حرق الرضيع دوابشة يجدد أحزان حرق أبو خضير

01 اغسطس 2015
أطفال يعبرون عن صدمتهم لمقتل أبو خضير (العربي الجديد)
+ الخط -

عادت به محرقة الطفل الرضيع، علي دوابشة (18 شهراً)، يوم أمس الجمعة، إلى المحرقة ذاتها، التي قضى نجله الطفل، محمد أبو خضير (12 عاماً) بها، محترقاً وهو حي، في مطلع يوليو/تموز من العام الفائت.

وكان مستوطنون، خطفوا محمد أبو خضير من أمام منزل والده في حي شعفاط شمالي القدس، وعذبوه وقتلوه بالنار حيّاً، ولم تجد صرخاته ولم تمنعهم من أن يواصلوا حرقه وهم يرقصون.

حسين أبو خضير، والد الشهيد محمد، الذي زار قرية دوما جنوب نابلس إلى الشمال من الضفة الغربية، والتقى عائلة الشهيد الرضيع، علي دوابشة، الذي ارتقى، في اليوم الأخير من يوليو/تموز المنصرم، لم يخف دموعه، وهو يصف اللحظة الصعبة حين التقى عائلة دوابشة.

تذكر أبو خضير لحظة ما جرى لمحمد بتفاصيلها الموجعة، وكيف أمضى يومه، قبل عام، منتظراً أن يرى عقابَ ما فعله المجرمون بنجله، ثم عانق عائلة الشهيد دوابشة، وكان ما زال يوزع من حزنه الدائم الكثير على الحضور.

وقال حسين أبو خضير لـ"العربي الجديد": كأنني أعيش لحظة استشهاد محمد، ليس أصعب من أن يحرق الإنسان حيّاً، أسمع حتى اللحظة صرخات ولدي، واليوم بمقدوري أن أسمع صرخات علي والنار تأكله.

يرفض والد محمد اعتبار القتلة من المستوطنين بـ"الإرهابيين"، ويقول "هم أكثر من ذلك، إنهم نازيون متعطشون للدم، لا يمكن أن تتعايش معهم أو أن تعقد سلاماً".

ويتابع الأب المفجوع "جئت إلى دوما متضامناً مكلوماً، أحمل جرحي الذي لم يندمل ولن يندمل، لقد أعادت جريمة حرق علي وعائلته فتح جراحي وجراح والدة محمد، حيث لم نكف بالأمس عن البكاء".




ويسخر أبو خضير مما سماه حملة العلاقات العامة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ولوزرائه والقتلة في حكومته، الذين ذرفوا، الأمس، دموع التماسيح، ويقول: "هم الإرهابيون الحقيقيون، هم من أطلق علينا المجرمين من النازيين الجدد، ويتساءل، هل كان هذا ليحدث لولا ما يتلقاه هؤلاء من دعم وحماية وإنفاق بالملايين عليهم، لينكلوا بشعبنا قتلاً وحرقاً وحرب إبادة".

"قضاؤها، أيضاً، متواطئ معهم، هذا القضاء يصنف المجرمين بأنهم مجنونون، كل قاتل لفلسطيني عندهم مجنون، إذن لو قتلوا شعبنا جميعاً فلا عقوبة تنزل بهم، لأنهم مجنونون، وليس على المجنون حرج"، حسبما يقول والد الطفل أبو خضير لـ"العربي الجديد".

بالنسبة لوالد الشهيد أبو خضير لا يكفي أن تظل السلطة والحكومة الفلسطينية تنددان وتستنكران، مؤكدًا "لقد سئمنا عبارات التنديد، نريد ما يؤمن لأطفالنا ولعموم أبناء شعبنا الحماية من هذا الإجرام النازي".

عاد أبو خضير من دوما إلى منزله في شعفاط تاركاً حزناً هناك وبيتاً محترقاً متفحماً وبقايا من شهيد رضيع، باتت رضاعته أيقونة ورمزاً، ثم يترك الحزن في قلبه وقلب زوجته أعظم الوجع، فهو أكبر من أن يوصف، لأن صورة محمد ماثلة، وكذلك صورة علي دوابشة، وكلاهما في فاجعة الموت واحد، حيث يؤكد لـ"العربي الجديد": "الضحية واحدة، والقاتل هو القاتل ذاته".


اقرأ أيضاً:محرقة نابلس: إرهاب المستوطنين يحصد علي في مهده
دلالات