فلسطيني يتسلم ملابس والده الشهيد يوم زفافه

05 اغسطس 2015
ملابس الشهيد موسى ضراغمة (العربي الجديد)
+ الخط -



يحاول الاحتلال الإسرائيلي بكل قوته وممارساته وسياساته العنصرية أن ينغص على الفلسطينيين حياتهم، وأن ينقص من فرحتهم المغموسة بمشاعر الألم، حين تتعلق بذكريات تعود للحياة لأناس رحلوا برصاصات الغدر قبل سنوات طويلة.

ولو أن الألم لم يغادر منزله منذ لحظة الاستشهاد، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أراد بعد 14 عاماً، أن يقتل الشهيد موسى ضراغمة من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة بيت لحم مرتين، وأن يعيد الألم والحسرة إلى ذات المنزل مرة أخرى في الوقت الذي تستعد فيه العائلة إلى الاحتفال بزفاف نجله الأكبر نور الدين اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام.

استشهد دراغمة (36 عاماً) عند ما يسمى بحاجز (300) والذي يقيمه الاحتلال شمال بيت لحم، أثناء توجهه لمدينة القدس من أجل البحث عن لقمة العيش، لحظة الاجتياج الإسرائيلي الكبير للضفة الغربية المحتلة في 22 مايو/أيار عام 2002، واحتجز ملابسه وخبأها لسنوات طويلة، وها هو اليوم يعيدها للعائلة في محاولة لتحطيم مشاعر العائلة في أوج أفراحها.


ويقول العريس نور الدين ضراغمة (26 عاماً)، وهو النجل الأكبر للشهيد لـ"العربي الجديد" "عدت أول من أمس إلى فلسطين من أجل الزواج، وعلى المعبر الحدودي مع الأردن احتجز الاحتلال الإسرائيلي جواز سفري، حينها شعرت بأن الاحتلال يدبر لأمر ما، وتلقيت أمس اتصالاً بأن أتسلم ملابس والدي الذي استشهد قبل 14 عاماً وهي مغمسة بدمائه".

عاد الحزن إلى منزل عائلة ضراغمة، وذُرفت الدموع من لوعة الاشتياق، وكأنه عاد للحياة من جديد، وافتقدته زوجته وفتياته الأربع من جديد، فيما أصر نور الدين وشقيقاه الذكور على أن يتحملوا مرارة الاشتياق، وأن يبقوا حزنهم في قلوبهم، وأن يواصلوا تجهيزاتهم لحفلة سهرة الرجال اليوم الأربعاء.

يقول العريس بنوع من التحدي والإصرار:"نحن كفلسطينيين أكبر من محاولة الاحتلال الإسرائيلي أن ينغص علينا فرحتنا، بل على العكس تماماً الفرحة زادت، ونحن فخورن جداً بأن والدنا شهيد، وسنحتفل اليوم أمام الناس، وسنرقص كثيراً، وسنغني، كي تصل الرسالة للمحتلين بأن لا شيء يقف أمام فرحة الفلسطينيين حتى ولو أنها مغموسة بطعم الألم والفراق".

سهرة نور الدين ستبدأ اليوم الأربعاء، وسيحمل العريس ملابس والده برائحة دمائها، سيرفعها أمام الناس وسيحتفل على وقع موسيقى الأغاني الوطنية الفلسطينية، وستفشل بحسب ما قاله نور كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي أن ينغص عليه فرحته، فيما ستحتفظ العائلة بتلك الملابس مع أغراض كثيرة لوالده التي لم تفرط بها منذ 14 عاما.

"إحنا أقوى من هيك، وأكبر من هيك، ورح نحتفل بسهرتي، وبحفل الحناء يوم الخميس، وحفل الزفاف يوم الجمعة، ورح نكون كلنا إيد وحدة، وفرحتنا رح تكبر بمشاركة كل الناس الي رح يتحدوا الاحتلال معنا" يختم نور الدين حديثه مع "العربي الجديد".

اقرأ أيضاً: غزة تبتهج بزفاف أربعة آلاف عريس وعروس