ضعف المنظومة الصحية يهدد سيناء بكارثة إنسانية

10 يونيو 2020
هذا المشهد لا يُسجَّل في شمال سيناء (زياد أحمد/Getty)
+ الخط -
تعاني المنظومة الصحية في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، ضعفاً بالغاً يشمل الكوادر البشرية وكذلك الموارد المادية. هذا ما أظهرته أزمة كورونا بشكل واضح في خلال الفترة الأخيرة، في ظل تصاعد منحنى الإصابة بالفيروس الجديد في المحافظة، فيما لم تُعلن أيّ خطة حكومية ذات رؤية واضحة للسيطرة على الموقف هناك في خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي دفع عدداً من العاملين في القطاع الطبي إلى المطالبة بتوفير كلّ مستلزمات مواجهة كورونا في مستشفيات سيناء.

يصرّح مصدر مسؤول في مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة لـ"العربي الجديد" بأنّ "السيطرة على فيروس كورونا الجديد ما زالت قائمة في شمال سيناء، في ظل الإجراءات الوقائية المتخذة في هذا السياق، ولا سيّما لجهة التفشي أو لجهة التعامل الصحيح مع أيّ إصابة أو حالة اشتباه في إصابة، وذلك من قبل الكوادر الطبية في مستشفى العريش العام ومستشفى بئر العبد النموذجي". ويوضح المصدر نفسه أنّ "المنظومة الطبية في شمال سيناء تفتقر إلى الأجهزة الخاصة بفحص كورونا، فهي لا تتوافر في أيّ مستشفى داخل حدود المحافظة، الأمر الذي يضطر المديرية إلى تحويل العيّنات إلى مختبرات الصحة في الإسماعيلية وانتظار نتيجة الفحوصات. وفي خلال تلك المدة، يبقى الشخص المعني المشتبه في إصابته قيد العزل الطبي في أحد المستشفيَين (العريش أو بئر العبد) إلى حين ظهور النتيجة الموجبة أو السالبة".




كذلك يشير إلى "نقص في المستلزمات الطبية من قبيل الزيّ الواقي الخاص بالأطقم الطبية، بالإضافة إلى عدم عقد دورات متخصّصة للعاملين في القطاع الطبي للتعامل مع المصابين أو المشتبه في إصابتهم، وذلك في ظلّ انشغال الدولة بأكملها بالأزمة الجديدة. بالتالي، نضطر إلى الاعتماد على الكوادر المتوافرة وعلى التثقيف الذاتي للعاملين بالحدّ الأدنى الذي من شأنه أن يساعد في آلية التعامل مع الحالات التي تستقبلها المستشفيات". ويتحدّث عن "وعود بإرسال فرق طبية متخصصة لتدريب الكوادر في سيناء ورفدها بالإمكانات المطلوبة والعلاجات التي تُستخدم في كل مستشفيات الجمهورية المصرية".

تجدر الإشارة إلى أنّ مصادر طبية في مستشفى العريش العام كانت قد أكدت لـ"العربي الجديد" وفاة مواطنَين مصريَّين، ليلة الاثنين الماضي، في أثناء احتجازهما فيه بعد الاشتباه في إصابتهما بفيروس كورونا الجديد. وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ يوم الأحد الماضي شهد احتجاز ثماني حالات، وهو العدد الأكبر منذ بداية الأزمة، ليتوفى اثنان منهم، أحدهما مصاب بمرض في الكبد، والآخر بالتهاب رئوي. يُذكر أنّ الاثنَين فارقا الحياة قبل إجراء مسحة كورونا لهما. وأوضحت المصادر أنّ تأخر إجراء المسحات يأتي بسبب نقل العيّنات إلى مختبرات محافظة الإسماعيلية، وما يتطلب ذلك من إجراءات لوجستية. ولأنّه استحال التأكد من إصابة المتوفيَين بالفيروس، فقد جرى التعامل معهما في إجراءات الدفن على أنّهما مصابان كإجراء احتياطي حتى لا تنتقل عدوى محتملة إلى سواهما.




وقد دفع كلّ ذلك كثيرين من متابعي الوضع الطبي إلى دقّ ناقوس الخطر والمطالبة بضرورة التحرّك قبل فوات الأوان، ولا سيّما أنّ المعزولين في مستشفى العريش العام شكوا من قلّة الكوادر الطبية التي تتابع الأشخاص المشتبه في إصابتهم، وأيضاً المصابين، بالإضافة إلى عدم اتخاذ الكوادر الإجراءات الوقائية المعمول بها في المستشفيات المصرية الأخرى في البلاد، من قبيل الزيّ الواقي. كذلك إنّ ضغط العمل الكبير على الكوادر المتوافرة ينعكس سلباً على مستوى الخدمة الطبية المقدّمة للأشخاص المعزولين. وهؤلاء الأخيرون، بسبب تأخر صدور نتائج فحوصهم المخبرية بعد الاشتباه في إصابتهم، يشكون من حالة نفسية سيئة جداً، فهم ينتظرون على مدى أيام نتائج عيّناتهم التي تُرسَل إلى مختبرات في الإسماعيلية. وتلك الحالة تلازمهم حتى بعد خروجهم من المستشفى.

ثماني إصابات مؤكدة
أعلنت مديرية الصحة والسكان في شمال سيناء، أمس الثلاثاء، ارتفاع الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا الجديد إلى ثمانٍ، مضيفة في بيان أنّ إجمالي عدد الحالات هو 45 بما فيها المشتبه في إصابتها. وأوضح البيان أنّ حالتَي تعافٍ سُجّلتا من بين الإصابات الثماني، فيما عُزلت إصابة في مستشفى أبو خليفة وأخرى في مستشفى العريش وثلاث في مستشفى بئر العبد إلى جانب إصابة واحدة عُزلت منزلياً.
المساهمون