الشهيد أحمد الريماوي.. لم ينعم بالحياة مع والده

18 ديسمبر 2016
أحمد استشهد دون أن ينعم بدفء الأب (العربي الجديد)
+ الخط -
لم ينعم الأسير المحرر حازم عطا الريماوي بالعيش مع فلذة كبده أحمد (19 عاماً) الذي استشهد فجر اليوم الأحد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات شهدتها بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية.

يقول جاسم الريماوي، شقيق حازم، لـ"العربي الجديد"، إن "حازم أفرج عنه قبل نحو 3 أشهر من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد إنهائه حكما بالسجن مدته 15 عاما بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يتمكن الوالد من العيش مع ابنه سوى هذه الفترة، فقد كان ابنه أحمد في الثالثة من عمره عند اعقاله، ولم يكن يعرف والده، على غرار شقيقه وشقيقته، إلا من خلال الزيارات من وراء الفاصل الزجاجي المخصص لزيارة السجناء".

بعد اعتقال والدهم، أشرف جاسم على تربية أبناء شقيقه بالتعاون مع جدتهم، وكان جاسم بمثابة أب لهم، لذلك قال في بداية حديثه: "إنه ولدي وابن أخي".

ثلاثة أشهر فقط احتضن فيها الشهيد أحمد والده الذي كان يمني النفس بأن يعيش مع أبنائه ويعوضهم عما فقدوه في غيابه، وهو في السجن طيلة 15 عاما، لقد حرص على أن يشتري لهم كل شيء، فقبل أسبوع اشترى لأحمد حصانا لأنه كان يحب ركوب الخيل، وحينما يسأل حازم يقول: "يكفي أنهم حرموا من حنان الأب طيلة هذا العمر".


لم يحتضن أحمد والده إلا حينما أصبح شاباً، بعد أن غادر السجن في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، ولم يكن يعرفه كما يعرف عمه جاسم الذي كان الأب والصديق والعم، يعرف تفاصيل حياة أحمد وإخوته المحرومين من أبيهم.

عصر أمس السبت، ألقى النظرة الأخيرة التي يرى فيها جاسم ابن أخيه أحمد، وهو لا يزال يرسم في مخيلته ابتسامته ونظراته كأنها نظرات الوداع، ويوضح جاسم: "كنت نائما وكانت الساعة 11:27 بالتوقيت المحلي، أيقظني من النوم وأخبروني أن أحمد أصيب برصاصة في القلب ونقل إلى مستشفى الشهيد ياسر عرفات في مدينة سلفيت، لكنني كنت أشعر أن أحمد قد استشهد لحظة إصابته".

في عزاء أحمد، يجلس والده مصدوما غير مصدق ما حدث، يقول جاسم: "لم يمهله الاحتلال العيش مع فلذة كبده أحمد وبقية أبنائه كثيرا، فقد كان يحلم باليوم الذي سيأتي ليعيش مع أبنائه ويعوضهم عما فقدوه من حنان، لقد دخلت الغصة من جديد قلوب العائلة بعدما جربنا الفرحة لوقت قصير".

مقبرة بيت ريما كانت مثوى أحمد الأخير، بعدما تم تشييع جثمانه ظهر اليوم، بمشاركة جماهير غفيرة من القرى والبلدات المجاورة لبيت ريما، لتبقى الغصة في قلب الأسير المحرر حازم الريماوي، لكن الرضا بقضاء الله وفداء الوطن سيد الموقف، يقول جاسم.