تطوّع شباب داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان (12 مخيماً) ضمن حملات توعوية ضد فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى تنظيم فرق للتعقيم. وأطلقت القوة الأمنية المشتركة، المشكلة من الفصائل الفلسطينية بالتعاون مع وكالة "الأونروا" والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، حملة تعقيم وتطهير وتنظيف للأحياء والأزقة والبيوت.
وفي مخيم برج البراجنة، جنوبي بيروت، بدأت حملة تعقيم تحت شعار "سوا نحمي"، اليوم الاثنين، من أمام عيادات "الأونروا" في المخيم.
ويقول مدير خدمات وكالة "الأونروا" في مخيم برج البراجنة بهاء حسون، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوكالة هي الجهة الرسمية المعنية بصحة وبيئة المخيمات، وتسعى بالتعاون مع المؤسسات الأهلية الفلسطينية والفصائل إلى تنظيم حملات توعية وتنظيف وتعقيم".
ويشير إلى أن "الأونروا" جهزت العاملين لديها بأدوات التعقيم والقفازات والأقنعة، لافتاً إلى عدم قدرة الوكالة الدولية على تأمين هذه المستلزمات للاجئين واقتصارها فقط على الموظفين الذين هم على تماس مع الأهالي.
ويوضح أن "حكومات وأنظمة ومؤسسات دولية تعجز حتى الساعة عن احتواء الفيروس، ونحن في المخيمات نتبع طرق الوقاية قبل تسلله إلى المخيمات المكتظة بالسكان وسط الإمكانيات القليلة".
ويشدد على أهمية الوقاية في محاربة هذا الفيروس، لافتاً إلى أن "ما قامت به المخيمات حتى الساعة جيد من جهة الوقاية"، داعياً إلى "استمرار هذه الحملات".
من جهته، يقول العميد يوسف غضية، من القوة الأمنية المشتركة وقائد الأمن الوطني في بيروت، وهو أحد المشاركين في حملة التعقيم داخل المخيمات، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحملة ستكون شاملة ومتواصلة وشبه يومية لتعقيم المخيمات.
ويشير غضية، إلى أن اللجنة الأمنية والتنظيمات دعت إلى عدم الخروج من المخيمات حفاظاً على سلامة الأهالي، وعدم انتقال أي عدوى من الخارج.
وعلى الرغم من الاحتياطات اللازمة، يرى غضية أن "المخيمات والأهالي نجحوا حتى الساعة في الوقاية من الفيروس"، لكنه أبدى تخوفاً من دخول أي عدوى من الخارج، لا سيما إذا دخل أحد أبناء المخيم المغتربين خارج لبنان.
ودعت القوى الأمنية المشتركة، في بيان لها أمس الأحد، إلى انطلاق حملة التعقيم، وطالبت اللاجئين بالتعاون لضمان سلامتهم، لا سيما فيما يخص التنقل من وإلى المخيم والالتزام ما تقوله الحكومة اللبنانية ووكالة "الأونروا".
وشارك الأهالي بشكل طوعي في عملية التعقيم والتنظيف، وتشدد مديرة مؤسسة البرامج النسائية مريم الشعار، لـ"العربي الجديد"، على ضرورة التوعية من مخاطر الفيروس المستجدة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن بيئة المخيمات ليست صحية، وهي خصبة لانتشار أي فيروس.
والشعار تؤكد على أن مسؤولية عدم انتشار الفيروس والوقاية منه، هي مسؤولية الجميع، وهي واجب وطني وإنساني قبل كل شيء.
غير أن الناشطة ندى عدلوني، من جمعية "أمان الخيرية"، ترى، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المسؤولية تقع على اللجان الشعبية بالدرجة الأولى، لجهة أنها المسؤولة المباشرة عن اللاجئين في المخيمات.
وتقول مديرة روضة "أزرق زهر" داخل مخيم برج البراجنة، فادية خربيطي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة (سوا نحمي)، هي تجسيد للتكاتف والتكافل بين أهل مخيم برج البراجنة في الأزمات والمصائب".
من جهته، عمد الدفاع المدني الفلسطيني إلى تنفيذ حملة تعقيم في المخيّمات الستّة الموجود فيها (عين الحلوة والبرج الشمالي في الجنوب، برج البراجنة وشاتيلا في بيروت، البداوي ونهر البارد في الشمال). ويؤكد قائد فوج مخيّم عين الحلوة تامر الخطيب، لـ"العربي الجديد"، أن "حملة التعقيم تشمل رشّ مواد معقّمة في الأماكن التي تشهد اكتظاظاً في المخيّم، مثل سوق الخضار، بالإضافة إلى المدارس ورياض الأطفال والمساجد ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب وسائل نقل الأطفال". ويضيف أن الدفاع المدني الفلسطيني ينسق مع الجهات اللبنانية، وشارك في حملات تعقيم في الجوار اللبناني للمخيمات وكذلك في التجمعات الفلسطينية.
كذلك يؤكد بسام نصار، من الدفاع المدني في مخيم برج البراجنة، لـ"العربي الجديد"، أن "الحملات متواصلة، غير أنها لا تكفي، لا سيما إذا لم يتعاون الأهالي ويتحملوا المسؤولية عبر الحجر المنزلي والتعقيم الدائم".
وكانت جمعية "الشفاء" للخدمات الطبية والإنسانية قد أطلقت، يوم الجمعة الماضي، حملة لتعقيم المساجد والمصليات في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ضمن خطة لمكافحة انتشار فيروس كورونا ومنع وصوله إلى المخيمات الفلسطينية.
ويوضح المدير التنفيذي لجمعية "الشفاء" مجدي كريم أن "خطتهم تستهدف في حملتها تعقيم 56 مسجدًا و9 مصليات في المخيمات والتجمعات الفلسطينية كافة، بالإضافة إلى تعقيم عدد من المؤسسات والنوادي الرياضية والروابط الأهلية والتعاونيات التجارية".
ويضيف "وزعنا ما يقارب الـ16 ألف ملصق ولوحة، تتضمن إرشادات حول الحجر المنزلي، وأخرى تعريفية بفيروس كورونا وسبل الوقاية منه".
ويؤكد مدير مستشفى الهمشري، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، رياض أبو العينين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أيّ إصابة لم تظهر حتى الآن بين الفلسطينيين في المخيّمات على كلّ الأراضي اللبنانيّة، وقد وُضعت خطّة لكيفية التعاطي مع الإصابات المحتملة. فجُهّزت مركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بالمعدّات اللازمة، كذلك جُهّزت الأطقم الطبيّة بالبزّات الخاصة المضادة لنقل العدوى". يضيف أبو العينين أنّ "كلّ أطقم الإسعاف باتت جاهزة ومستعدّة لنقل أيّ حالة من داخل المخيّم وتسليمها إلى الصليب الأحمر اللبناني لينقلها بدوره إلى المستشفى في بيروت، خصوصاً أن لا مستشفيات مجهّزة في جنوب لبنان لاستقبال المصابين بفيروس كورونا".