رغم الأعداد الكبيرة من النازحين الذين غادروا ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي نحو أرياف حلب ومناطق ريف إدلب الشمالي، الذين قدّرت منظمات وجهات عاملة بالشأن الإنساني عددهم بنحو 850 ألفا، وسط معلومات تفيد بأن أعدادهم تجاوزت المليون نازح، تحافظ بعض المناطق على حالة التكافل الإجتماعي وتقدّم يد العون للنازحين، كما في مدينة بنش في إدلب.
الناشط الإعلامي من مدينة بنش والمساعد في مكتب التربية والتعليم فيها، بشار عمارة، تحدّث لـ"العربي الجديد" عن مبادرات ينظمها المجلس المحلي بالتعاون مع أهالي المدينة لتأمين المسكن للنازحين، وقال: "الحملة أطلقناها منذ عدة أشهر استجابة للنازحين، ووجهنا نداءات لعدة منظمات، مع وجود بيوت غير مجهزة للسكن. واستجابة لندائنا تم بداية تأمين منازل لعائلات نازحة من ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وحمص بلغ عددها 300 عائلة. وفي مرحلة لاحقة، تم تأهيل 200 منزل، كما أن منظمة بنيان عملت أخيراً على تجهيز عشرة أبنية، كل بناء به ست شقق".
وأضاف عمارة: "منذ حوالي شهر ونصف الشهر، أطلقنا حملات إعلامية عبر المجلس المحلي، دعونا خلالها الأهالي الذين لديهم منازل فارغة إلى تقديمها للنازحين، وتطوعنا لإيصال النازحين إلى تلك المنازل، ضمن عقد يضمن صيانة النازح للمنزل، وعدم افتعال مشاكل مع جيرانه، وإفراغه عند طلب صاحبه له".
كما لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بحسب عمارة، فقد "تم تأمين سكن لنحو 80 عائلة في بيوت مملوكة لأهالي المدينة في الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة بنش، ويتم ذلك حصرا بعد موافقة صاحب المنزل".
وتابع "منذ حوالي عشرة أيام، أطلقنا حملة عبر صفحة المجلس المحلي تخص المنازل التي غادرها أصحابها، وناشدناهم فتح منازلهم أمام النازحين عبر توكيل أقارب لهم، ويتم ذلك بتوقيع عقد مع النازح للحفاظ على محتويات المنزل، وتم على إثرها تأمين سكن 12 عائلة فقط، وحاليا لم يعد في بنش منازل فارغة".
وقال محمد رجب، وهو من مدينة بنش، إن "حوالي 800 عائلة نازحة تقيم في منازل المدينة، معظمها تسكن بالمجان، مسجلين ضمن قوائم الإغاثة في المدينة. كما أن أهالي المدينة عملوا مؤخرا على جمع تبرعات لإنشاء مخيم للنازحين شرقي مدينة بنش، والتبرعات هي تبرعات شخصية من أهالي بنش".
وفرضت الظروف على الأهالي التعاون ومساندة النازحين، كما يؤكد الناشط الإعلامي خضر العبيد، موضحا لـ"العربي الجديد" أن المنظمات والمجالس المحلية والأهالي يبذلون ما في وسعهم لمساعدة النازحين، حتى إن بعض المنظمات أطلقت حملات تبرعات من موظفيها ولو بمبلغ رمزي لمساعدة النازحين. كما تم إنشاء أكثر من 10 مخيمات لإيواء النازحين في محيط مدينتي الدانا وسرمدا الحدوديتين في ريف إدلب الشمالي.
وبادرت جهات مدنية لتوزيع أغذية ومياه على النازحين الوافدين نحو المناطق الحدودية، لمساعدتهم ضمن الإمكانيات المتاحة لهم.