التضامن مع المساكين عنوان عيد الفطر بالجزائر

06 يوليو 2016
مبادرات شبابية لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال (العربي الجديد)
+ الخط -


إدخال الفرحة إلى قلب امرأة عجوز كان هم مجموعة من الشباب الجزائري، تم التحضير له قبل شهرين من يوم عيد الفطر، بحيث انتهز محمد الطاهر ورفاقه المناسبة لإعداد مفاجأة سارة لعجوز، بقيت هي وابنها الوحيد في قرية من قرى مدينة نقاوس بولاية باتنة (520 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية).

المفاجأة، بحسب محمد، هي قيامهم بترميم بيتها وطلائه خلال الأيام الماضية وتجهيزه، وشراء ألبسة لها ولابنها ترتديها يوم العيد، فضلاً عن تحضير كمية معتبرة من الحلويات الخاصة بالعيد، واصطحابها إلى صلاة العيد برفقة ابنها، ثم قضاء اليوم في إحدى الساحات الخضراء.

وقال الشاب الجزائري لـ"العربي الجديد"، إنه بإمكان الجميع القيام بأشياء جميلة من أجل إدخال السعادة إلى قلب أي شخص، الأهم أن تكون النية صافية لانتهاز فرصة الأعياد الدينية والأيام المباركة مثل رمضان، وجعلها خطوة نحو أفعال أخرى يمكن أن تكون بمثابة حبل أخوّة يربط بين الأقارب والجيران والأصدقاء وأبناء الحي الواحد والقرية الواحدة والمدينة الواحدة.

هذه الالتفاتة التي لقيت اهتماماً من شباب جزائري، هي إحدى صور التضامن والتكافل بين أبناء الوطن الواحد، والتي يتسارع إليها الشباب الجزائري، وهو ما توضحه أيضاً إحدى العادات الراسخة في المجتمع الجزائري، خصوصاً في القرى و"المداشر" بعدة ولايات، واسمها "الوزيعة" والتي تميز عيد الفطر.

وفي "الوزيعة" يتم توزيع المأكولات واللحوم والمساعدات على بيوت الفقراء، في طقس توارثته الأجيال، كما يستوي فيها الغني والفقير، وإدخال الفرحة إلى قلوب الأسر المعوزة، ويكون عيد الفطر السعيد فرصة لذلك في جو يحتفي به الكبير والصغير عقب صيام الشهر الفضيل.

واحتفل الجزائريون، اليوم، بأول أيام عيد الفطر في جو من الفرحة والتراحم، حيث أدى الجزائريون صلاة العيد. وخرج الجزائريون بعد الصلاة إلى الشوارع بالرغم من حرارة الطقس، في أجواء من السرور والسعادة صنعتها ضحكات الأطفال وبهجتهم بألبستهم الجديدة وألعابهم، بحيث فرضوا على آبائهم التوجه إلى مدن للألعاب التي فتحت أبوابها اليوم.

وارتأت العديد من الجمعيات الخيرية تنظيم زيارات خاصة للمرضى، وخصوصاً الأطفال بالمستشفيات، ومواساتهم في يوم العيد، فيما توجه البعض لزيارة دور العجزة ومركز الأيتام بالعاصمة الجزائرية.

كما تعوّد الجزائريون أن يتوجهوا إلى ذويهم لقضاء وقت بين الأهل والأقارب وانتهاز فرصة العيد للتزاور والتغافر في ما بينهم.

ومن عادات الجزائريين، بحسب محمد سليم، أن يكون الاحتفال بالعيد تحت سقف البيت الكبير، حيث يتوجه الأبناء والأحفاد إليه، ويتجمعوا فيه طوال اليوم، في لمة غير عادية تملأها الفرحة وصلة الرحم، فيما تتميز بتناول عشاء واحد يجتمع عليه الأبناء والأحفاد والآباء.

دلالات