لماذا لا يكفي أن نطمئن أطفالنا؟

08 مايو 2020
الإصغاء إلى الطفل أمر مهم (Getty)
+ الخط -
يصعب على الأهل رؤية أطفالهم يتألمون. مع ذلك، يمكن للعالم أن يكون مكاناً قاسياً في بعض الأحيان. تخيّلي، أيتها الأم، أن طفلتك تأتي إليك والدموع تملأ عينيها لتخبركِ: "صديقتي تكرهني. لا تريد التحدث إليّ بعد الآن". ستشعرين بأن قلبك يسقط. وقد تجيبين: "هذا ليس صحيحاً. أنا متأكدة من أنه كان مجرد سوء فهم. ستكون الأمور على ما يرام!".

يبدو الأمر مألوفاً. معظمنا مهيأ للاستجابة لآلام أطفالنا العاطفية من خلال طمأنتهم أو تشجيعهم أو تشتيتهم أو السعي إلى حل المشكلة. لماذا؟ لأنّنا تعلّمنا أن نبتعد عن الحالة العاطفية المؤلمة حتى نشعر بالراحة، والناس بمعظمهم ما زالوا يعتقدون أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله. يمكن لما سبق أن يريح الطفل الذي يعاني لفترة وجيزة. لكن إذا كانت هذه هي الاستراتيجية الوحيدة، سيتألم الأطفال لوحدهم، ويشعرون بأن الأشخاص المهمين في حياتهم عاجزون عن مواكبتهم. الأسوأ من خسارة صديق، هو ألا تجد أحداً تتحدث إليه عن الحزن أو الخوف، بحسب موقع "سايكولوجي توداي".

ماذا يجب أن يفعل الأهل في المقابل؟
تُظهر الأبحاث أنه عندما يستطيع الآباء التعبير عن تجربة طفلهم، بما في ذلك الأسباب التي قد تجعلهم يشعرون بما يشعرون به، يهدأ الدماغ على الفور. يمكن للأم أن تقول لابنتها: "يا عزيزتي، يمكنني أن أتخيل أنك ستشعرين بالحزن الشديد لأن صديقتك تعني لك الكثير، ولأنها صديقتك الأقرب التي تتحدثين معها دائماً. قد تشعرين أيضاً بالخوف لأنك لم تتشاجري معها من قبل، وبالتالي أنت تخشين خسارتها". الوالدة هنا لم تتسرّع في استخدام المنطق أو طمأنة طفلتها أو اقتراح حلول للمشكلة. هذا لا يعني أن الطمأنينة وحل المشكلات ليسا إيجابيين، بل على العكس من ذلك. لكن الأهم في هذه الحالة هو التسلسل.



بداية، يجب على الأهل وضع تجربة أطفالهم في كلمات، مع تقديم بعض الأسباب التي قد تجعل من المنطقي بالنسبة إليهم أن يشعروا بالطريقة التي يشعرون بها، قبل أن نمنحهم الدعم العاطفي والعملي لتجاوز الأزمة. عندما يشعر الأطفال بأن أهلهم يتفهمونهم، يصبحون أكثر مرونة وقدرة على رؤية الصورة بشكل أوضح. لذلك، فإن إحدى أعظم الهدايا التي يمكننا تقديمها لأطفالنا هي تفهمنا لمشاعرهم ووجهة نظرهم. قد لا نتمكن دائماً من طمأنتهم بأن "كل شيء سيكون على ما يرام"، لكن يمكننا طمأنتهم من خلال كلماتنا وأفعالنا بأننا إلى جانبهم.