تأتي هذه الخطوة، بعدما اكتشف محققون أن دور الرعاية لا تلتزم بالمعايير الطبية التي تم وضعها منذ بداية القرن التاسع عشر، الأمر الذي تسبب في وفاة عدد كبير من المسنين في الفترة الماضية.
وبدأت التحقيقات بعد ارتفاع عدد الضحايا ليل الأحد الماضي، إذ تبين، وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست بعنوان" الحكومة الفدرالية ستبدأ في جمع البيانات حول الوفيات بكورونا في دور رعاية المسنين"، أن دور التمريض التي تديرها مراكز Life Care America، وهي واحدة من أكبر دور الرعاية في الولايات المتحدة، قد انتهكت المعايير الفدرالية التي تهدف إلى وقف انتشار العدوى والأمراض المعدية، حتى بعد أن بدأ تفشي الوفيات بكورونا في اكتساح منشآتها من شمال غرب المحيط الهادئ إلى نيو إنجلاند.
وبحسب تقرير الصحيفة، فقد قامت مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية الأميركية بفرض غرامة قدرها 611 ألف دولار على مركز كير لايف كير لرعاية المسنين بولاية واشنطن، بعدما فشلت في الإبلاغ عن سلسلة من أمراض الجهاز التنفسي، في فبراير/شباط الماضي. وواجهت حينها مديرة مراكز الرعاية الطبية، والخدمات الطبية الأميركية، سيما فيرما انتقادات في البداية لرفضها الإفصاح عن أسماء دور رعاية المسنين المصابة بالعدوى، لكنها أعلنت فيما بعد أن دور رعاية المسنين هي "نقطة الصفر" للوباء، وكشفت عن نهج شفافية جديد لتوفير المزيد من المعلومات للعائلات والمقيمين والجمهور.
ووفق التقرير، فإن قيام الحكومة الفدرالية بجمع البيانات الأسبوعية ونشرها على شبكة الإنترنت، سيمكن مسؤولي الصحة من تقييم الأضرار، التي ألحقها الوباء بالمرضى وكبار السن ومقدمي الرعاية لهم، في أكثر من 15000 دار في جميع أنحاء البلاد.
وقال المسؤولون الاتحاديون إنهم سيجمعون البيانات وسيتم نشرها إلى جانب أسماء دور رعاية المسنين. وستقدم نظرة أولية على التأثير في ولايات مثل تكساس وفرجينيا اللتين رفضتا تحديد دور رعاية المسنين المصابين بعدوى كورونا.
نقص المعايير
وكشف تقرير استقصائي، نشرته واشنطن بوست بعنوان " سلسلة دور رعاية المسنين الرئيسية انتهكت المعايير الفدرالية لوقف انتشار المرض"، انتهاكات قامت بها العديد من دور الرعاية بحق المسنين، الأمر الذي أدى إلى وفاتهم. ففي 5 مايو/ أيار الجاري، تبين أن الموظفين تركوا باب غرفة العزل مفتوحة، مما سمح لمريض مصاب بكورونا من الوصول إلى الرواق من دون قناع للوجه، والجلوس بجوار غرفة فيها اثنان من الأصحاء.
في ولاية كانساس، وجد المفتشون أن سجل التحكم في العدوى في دار التمريض فشل في تضمين مريضين مصابين بالحمى - تم إرسال واحد إلى المستشفى حيث توفي.
وبحسب المفتشين، فإن دور الرعاية الصحية لم تلتزم بفرض إرشادات المسافة الاجتماعية، كما لم تهتم بأساليب النظافة العامة والتعقيم.
وفي دار رعاية بولاية ميشيغان، قام مساعد تمريض بإخراج جهاز ضغط الدم من غرفة العزل إلى غرفة غير معقمة، ما تسبب في حدوث وفيات. وفي منزل آخر بميشيغان، وجد المفتشون نزلاء في رواق لا يرتدون أقنعة، ومساعدًا يقدم وجبات من دون ارتداء قفازات أو ثوب، على الرغم من أن السكان كانوا عرضة لخطر الإصابة بالالتهابات التنفسية.
وحصلت صحيفة واشنطن بوست على مجموعة من تقارير التفتيش لـ26 داراً للعناية، أثبتت غياب المعايير الطبية.
وفيات بسبب الإهمال
وترى مؤسسة Kaiser Family Foundation أن عدد القتلى في دور التمريض الخاضعة للرقابة الفدرالية لا يزال حتى الآن غير واضح. إلا أن المؤسسة تقدر عدد الوفيات في دور الرعاية، وغيرها من المرافق المعيشية، بنحو 41 بالمائة من إجمالي عدد الوفيات في الولايات المتحدة، كما تقدر أيضاً المؤسسة أن نسبة وفيات كبار السن في بعض الولايات تخطت 70 و80 بالمائة، وكانوا جميعهم نزلاء دور الرعاية.
وتطالب المؤسسة بأن تقوم دور الرعاية بالتبليغ عن تفشي الأمراض المعدية لمسؤولي الصحة في الولايات والمحليات، وأن يقوم المفتشون الفدراليون والمراقبون بزيارة المنازل، ونشر نتائجهم على الإنترنت بشكل روتيني.
وعبرت كريستين ناب، المتحدثة باسم جمعية فلوريدا للرعاية الصحية، التي تمثل أكثر من 80 بالمائة من 690 دار رعاية في الولاية، عن صدمتها من التحقيق، وقالت
"نريد حقًا التأكد من أننا نركز جهودنا على رعاية المقيمين".
واعترف السناتور الأميركي روبرت ب. كيسي جونيور (ديموقراطي)، في جلسة استماع في وقت سابق الأسبوع الماضي، بأن تأثير الفيروس على دور رعاية المسنين هو "واحدة من المآسي العظيمة التي مررنا بها جميعًا معًا" ، وقال إن الوكالة تتخذ خطوات لجمع المعلومات بسرعة.
وبموجب القواعد الجديدة، يجب على دور الرعاية إخطار السكان وأفراد أسرهم المعنيين بالعدوى، وإبلاغ المؤشرات الرئيسية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كل أسبوع.