الأسير الطفل أيهم صبّاح...لن يعتذر عن عمليته ضد الاحتلال

18 ديسمبر 2018
الأسير الفلسطيني أيهم صبّاح (فيسبوك)
+ الخط -


رغم القلق الذي يراود عائلة الأسير الطفل الفلسطيني أيهم باسم صبّاح (17 عامًا)، من سكان مدينة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، من إقدام نيابة الاحتلال الإسرائيلي بالاستئناف على الحكم العالي الصادر بحق ابنها أيهم، والتي تطالب برفع الحكم بحقه إلى السجن المؤبد، إلا أن الأمل لا يفارقها بالإفراج عنه في أية صفقة مقبلة لتبادل الأسرى قد تبرمها المقاومة الفلسطينية.

وأصدرت محكمة الاحتلال العسكرية في معسكر عوفر قرب مدينة بيتونيا غرب رام الله أول من أمس الأحد، بعد نحو 30 جلسة محاكمة عانى فيها أيهم وعائلته ظروف التنقل وحضور الجلسات، حكمًا بحق أيهم بالسجن 35 عاما، ودفْع مبلغ مالي باهظ جدا ما بين غرامة وتعويضات بقيمة مليون وربع المليون شيقل (العملة الإسرائيلية).

واعتقلت قوات الاحتلال أيهم صبّاح وصديقه عمر الريماوي حين كانا بعمر 14 عامًا، وكانت إصابتَيهما خطيرتين جدًا، لدرجة أن نبأ استشهادهما شاع في البداية، عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليهما واتهامهما بتنفيذ عملية طعن في مجمع "رامي ليفي" التجاري الاستيطاني شرق رام الله، والتي أدت إلى مقتل إسرائيلي في الثامن من فبراير/ شباط 2016. خضع أيهم وعمر لعمليات جراحية حسنت حالتهما الصحية، في حين اعتُقل طفل آخر حينها أكبر منهما بعام، وهو أحمد عبيد، بالتهمة ذاتها.

وقال باسم صبّاح، والد الطفل أيهم لـ"العربي الجديد": "الحكم على أيهم رغم صعوبته علينا، إلا أننا صابرون وصامدون، لأننا ندرك أن هذه هي سياسات الاحتلال التي لا يغيرها بحق الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين عام 1948، رفضت ذات مرة طلبًا للاحتلال باعتذار أيهم من أجل تخفيض مدة حكمه، إلى أن تمت محاكمته أول أمس الأحد".

وأكد والده: "ابني في السجن ولا أريده أن يعتذر ويشعر بأنه مخطئ خشية أن يؤثر ذلك على معنوياته، هذا احتلال يمارس سياساته بحق الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين، وقدرنا أن نصمد ونتحمل". كما شدد على أن ما فرضته محكمة الاحتلال بحق ابنه هو حكم عالٍ جدا، تمييز عنصري كبير بين الأطفال الفلسطينيين وبين الأطفال الإسرائيليين.




وتأمل العائلة أن يكون ابنها أيهم بين أهله، إذ قال والده: "نحن نأمل في ظل الحديث عن صفقات تبادل للأسرى أن يتم الإفراج عن ابننا، وألا يبقى مدة طويلة داخل السجن، ما حصل مع ابني قد يحدث لأي فلسطيني في ظل العيش تحت الاحتلال الذي لا يوجد لديه معايير إنسانية".

أيهم الطفل الصلب والمرح، يتمتع بشخصية وثقافة قويتين، لا يبدي ندمًا على ما فعله، إذ بثت القناة الإسرائيلية الثانية في الفترة الماضية مقابلة معه من داخل السجن، رفض القول فيها إنه نادم على ما فعل"، وأكد أنه سيبقى مصرًا على موقفه حتى بعد عشرين سنة من اعتقاله لأنه صاحب قضية.



وتظهر المقابلة قوة شخصية أيهم في طرحه وفهمه المقاومةَ، إذ قال: "نحن جيل مقاوم وتربينا على المقاومة، كانوا يظنون أنه لا يوجد أحد يقاوم، وحين حاولوا اقتلاع المقاومين في الانتفاضة الثانية، كنا نحن مواليد جدداً، لكننا تسلمنا المقاومة من بعدهم".

وأكد أيهم في تلك المقابلة أنه لا يعادي اليهود، بل إنه يعادي اليهود محتلي أرض فلسطين فقط، وهو أقدم على ما قام به رغم أنه متفوق في دراسته ولا يعاني مشاكل اجتماعية، وكان يدرك أنه ذاهب إلى عملية قد يستشهد فيها.

أيهم صبّاح مولود في العاشر من مايو/أيار عام 2001، كان في صفه التاسع الأساسي يوم اعتقاله ويتحدر والده من بلدة قفين شمال طولكرم شمال الضفة الغربية. هو الابن الأكبر لعائلته المكونة من أربعة أفراد: الأب، الأم، أيهم، وشقيقه محمد. انتقل والده للعيش في رام الله بعد دراسته في جامعة بيرزيت، وعمله مدرسا للعلوم والرياضيات في رام الله.

ويتميز أيهم بتفوقه في دراسته واطلاعه الثقافي الواسع، فهو الأول في صفه حاصل على معدل 96 في المائة في الصف التاسع قبل اعتقاله. ورغم اعتقاله يواصل المطالعة داخل السجن، وينوي إكمال دراسته في الثانوية العامة العام المقبل، وكانت أمنيته قبل اعتقاله أن يكمل دراسته في مجال الهندسة.

أيهم الذي يحبه الجميع خصوصاً من أبناء جيله، يتمتع بقوة الإلقاء في الخطابة، ويحب ممارسة كرة القدم، ولا يزال حتى في داخل السجن. هو فتى مقبل على الحياة وشخص اجتماعي، وكما أوضح والده أن أيهم خلال حواره معه أثناء زياراته له في السجن، نفذ عملية الطعن نتيجة تأثره بالأحداث وإقدام الاحتلال على قتل الفلسطينيين بدم بارد، خاصة إعدام الفتيات والنساء الفلسطينيات.