفية، كما بدأ يعاني، منذ سنوات، من أوجاع شديدة في المعدة، وقد خضع لعملية تمّ خلالها وضع شبكية في المعدة، وما زال يعاني من مشاكل حادّة فيها.
وذكر "نادي الأسير" أنّ الأسير داود، المحكوم بالسّجن المؤبد، فقد والديه خلال فترة اعتقاله، وحُرم غالبية أشقائه من زيارته لسنوات، لذرائع أمنية.