غادرت عشرات الأسر مخيم الركبان للنازحين السوريين متجهة نحو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بعد عقد تسوية ومصالحة، في حين يترقب المخيم اجتماعاً بين ممثلين عن قاطنيه مع وفد من النظام وحليفه الروسي يوم الثلاثاء المقبل، بهدف مناقشة مصير القاطنين في المخيم.
وذكرت مصادر من المخيم لـ"العربي الجديد" أن قرابة 700 شخص ضمن 150 عائلة غادروا المخيم خلال الأسبوع الماضي، بعد الاتصال مع عرّابي المصالحة والتسوية التابعين للنظام السوري وحليفته روسيا، وتم نقل العائلات إلى مناطق ومخيمات ومراكز إيواء واقعة تحت سيطرة النظام وتشرف عليها الشرطة الروسية والسورية.
وأكد الناشط عمر الحمصي، من مخيم الركبان، أن عشرات العائلات غادرت المخيم خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب الفقر الشديد في المخيم والمعاناة المستمرة نتيجة الحصار الذي يفرضه النظام على المخيم، وإغلاق الحدود من الجانب الأردني.
ويقع مخيم الركبان في أقصى جنوب شرق ريف حمص الشرقي على مقربة من الحدود السورية الأردنية في منطقة صحراوية قاحلة، ويعاني المخيم من حصار مستمر منذ سنوات، ويقبع فيه أكثر من أربعين ألف نازح فروا من قوات النظام السوري وتنظيم "داعش".
وأضاف الناشط الحمصي في حديث لـ "العربي الجديد" أن "الذين يخرجون من المخيم يعقدون مصالحات كالتي حصلت في المناطق الأخرى التي احتلها النظام في حمص أو الغوطة أو درعا، وتنص بنود التسوية على منح المطلوب للتجنيد الإجباري مدة ستة أشهر للالتحاق بقوات النظام، ومنح المطلوب للاحتياط مدة شهر واحد".
— اخبار البادية السورية (@Syrian33a) ٢٧ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأشار إلى أن معظم الخارجين يتم نقلهم إلى مراكز الإيواء الواقعة في منطقة حسية بريف حمص الجنوبي، ولا يسمح لهم بالعودة مباشرة إلى المناطق التي نزحوا أو فروا منها.
وأضاف أن هناك من لديه اتصالات مع ضباط روسيين وضباط نافذين داخل فروع أمن النظام يتمكن عبر دفع الرشاوي أو الواسطة من العودة إلى قريته أو المكان الذي نزح منه، مشيراً إلى أن "هؤلاء عددهم قليل جداً".
وأوضح أن الذين يعقدون المصالحة عن طريق الروس بإمكانهم العودة مباشرة إلى منازلهم أو البقاء مع الرجال المطلوبين للتجنيد لمدة شهر في مخيم الإيواء، قبل منحهم أوراق العودة إلى منازلهم.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن اجتماعاً سيُعقد يوم الثلاثاء المقبل في الثاني من إبريل/نيسان بين ممثلين عن المخيم ووفد من النظام والروس بحضور الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه الاجتماع الثالث ويهدف إلى تحديد مصير القاطنين في مخيم الركبان.
وقد يفضي الاجتماع، بحسب المصادر، إلى اتفاق تسوية ومصالحة يؤدي إلى تهجير غير الراغبين بالبقاء في مناطق النظام إلى الشمال السوري، كما حصل في اتفاقات المصالحة ببقية المناطق.
كذلك ذكر الحمصي أن ضباطاً من الجيش الروسي وجيش النظام أبلغوا الوفد الممثل عن القابعين في المخيم، خلال اجتماع جرى سابقاً، بعدم "وجوب ذكر منح طريق نحو الشمال السوري خلال الاجتماع، وأنه سيتم اعتبار كل من يريد طريقاً للخروج نحو الشمال إرهابياً".
وشهد المخيم أخيراً العشرات من حالات الوفاة بسبب المرض والجوع والفقر وسوء التغذية والبرد، كان آخرها وفاة رضيع يوم الجمعة الماضي بسبب عدم توفر الحليب المناسب له.
ويسعى النظام السوري وروسيا إلى تفكيك مخيم الركبان القريب من قاعدة التنف التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي ضد "داعش".