أساتذة الجزائر يوقفون الإضراب بعد تدخّل بوتفليقة.. ومصير مجهول للمستخلفين

01 مارس 2018
التحقوا بمؤسساتهم بعد شهر من الإضراب (فيسبوك)
+ الخط -

التحق أساتذة الجزائر، اليوم الخميس، بالمدارس والمؤسسات التربوية، بعد قرار المجلس الوطني المستقل وقف الإضراب الذي استمر شهراً، عقب الحصول على ضمانات من قبل الرئاسة الجزائرية بفتح حوار جدّي مع وزارة التربية، والتكفل بالمطالب التي تقرّ الحكومة بأنها مشروعة.

وأكد المجلس، في بيان له اليوم، أن "قرار توقيف الإضراب جاء عقب التطمينات التي تلقاها الأساتذة من السلطات العليا للبلاد، من أجل فتح باب الحوار والتفاوض بشأن المطالب المهنية والاجتماعية للأساتذة".

كما جدد عدم تراجع النقابة عن مطالبها المتمثلة في "تحسين الوضعية الاجتماعية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، فضلا عن إلغاء المادة 87 مكرر من قانون العمل الجزائري، واستحداث منحة محفزة تحفظ كرامتهم، إلى جانب مراجعة النظام التعويضي، وإعادة الشبكة الاستدلالية لأجور الموظفين، تماشيا مع مؤشر المعيشة، وكذا توحيد نسبة منحة الامتياز في المناطق المعنية (الصحراء والهضاب العليا)، وتحيين منحة المنطقة على أساس الأجر الرئيسي الجديد".

كما شددت النقابة على ضرورة إعادة النظر في القانون الأساسي لعمال التربية، وتطبيق المرسوم الرئاسي رقم 14/266 المتعلق بشهادتي الدراسات الجامعية التطبيقية والإجازة، إلى جانب مراجعة القرار الوزاري المتعلق بالامتحانات المهنية، وإعادة النظر في النقطة الإقصائية في المادة غير الأساسية".

وألغت وزيرة التربية الجزائرية، نورية بن غبريط، بأمر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كل قرارات العزل والفصل التي طاولت ما يقارب 12 ألف أستاذ من مجموع 19 ألفا كان مقررا فصلهم، بينهم ما يقارب أربعة آلاف أستاذ تسلّموا فعليا قرارات الفصل.

وصباح اليوم، وجهت بن غبريط قرارا إلى المسؤولين التنفيذيين لتسهيل عودة كل الأساتذة إلى العمل من دون قيد أو شرط، بمن فيهم الأساتذة الذين تم فصلهم ومنعهم من الدخول إلى المؤسسات التربوية، في وقت سابق.

وعبّر التلاميذ عن سعادتهم بعودة الأساتذة إلى قاعات التدريس، خاصة بالنسبة للأقسام المعنية بامتحانات نهاية المرحلة، الفصل التاسع والأقسام النهائية للبكالوريا، وكانوا قد عبّروا عن تضامنهم معهم ورفضهم الدراسة لدى الأساتذة المستخلفين الذين قامت الحكومة بتوظيفهم لتعويض المضربين.

ورحّبت العائلات الجزائرية بقرار إنهاء الإضراب، بعد فترة تخوّف على مستقبل أبنائهم الدراسي، وتوجّس من إعلان سنة دراسية بيضاء من قبل الحكومة. 


وتُطرح تساؤلات عديدة بشأن إمكانية استدراك الفترة الضائعة من عمر البرنامج الدراسي بسبب الإضراب، بالإضافة إلى استيفاء كامل المقرر الدراسي لهذه السنة، رغم تعهد النقابة التي شنت الإضراب بدفع الأساتذة إلى العمل على إنهاء المقرر الدراسي.

وكانت بن غبريط، قد أبرقت رسائل "طمأنة" إلى الأسر والطلاب المقبلين على الامتحانات، مؤكدة أن الدروس الضائعة من جراء الإضراب، سيتم استدراكها خلال أيام العطل الأسبوعية.

من جهة أخرى، وجدت وزارة التربية نفسها اليوم في "حرج" كبير أمام الآلاف من الأساتذة المستخلفين الذين سدت بهم ثغرات الأساتذة المضربين، خلال الأيام الأخيرة، خاصة أنهم يستعدون لوقفات احتجاجية، في الأيام المقبلة، رافعين شعار: "نحن لسنا لملء الفراغ ".

المساهمون