الأوروبيون يقللون من قدرات النساء في مجال العلوم

19 سبتمبر 2015
ماري كوري أولى الحائزات على نوبل للعلوم تتوسط بناتها(GETTY)
+ الخط -



يعتبر سبعة من بين عشرة أوروبيين أن المرأة لا تملك القدرة على أن تكون من بين كبار العلماء، لافتقارها إلى صفات تخولها النجاح في مجالات العلوم والبحث العلمي.

هذه النتيجة خلصت إليها دراسة أجراها المعهد الفرنسي "أوبينيون واي" ومؤسسة "لوريال"، والتي بينت أن التحيّز ضد المرأة في القارة الأوروبية لا يزال صلباً وراسخاً. وقد أجريت على عينة من 5032 بالغاً في كل من ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا.

ولم يظهر الذكور وحدهم تحيّزاً ضد النساء في الدراسة التي نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، يوم الأربعاء، بل أظهرت أكثرية النساء اللواتي استطلعت آراؤهن أنهن يستخففن بقدرات بنات جنسهن العلمية، واعتبرن أن المعادلات والنظريات العلمية هي ساحة يثبت فيها الذكور جدارتهم وليس النساء. 33 في المائة فقط من أشخاص العينة اعتبروا أن النساء قادرات على النجاح في العلوم مثل الرجال.

وأوضح هاغيز كازيناف، رئيس معهد "أوبينيون واي"، أن الأحكام المسبقة تجاه النساء لا تزال راسخة.


والغريب في نتائج الدراسة أن الألمان، المرؤوسين من المستشارة أنغيلا ميركل، وهي فيزيائية وباحثة في الأساس قبل أن تخوض غمار السياسة، تصدروا نسبة المقللين من قدرات المرأة في مجالات العلوم والبحث العلمي، وبلغت نسبتهم 71 في المائة من العينة، لاعتقادهم أن المرأة لا تملك القدرة على الوصول إلى مستويات عالية في مجالات العلوم. ويأتي الإيطاليون بعد ذلك بنسبة 70 في المائة، يتبعهم الفرنسيون والبريطانيون بنسبة 64 في المائة، أما الإسبان فقد كانوا الأقل تحيزاً، على الرغم من ارتفاعهم النسبي، والبالغ 63 في المائة.

واعتبر أفراد العينة الذين شملتهم الدراسة أن المرأة تفتقر إلى العديد من عناصر البروز والنجاح في ميدان العلوم ومن تلك العناصر: الثقة بالنفس (بنسبة 25 في المائة)، الاحتراف (بنسبة 21 في المائة)، روح المنافسة (بنسبة 19 في المائة)، الطموح (بنسبة 15 في المائة)، الاهتمام بالعلم (بنسبة 12 في المائة). كذلك رأى 11 في المائة من المستطلعين أن النساء يفتقرن كذلك إلى المثابرة والمنطق العقلاني والحس العملي والدقة والقدرة العلمية.

10 في المائة فقط من أفراد العينة، في الدول الأوروبية الخمس، اعتبروا أن النساء يملكن المهارات الكافية لخوض ميادين العلوم والبروز فيها. في المقابل رأى 38 في المائة من المستطلعين أن النساء ينجحن في المهن التي تتطلب مهارات اجتماعية، و20 في المائة وجدوا أن النساء يبرعن في مجال الاتصالات، في حين اعتبر 13 في المائة منهم أن المرأة تنجح في اللغات.

اقرأ أيضاً: دور النساء في الإعلام تنفيذي... والإدارة للرجال

وقيّم 60 في المائة من الأشخاص الذين استجوبتهم الدراسة بالمستوى "المنخفض جداً" عندما سئلوا عن النساء الأوروبيات اللواتي نلن جائزة نوبل منذ تأسيسها في عام 1901، والبالغ عددهن ثلاث نساء فقط. كذلك أعرب 60 في المائة منهم عن أملهم في أن تنال النساء وكذلك الرجال تلك الجائزة المرموقة في المستقبل.

وتجدر الإشارة إلى أن النساء الأوروبيات الفائزات بجائزة نوبل للعلوم هن: ماري كوري البولندية المولد والفرنسية الجنسية، نالت جائزة نوبل للفيزياء في عام 1903 ثم نوبل للكيمياء في 1911، والفرنسية أيرين جولييت كوري التي نالت نوبل للكيمياء في عام 1935، والبريطانية دوروثي هودكين التي حازت على نوبل للكيمياء في عام 1964.

وإذا خرجنا من إطار العلوم البحتة، وشملنا الطب من ضمن الاختصاصات العلمية التي استثنتها الدراسة، نجد أن هناك ثلاث سيدات أوروبيات أخريات حزن جائزة نوبل للطب وهن الإيطالية ريتا ليفي منتالسيني في عام 1986، والألمانية كريستين فولهارد في عام 1995، والفرنسية فرانسواز باري سينوزي في عام 2008.

اقرأ أيضاً: لماذا تبتعد الفتيات عن دراسة العلوم والرياضيات؟

المساهمون