مقدسيون يمنعون الصلاة على مسرّب أراضٍ بالأقصى أو دفنه بين المسلمين

05 نوفمبر 2018
الصلاة على ضحايا حادث السير الخمسة في الأقصى (فيسبوك)
+ الخط -
لم تفلح محاولات أفراد من عائلة متوف فلسطيني للصلاة عليه في المسجد الأقصى، أو دفنه في مقبرة "باب الرحمة" أو مقبرة "اليوسفية" في باب الأسباط، اللتين يدفن المقدسيون موتاهم فيهما وتحتضنان رفات عدد من كبار الصحابة، لكونه معروفاً بأنه مسرب أراض لمستوطنين إسرائيليين.

ونشر عدد من أفراد عائلة مسرب الأراضي (ع. ق) بياناً قالوا فيه إن الميت، وهو أحد ضحايا حادث سير مأساوي أودى بحياة ستة من العمال أمس الأحد، تمت الصلاة عليه ودفنه، دون يحددوا في أي موضع صلي عليه، أو في أي بقعة دفن.

وأشار البيان المقتضب الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن العائلة فتحت بيت عزاء، ردا على موقف لعموم العائلة نشر بالأمس، وأكد رفض تغسيله أو الصلاة عليه أو دفنه في مقابر المسلمين لتورطه في عام 2010 بتسريب عقار مملوك للعائلة إلى مستوطنين في حارة السعدية بالبلدة القديمة.

وحاصر عدد من المقدسيين أمس، ثلاجة الموتى في مشفى المقاصد، واشتبكوا مع أفراد من العائلة كانوا يحاولون تغسيله والخروج بجنازته للصلاة عليه في الأقصى، في حين خرج آلاف المقدسيين في مسيرة تشييع لخمسة آخرين من ضحايا حادث السير الذي وقع فجرا في الطريق بين مدينتي أريحا وبيسان الفلسطينيتين.

وقال أفراد من العائلة لـ"العربي الجديد"، إن موقفهم ملتزم بفتوى تمنع الصلاة على من سرب العقارات للاحتلال، وترفض دفنه في مقابر المسلمين. "اتخذنا موقفنا كعائلة كبيرة تنتمي للقدس، وسبق أن برأنا أنفسنا منه، وممن تورط معه في تسريب عقار العائلة قبل ثماني سنوات".

والعقار الذي سبق تسريبه تبلغ مساحته نحو 500 متر مربع، ويقع في موقع حيوي بالبلدة القديمة، وهو عبارة عن مبنى من ثلاثة طوابق لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن عقار آل جودة الذي سرّب للمستوطنين قبل نحو شهر، كما لا يبعد عن عقار مملوك لعائلة العلمي يجرى الحديث حاليا عن محاولات لتسريبه.


وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بكثير من التعليقات التي أشادت بموقف العائلة، وساندتها في موقفها الرافض للصلاة عليه في الأقصى، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، معتبرة ذلك موقفاً يشرف المقدسيين عموما في معركتهم الحالية ضد الاحتلال وضد أعوانه من مسربي العقارات والأراضي.

وكتب الإعلامي المقدسي راسم عبيدات: كم كان بليغاً ومكثفاً الشهيد غسان كنفاني حين قال: "حين تخون الوطن، لن تجد تراباً يحن عليك يوم موتك، ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت".

الموقف نفسه عبّر عنه آلاف المقدسيين الذين شيّعوا ضحايا حادث السير الخمسة، إذ تحولت جنازاتهم إلى دعم للأقصى، وتكررت فيها هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".