لاجئو ألمانيا ليسوا وحدهم

27 مايو 2015
40 % منهم يقدمون المساعدة بمبادرة فردية (Getty)
+ الخط -

على الرغم من الصورة التي تتناقلها وسائل الإعلام حول وجود كراهية حيال اللاجئين، والهجمات على مراكز تواجدهم في ألمانيا، يبقى هناك أشخاص يساهمون في مساعدة اللاجئين، ويتضامنون معهم ضد المتطرفين والمعادين للأجانب، ويقفون إلى جانبهم لمواجهة التهديدات.
وأظهرت دراسة أجراها معهد دراسات الاندماج والهجرة في جامعة "هومبولت" في برلين أن "70 في المائة من المتطوعين نشطوا خلال السنوات الأخيرة في مساعدة اللاجئين القادمين إلى ألمانيا"، مشيرة إلى أن غالبية المتطوعين هم من النساء اللواتي تحركهن العاطفة، وخصوصاً حيال اللاجئات والأطفال. وأضافت الدراسة أن قضية دعم اللاجئين مرتبطة بمستوى التحصيل العلمي والوضع المادي، لافتة إلى أن أكثرية الذين يقدمون المساعدة هم شباب (ما بين 20 و30 عاماً) أو متقاعدون.

أيضاً، قال 74 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع إن الدافع لالتزامهم حيال اللاجئين هو محاولة مساعدتهم في الاندماج، وقال 3.5 في المائة منهم إنهم يساعدون اللاجئين ليكونوا عنصراً إيجابياً وفعالاً في البلاد. وأشارت الدراسة إلى أن هؤلاء الألمان يقدمون المساعدة بشكل عفوي، كما أن 40 في المائة منهم يقدمون المساعدة بمبادرة فردية بعيداً عن المنظمات والجمعيات التي تهتم بأمور اللاجئين. كذلك، فإن ثلث هؤلاء ينظمون عملهم من خلال أندية رياضية، ونسبة قليلة جداً هم أعضاء في اتحادات وجمعيات خيرية.

وبحسب الدراسة، فإن الألمان الذين يساعدون اللاجئين يستثمرون وقتاً كثيراً في العمل التطوعي، بمعدل نحو عشر ساعات في الأسبوع. وتتنوّع أساليب المساعدة بين مجالسة الأطفال أثناء ذهاب الوالدين لتعلم اللغة الألمانية، والمساعدة في الأوراق الرسمية لدى المؤسسات الحكومية مثل دائرة الأجانب والمساعدة الاجتماعية وشؤون الصحة والتعليم، بالإضافة إلى مجالات الترجمة وتعليم اللغة الألمانية والتسوق ومساعدة التلاميذ في دروسهم.

وبيّنت الدراسة أنه من أهم أسباب مساعدة الألمان للاجئين، هي عدم تقديم المساعدة الكافية واللازمة من قبل الدولة، وعدم تخصيص أشخاص معينين للاهتمام بشؤون اللاجئين، ومساعدتهم للحصول على حقوقهم من دون الحاجة إلى مرافقة مساعدين متطوعين. وأعرب كثيرون عن أن مساعدتهم تأتي عن رغبة وحماسة للتعرف عن قرب على اللاجئين، فيما يعتبر آخرون أن المساعدة واجب لأنهم يعيشون مأساة دفعتهم للهروب من بلدانهم والبحث عن مكان آمن يحميهم. وقال 12 في المائة فقط إن مساعدتهم ناجمة عن قناعاتهم الدينية.

اقرأ أيضاً: دول الاتحاد الأوروبي لم تتقاسم بعد أعداد المهاجرين