نظريات حول الغباء

10 مارس 2017
هل تجاهل داروين تفاصيل الغباء وتطوره؟ (بيتر ماكدياميد/ Getty)
+ الخط -

يولد البشر ومستوى غبائهم في الدرجة الثالثة ضمن مقياس يتدرّج من صفر إلى خمس درجات. الدرجة صفر تعني الأقل غباءً، وخمسة تعني الأكثر غباءً. ولو طبق مقياس الغباء على كل البشر، ربما يندهش كثيرون من نسبة الغباء لديهم.

ورصدت دراسة نشرها موقع "بيزنس أوف انوفيشن"، أن عدد الأغبياء في الحياة هو الغالب، وتشير بعض نتائج الدراسة إلى أن العالم يدار بواسطة الأغبياء فقط.

وتستنكر الدراسة أن تشارلز داروين في كتابه "أصل الأنواع"، والذي فصّل فيه نظريته الشهيرة حول تطور الكائنات، تجاهل واحدة من أهم الحقائق حول البشر، وهي تفاصيل الغباء وتطوره.

ورصد كارلو ماريو تشيبولا، خمسة مبادئ أساسية تتعلق بالغباء، منها أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص كامل الغباء ولا يفهم في أي شيء على الإطلاق. وثانيها أن الشخص يكون غبياً إذا تسبّب بأضرار للآخرين لمرة ثم كرّرها دون أن يستفيد من خطئه السابق، أو لربما زاد في الغباء ليتسبب بأضرار لنفسه. وثالثها أن الشخص غير الغبي عادة يدرك الأخطار المحتملة التي يمكن أن يتعرّض لها من جانب الأشخاص الآخرين الأغبياء، ويكون عادة في كل الظروف والأوقات متحسّباً لما يمكن أن يقدم عليه الأغبياء ويوقعه في مشكلات أو أخطار.

وفي دراسة بعنوان: "لا تقلّل مطلقاً من قدرة الأغبياء على التأثير في الجماهير"، كتب جورج كارلين: "لقد قلت مراراً إن الأغبياء خطر كبير، ربما يكونون مسليين في بعض الأوقات، أو مزعجين كثيراً من الوقت، لكنهم أيضاً خطرون معظم الوقت. نظريتي أنهم كأغبياء، ورغم أنهم يدّعون أنهم أذكياء، إلا أنهم في داخل أنفسهم يدركون مدى غبائهم ويتحسّسون من نظرات الآخرين".

ولا يتوقف الغباء على العلاقات الشخصية بل يمتد إلى بيئة العمل، ففي دراسة بعنوان: "نظرية الغباء في المؤسسات"، أعدها ماتس ألفيسون وأندريه سبيسر، تبيّن أن "هناك إجماعاً على أن النجاح الاقتصادي بات معتمداً على المعرفة والذكاء أكثر من القوة البدنية، وبالتالي بات دعم قدرات الموظفين المعرفية هو الأولوية".

وتنتهي النظرية في الدراسة، إلى أن "الغباء الوظيفي تم اختراعه وإقراره بشكل متعمّد، وأنه ليس مجرد خطأ أو قصور عقلي من المديرين، بناءً على النتائج والتجارب المتعددة".

وترى الباحثة سوزان هيث فيلد، أن الإدارات والمسؤولين يقومون بتصرفات غبية متعمّدة، في محاولة منهم للإيقاع بين العاملين وإفساد علاقاتهم الشخصية، خشية أن يتحالف العاملون ضد المديرين. وضربت مثالاً بالمدير الذي يفشل في وضع سياسة العمل ثم يأتي ليسأل: لماذا فشل الموظفون في تأدية أعمالهم؟


دلالات
المساهمون