الفلسطينيون يشيعون جثمان عدوي... وجنود الاحتلال ينكّلون بمسيرة الأغوار السلمية

28 سبتمبر 2019
انطلق المشيعون بمسيرة شعبية حاشدة (تويتر)
+ الخط -
شيّع مئات الفلسطينيين، اليوم السبت، جثمان الشهيد محمد عدوي (36 عامًا)، من مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، في جنازة حاشدة انطلقت عقب أداء الصلاة عليه في أحد مساجد المخيم، وصولا إلى مقبرة مخيم بلاطة حيث دفن هناك، فيما قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية في منطقة الأغوار الفلسطينية شرقي الضفة الغربية.

وعقب إلقاء عائلة الشهيد نظرة الوداع عليه في منزله بمخيم بلاطة، انطلق المشيعون بمسيرة شعبية حاشدة رفعوا فيها الشهيد على الأكتاف، وسط هتافات غاضبة تنديدا بجريمة قتله برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي قبل ثمانية أشهر على حاجز عسكري جنوبي نابلس، واحتجاز جثمانه في ثلاجات الموتى، قبل تسليمه يوم أمس الجمعة.

وقال عضو لجنة التنسيق الفصائلي عماد اشتيوي لـ"العربي الجديد" إن "ما تعرض له الشهيد عدوي يعد جريمة مكتملة الأركان، فقد تم قتله خلال عودته من عمله، إذ كان يعمل موظفا حكوميا في مدينة سلفيت شمالي الضفة".

وشدد اشتيوي على أن الاحتلال لم يكتفِ بإطلاق النار على الشهيد من مسافة قريبة جدا، حيث تركه ينزف لنحو ساعتين، ومنع حينها المسعفين من الوصول إليه، وفوق كل هذا رفض تسليم جثمانه، بل احتجزه لثمانية أشهر في ثلاجات الموتى، ما ألحق ضررا نفسيا بأهله.

وفي مقبرة المخيم، ألقيت العديد من الكلمات، التي أكد المتحدثون خلالها استنكارهم لسياسة "اليد الخفيفة على الزناد" التي يستخدمها جنود الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية، حيث يستسهل الجنود إطلاق النار وقتل الفلسطينيين بحجج واهية.

وطالب المتحدثون المجتمع الدولي بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمه بحق الفلسطينيين، وبوضع حد لسياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد سلمت أمس جثمان الشهيد عدوي، وجرى نقله من سيارة إسعاف إسرائيلية إلى أخرى فلسطينية على حاجز عسكري إسرائيلي غربي نابلس، بحضور عدد من أقاربه، وجرى نقله إلى مستشفى رفيديا الحكومي في المدينة.

واستشهد عدوي برصاص الاحتلال بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني 2019، بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن على حاجز حوارة جنوبي نابلس، وتم احتجازه إلى أن سُلم جثمانه، فيما لا يزال الاحتلال يحتجز جثامين أكثر من 300 شهيد، بينهم 250 شهيدًا في مقابر الأرقام، و50 شهيدا في الثلاجات.

وعلى صعيد منفصل، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، المشاركين في الفعالية السلمية التي نظمها نشطاء المقاومة الشعبية في منطقة الأغوار الشمالية الفلسطينية شرقي الضفة قرب البحر الميت، تنديداً بتصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت.

وقال وائل الفقية أحد المشاركين في الفعالية لـ"العربي الجديد" إن "جنود الاحتلال انقضوا على المشاركين فور وصولهم إلى الشارع الرئيسي الذي يقطع مناطق الأغوار من شمالها لجنوبها المعروف بخط 90، حيث أحاطوا بنا من جميع الجهات وبدأوا بتفريقنا إلى مجموعات منفصلة لتسهيل الهجوم علينا، وهو ما تم، حيث انهال علينا جنود الاحتلال بالضرب والركل".

وتابع: "وقع الكثير منّا أرضا، ومع هذا واصل الجنود ضربنا بأقدامهم وأعقاب بنادقهم، حتى  فقد بعضنا الوعي، في حين كان جنود آخرون يعتقلون بعض المشاركين بعد ربط أيديهم للخلف بشكل همجي".

يذكر أن لجان المقاومة الشعبية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وعدد من المتضامنين الأجانب شاركوا في الفعالية، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات المناوئة للاحتلال والمنددة بتصريحات نتنياهو حول ضم المنطقة.