لا غنى عن "الفتّوش" على مائدة رمضان

13 يونيو 2016
سوق الخضار في صيدا لا يخلو من الحركة(العربي الجديد)
+ الخط -

مع حلول شهر رمضان، أكثر ما يشغل بال الناس هو أسعار الخضار التي عادة ما ترتفع. إذ لا يمكن الاستغناء عن الخضار في هذا الشهر، علماً أن "الفتّوش" على سبيل المثال يعدّ طبقاً أساسياً على مائدة الإفطار، وربما المفضّل لدى كثيرين. ولا يمنع ارتفاع الأسعار الناس من شراء الخضار وإن بكميات قليلة، حتى لا يحرموا من هذا الصحن نظراً لفوائده الكثيرة.

خلال هذا الشهر، تنتعش محال الخضار وتزيد المبيعات. يقول محمد حسن البقري، وهو فلسطيني، يبيع الخضار في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، إنه عادة ما تزيد مبيعاته خلال هذا الشهر. ما زال يذكر بعض العادات التي كانت سائدة في فلسطين. كان قد خرج منها حين كان في الـ 18 من عمره، بعد اقتحام اليهود منطقته دير ياسين وقتل أهلها. في ذلك الوقت، خاف الناس وهربوا إلى لبنان. بداية، سكن في صيدا ثم انتقل إلى سورية وعاش فيها سنتين، قبل أن يعود مجدداً إلى لبنان، حيث عمل بائعاً للخضار. يقول إن الحياة كانت أجمل في فلسطين. يعرض الباعة البقلاوة والجوز والسمنة الحموية وحتى الخضار على عرباتهم، والناس تشتري منهم.

وعن عمله في سوق الخضار في صيدا، يقول: "في الأيام العادية، تكون نسبة البيع مقبولة نوعاً ما، وقد يصل الدخل اليومي إلى 30 ألف ليرة لبنانية (20 دولاراً)، علماً أنه يقل أو يزداد من حين إلى آخر. أما في شهر رمضان، يصير البيع أفضل مما كان عليه في السابق". ويلفت إلى أنه على الرغم من ارتفاع النسبة في هذا الشهر، إلا أنها تعد أقل بالمقارنة مع السنوات السابقة، بسبب كثرة محال الخضار، خصوصاً تلك الموجودة خارج السوق. وعادة ما يفضّل الناس شراء الخضار من خارج السوق خصوصاً إذا كانت المحال أكثر قرباً من بيوتهم.

ويوضح البقري أن العامل الأمني أثّر على نسبة البيع، وصار الناس يخشون التجول في الأسواق لفترات طويلة "لكنّنا نتمنى أن يستقر الوضع الأمني في منطقة صيدا خصوصاً أن الأمر يؤثر على الوضع الاقتصادي برمّته". تجدر الإشارة إلى أن الأسعار في سوق صيدا تعد أرخص من أسعار المحال التجارية الموجودة في المدينة. لكن لم يعد البعض يرغب في تكبّد عناء الوصول إلى السوق إلا في حال أراد التجول في السوق أو ارتياد محال الألبسة. يضيف أن شهر رمضان هو "شهر الخير والبركة، وجميعنا في السوق ننتظره لزيادة نسبة مبيعاتنا، وبالتالي نصبح قادرين على ادخار المال".