متضرّرو غرينفيل بانتظار التعويضات

20 يوليو 2017
ما زال مفقوداً (دان كيتوود/ Getty)
+ الخط -
لم يحصل الناجون وأهالي أولئك الذين لقوا مصرعهم في حريق برج غرينفيل غربي العاصمة البريطانية لندن، الشهر الماضي، سوى على مبلغ بسيط ومساعدات أُخرى تبرّع بها الأهالي. ويرى عدد من المقيمين في المنطقة أن معاناة ضحايا غرينفيل كبيرة، ما دفع كثيرين إلى مساعدة المتضررين.

عقب يومين من الحريق، اكتظت مواقف السيارات وملاعب كرة السلة وغيرها بأطنان من التبرّعات، وذلك على مقربة من موقع البرج الذي تحوّل إلى كتلة سوداء شاهقة. وتنوّعت المساعدات بين ملابس وحليب أطفال ومياه وغيرها، وقدّرت المواد المتبرعة بنحو 170 طناً، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية. وأودع جزء من هذه التبرّعات على بعد أميال في مستودع في منطقة شيشاير، قرب مكتب الفرز الشمالي للصليب الأحمر البريطاني، وقد نقل إليه مائة صندوق عملاق، وفرزت المواد التالفة لإعادة تدويرها. أمّا الملابس الجيّدة، فوضعت في أكياس خضراء لتباع في محال الصليب الأحمر التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد. حتى الآن، تمكّنت المؤسّسات الخيرية من فرز نصف الأكياس المتبرعة، وإعطاء أقل من 6 في المائة منها (10 أطنان) إلى السكان الذين فقدوا منازلهم.

يقول أحمد الشلاّط، وهو مغربي مقيم في بريطانيا، لـ "العربي الجديد"، إنّه فقد في حريق غرينفيل جميع أفراد عائلته، وهم عبد العزيز الوهابي وزوجته فوزية وأولاده ياسين (20 عاماً) ونور الهدى (15 عاماً) والمهدي (8 سنوات). ويلفت إلى أن ضحايا الحريق لا يعرفون أين يتوجّهون، وما هي الإجراءات القانونية التي ينبغي القيام بها للحصول على التعويضات. يضيف أنّه سيحاول استشارة مكتب محاماة في وقت لاحق، ربما لأن الصدمة كانت كبيرة جداً وهو ينتظر الوقت المناسب، حين يكون قادراً على التحرّك.

إلى ذلك، تشير مصادر في الصليب الأحمر إلى التبرّع بنحو 174 طناً من المواد، على أن توفّر قريباً 10 أطنان من المساعدات للمقيمين السابقين في برج غرينفيل. وفي الوقت الحالي، يباع 62 طناً من هذه التبرّعات في محال الصليب الأحمر البريطانية، على أن تذهب العائدات إلى صندوق غرينفيل، فضلاً عن بيع 15 طناً لشركات إعادة تدوير المنسوجات للتبرّع بأموالها إلى ضحايا غرينفيل. وما زال نحو 87 طناً، أي نصف التبرّعات، بحاجة إلى فرز.



التبرعات الكبيرة دفعت المعنيّين إلى إعطاء بعضها (في حالة جيدة) إلى ضحايا الحريق مباشرة، في وقت تستغرق التبرّعات المادية بعض الوقت قبل أن تصل إلى المتضررين من الحريق. وتعهّدت الحكومة بتقديم مبلغ خمسة آلاف و500 جنيه إسترليني (نحو 7 آلاف دولار)، كمساعدات طارئة لكل أسرة فقدت مسكنها. في المقابل، بلغت تبرّعات الأفراد والشركات الخاصة للجمعيات الخيرية نحو 20 مليون جنيه إسترليني، وصل منها ما يقل عن 800 ألف جنيه إسترليني (أكثر من مليون دولار) فقط إلى المتضرّرين من الحريق.
وقدّم كبار المتبرّعين، من بينهم الصليب الأحمر البريطاني، 4.8 ملايين جنيه إسترليني، إلى صندوق طوارئ لندن، الذي تقضي مهمته في الوقت الحالي توزيع هذه الأموال إلى أفراد الأسر المتضرّرة من الحريق.

في هذا الإطار، تقول ثيلما ستوبر، وهي أمينة صندوق، إنّه من الطبيعي أن يستغرق وصول الأموال إلى الضحايا وقتاً طويلاً، لافتة إلى أنه يجب أن يعرف الناس إلى أين يتوجّهون للحصول على المساعدات بطريقة سريعة وسهلة وبسيطة.

وحتى الآن، حصل 16 شخصاً من ضحايا الحريق على الدعم المالي من مؤسسة صندوق لندن، وقد بلغ المجموع 158 ألف جنيه إسترليني، وهذا جزء صغير جداً من مجموع التبرّعات. وهناك عشرات الطلبات التي ينظر بشأنها حالياً، ومن المتوقّع دفع المزيد من الأموال في وقت قريب.

التبرّعات الكبيرة، والتي تقدّر بملايين الجنيهات، دفعت الناس إلى التشكيك بوصول هذه الأموال إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. لكن الرئيس التنفيذي للصليب الأحمر البريطاني، مايك أدامسون، يصرّ على أنّ منظّمته تعمل جنباً إلى جنب مع آخرين على مدار الساعة، لدراسة الطلبات وتوفير الدعم المالي وغيره للمحتاجين إليه. يضيف أنّه من خلال تفجير مانشستر وغيره، تبيّن أن الناس يحتاجون وقتاً أطول مما قد يعتقد بعضهم، لالتماس المساعدة. ويرى أنّ إعطاء المساعدات سيستغرق بعض الوقت، رغم شعور عدد من الذين تضرروا بالخوف والقلق، في ظل صعوبة أوضاع بعض المهاجرين منهم. وينصح الأشخاص الذين يعتقدون بأنّهم مؤهلون لطلب الإغاثة، الاتصال على خط المساعدة التابع للصليب الأحمر البريطاني.