"منتدى بنّش الثقافي" إدلب تتحدّى الدمار

03 مايو 2015
النشاطات تقام بقبو تحت الأرض حماية للمشاركين (العربي الجديد)
+ الخط -
يثبت أهالي مدينة بنّش المحررة من سلطة النظام، والتابعة لمحافظة إدلب، يوماً بعد يوم، إيمانهم وأحقيتهم بالحياة رغم كلّ الظروف الدامية التي يعيشونها، والدمار والخراب الذي طغى على مدينتهم.

ففي خطوة مهمّة على صعيد الحياة الاجتماعية والمدنية، تم تأسيس "منتدى بنش الثقافي" في شهر مارس/ آذار الماضي، كأول فعالية ثقافية تشهدها مدينة بنش في محافظة إدلب المحررة.

أُنشِئَ المنتدى ليكون بمثابة فضاء مفتوح يهدف إلى خلق حالة تفاعلية بين المواطنين في مدينة بنش، على اختلاف توجُّهاتهم وانتماءاتهم، من خلال توفير مكان عام يشهد نقاشاتهم ونشاطاتهم، يتوفر فيه الإنترنت ومكتبة ثقافية، والجو المناسب للقيام بالنشاطات الثقافية والاجتماعية وورشات التدريب والتوعية.

ويقول لورانس الأسعد، وهو مدير المنتدى، لـ"العربي الجديد"، إنه "في ظل غياب دور المركز الثقافي الموجود بالمدينة، وبسبب الفراغ الثقافي الذي نتج عن الحرب، قام عدد من الناشطين المدنيين في مدينة بنش، بطرح فكرة المنتدى الثقافي، لاستيعاب الشباب والمثقفين بمختلف أفكارهم وتوجهاتهم".

ويتابع أن "الأوضاع الصعبة المتمثلة في انعدام الأمن، إضافةً للمعارك الدائرة واستهداف المنطقة بشكل يومي بالقصف والغارات الجوية، أدت إلى حالة من عدم الاستقرار واستمرار نزوح الأهالي من المدينة، لكن النتائج جيدة لحد الآن، وهناك تجاوب وترحيب واسع من الشرائح المختلفة، وخاصة في مجال الدورات التعليمة والمجانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، وهناك أكثر من 15 طالباً في كل مرحلة".




اقرأ أيضاً: معهد تعليمي مدمّر يتحول إلى مركز ثقافي في حلب

ويستهدف المنتدى أهالي مدينة بنش بمختلف طبقاتهم وفئاتهم، وتتركز نشاطاته على محاضرات توعوية للمواطنين، منها تأثير الحرب على سلوك

الطفل، مع خلق حالة من المحبة والتآخي بين الأهالي. لكن الأوضاع الأمنية، كان لها تأثير على العمل، فالبراميل لا تستثني أحداً.

ويؤكد لورانس أنهم مستمرون في العمل، "لذلك حاولنا قدر المستطاع التخفيف من خطر قصف المركز، وحماية الأهالي، بأن يكون مكان المنتدى قبواً تحت الأرض، تتم فيه كامل النشاطات".

وعن خطواتهم المستقبلية، يضيف لورانس: "نعمل حالياً على توسيع الفكرة لتنفيذ نشاطات أوسع، مثل مسابقات ثقافية، عروض للأفلام، وورشات تدريب للمواطنين في مجالات مدنية (طبية، تعليمة، قانونية)، لتعم الفائدة على الجميع".

ويشار إلى أن في مدينة بنش ما يقارب 40 ألف نسمة، "تعايشوا مع البراميل ورائحة الدماء والفقدان، وتأقلموا مع حياتهم الجديدة مع استمرار وقوفهم بجانب الجيش الحر بوجه النظام، وإيمانهم الكامل بالثورة ومبادئها، ولهم الحق في العيش الكريم"، كما يؤكد الأسعد.

ويذكر أن المشروع مدعوم من مؤسسة "مينابولس"، بالتعاون مع المجلس المحلي في مدينة بنّش.

اقرأ أيضاً: جلسات لتمكين النساء في ريف إدلب

دلالات
المساهمون