أكد التقرير الذي أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تحت عنوان "رحلات يائسة" أن 6100 شخص، وهم 3300 تونسي و2800 مغربي، حاولوا الوصول إلى سواحل إيطاليا وإسبانيا عبر قوارب الهجرة غير الشرعية منذ مطلع 2018.
وتعقيباً على ما ورد في التقرير أمس الاثنين عن مقتل أكثر من 1600 شخص في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، وعلى تصريح مديرة مكتب المفوضية لأوروبا، باسكال مورو، بأن البحر المتوسط بات اليوم أحد ممرات العبور البحرية الأكثر خطورة في العالم، أكّد رئيس جمعية "الأرض للجميع" التونسية المختصة في شؤون المهاجرين، عماد السلطاني، أنّ "هذه الأرقام متوقعة ولا تعتبر غريبة، فمنذ صعود اليمين المتطرف في إيطاليا يتم رفض دخول المهاجرين إلى التراب الإيطالي، ما أدى إلى غرق العديد منهم وفقدان آخرين في المتوسط".
وأضاف السلطاني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "إن البحر المتوسط تحول فعلاً إلى خطر على المهاجرين، في ظل عدم تطبيق القانون الدولي الذي وقعته دول الاتحاد الأوروبي"، مبيناً أن "التعامل مع المهاجرين غير النظاميين تحول إلى تعامل مع أرقام وليس بشراً".
وبيّن أن جمعية "الأرض للجميع" ستنظم وقفة احتجاجية يوم الخميس المقبل أمام السفارة الإيطالية في تونس، للتنديد بالممارسات اللاإنسانية التي تطاول المهاجرين، وتعرض حياتهم للموت في المتوسط، وتشرع لكثير من الممارسات غير مقبولة".
ولفت إلى حادثة غريبة وقعت في الآونة الأخيرة تتعلق بمركب مهاجرين يحمل 14 شخصاً كادوا يموتون غرقاً في عرض المتوسط، وكانوا على بعد نحو 14 ميلاً من السواحل الإيطالية فقط. وأضاف "إن نداءات الاستغاثة التي أطلقها الركاب لم تلقَ من يستجيب لها من خفر السواحل الإيطالي، فهب مركب صيد تونسي لإنقاذهم وطلب منهم العودة إلى تونس لكنهم رفضوا. ومع وصول الأمن الإيطالي قبض على المنقذين، متهماً إياهم بالوساطة وأحيلوا للمحاكمة".
وقال السلطاني: "رغم وجود فيديو يوضح ملابسات الحادث، إلا أنّ هناك إصراراً على محاكمة الصيادين بتهم واهية، وما حصل يعتبر عينة من التجاوزات التي تحدث، ودليل على طرق التعامل مع المهاجرين، خصوصاً أن عام 2018 شهد تعقيدات كبيرة في التعامل مع المهاجرين"، مؤكداً أن "على المجتمع المدني والدبلوماسية العربية والأفريقية التدخل والوقوف بحزم لإيقاف المهازل التي تحصل في المتوسط والتي ستودي بكثير من الأرواح البشرية".