وزير الخارجية القطري: استراتيجيتنا لمواجهة فيروس كورونا تقوم على 3 ركائز

30 ابريل 2020
الوزير دعا للتكاتف في مواجهة النتائج الاقتصادية (فرانس برس)
+ الخط -
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن استراتيجية دولة قطر لمواجهة فيروس كورونا مبنية على ثلاث ركائز أساسية، الأولى تقوم على كيفية حماية المواطنين والمقيمين في قطر وضمان صمود نظام الرعاية الصحية، في حين تقوم الركيزة الثانية على ضمان أن يكون التأثير على الاقتصاد والمجتمع في أدنى مستوى، والركيزة الثالثة أن تكون دولة قطر ملتزمة بمسؤوليتها الدولية لتقف مع الدول الأخرى التي هي في حاجة للمساعدة.

ودعا وزير الخارجية القطري خلال استضافته الليلة الماضية في "منصة عمل كوفيد" بمنتدى الاقتصاد العالمي تحت عنوان: "كيفية هزيمة الوباء وحماية سبل العيش على مستوى العالم"، المجتمع الدولي للتعاون والتكاتف في مواجهة النتائج الاقتصادية للجائحة، سواء كانت انخفاضاً في أسعار البترول أو احتمالاً لحدوث ركود اقتصادي.

وقال "إن الظروف الموضوعية تدل على أن المرحلة التالية لن تكون سهلة من النواحي الاقتصادية والمالية بالنسبة للدول التي تتعامل مع الاقتصاد العالمي".

ولفت في هذا الصدد إلى دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "رؤساء دول العالم، خاصة الدول الصناعية الكبرى والمنظمات الدولية ذات العلاقة، إلى التعاون وليس التنافس في مجال اكتشاف وإنتاج لقاحات وعلاجات المرض، وأنه لن يكون من الممكن مواجهة النتائج الاقتصادية والاجتماعية للجائحة من دون التعاون والتنسيق على نطاق العالم وعلى أعلى وأوسع المستويات".

وقال الوزير القطري، إن هذا الوباء "تسبب في تحديات كثيرة وكبيرة وغير معروفة، ولا يمكن لأحد أن يحدد ما سيحدث في ما بعد، ولكن نحن نحاول أن نبادر في أي مرحلة بعمل التدابير اللازمة لكي لا يستمر التوقف لمدة أطول"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا".

وأضاف: "من الناحية الجيوسياسية، أعتقد أن بعض التعقيدات ستحدث في حالة تأثر الوضع الاقتصادي بما يعني حدوث بعض الاضطرابات الاجتماعية في بعض الدول، خاصة تلك التي تفتقر إلى القدرات والإمكانيات اللازمة، لذلك ربما نشهد بعض التغيرات، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تضم بعض الدول التي إما أنها تعاني أزمات حالياً أو تفتقر إلى الموارد المالية اللازمة لمواجهة هذه الأزمة، لذا نرجو أن تحصل تلك الدول على الدعم اللازم لتخطي هذه الاضطرابات الاجتماعية التي قد تواجهها، خاصة في حالة حدوث نتائج اقتصادية.

ونوّه وزير الخارجية القطري بتجربة بلاده في مواجهة فيروس كورونا وما اتخذته من تدابير لحماية المجتمع ودعم الأعمال التجارية وتعزيز الاقتصاد من خلال حزم التحفيز التي تقدمها الحكومة القطرية لمجتمع الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وقال: "شهد نهجنا الاستباقي اتخاذ تدابير لا مثيل لها لحماية مجتمعنا، ودعم الأعمال التجارية وتعزيز الاقتصاد"، وأكد أنه من خلال حزم التحفيز تقدم حكومة دولة قطر استجابة مالية غير مسبوقة لمجتمع الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطر.

وفي رده على سؤال بشأن كيف تتكامل الإجراءات القطرية على المدى البعيد في المجالات الواسعة للتعاون الدولي، حول برامج دولة قطر في الخارج وتعاونها وفقا للموارد والتنمية وابتكار برنامج الأمم المتحدة للتنمية، رد قائلاً: "لقد زدنا إنتاجنا، وأنشأنا مصانع جديدة لصناعة معدات الحماية الشخصية، واليوم دولة قطر تنتج 8 ملايين قناع كل أسبوع، وكذلك أجهزة التنفس الصناعي الذي شهدنا اليوم افتتاح مصنعها، وفي المرحلة الأولى هناك طاقة استيعابية لإنتاج ألفي جهاز في الأسبوع للمساهمة في توفير الحاجة الكافية من أجهزة التنفس لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد في دولة قطر وخارجها.

وأضاف أن "حكومة دولة قطر تدعم الجهود الدولية، إذ وصلت المساعدات إلى 20 دولة حتى الآن، منها مساعدات في مجال الإمدادات الطبية، وقال: "إن قواتنا الجوية تقوم ببناء مستشفيات ميدانية في الدول الصديقة، بما في ذلك المساهمة في عمل مؤسسات الرعاية الصحية متعددة الأطراف التي تعمل في تطوير لقاحات أو التي تعمل على ضمان صمود الرعاية الصحية في الدول الأخرى، وقدمنا بالفعل مساهمة بمبلغ 140 مليون دولار لهذه المنظمات".

وتابع: "نعمل أيضاً مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مختبر الابتكار الذي يضم أكثر من 47 دولة لابتكار حلول لمعالجة النتائج السلبية لوباء كورونا، كما يشمل حلولا لأعمال تجارية وتكنولوجية وطبية للدول النامية والدول الناشئة، وسوف نستمر في الوعد بدعمنا للمؤسسات العالمية وقد حافظنا على التزاماتنا لتطوير الصحة والازدهار واستقرار منطقتنا".
ورداً على سؤال بشأن استضافة بطولة كأس العالم 2022، قال: "نحن واثقون من أننا سننظم أفضل دورة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، ونعتقد أيضاً أن أهمية بطولة كأس العالم قطر 2022 قد ازدادت، نظرا لأنها ستكون أول مناسبة احتفالية وترفيهية يجتمع فيها العالم بعد أن فرّقته الجائحة والأوضاع الإنسانية السيئة الحالية، نأمل أن تزول الجائحة وأن تقام نهائيات كأس العالم من أجل شعوب العالم والإنسانية ليشعر الجميع بالرضا والسعادة". 
المساهمون