كفرنبل بلا سكان بعد تكرار قصف النظام السوري

05 يوليو 2019
تكرار قصف كفرنبل السورية (فيسبوك)
+ الخط -
اختفت البسطات من شارع "سوق الخميس" في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، والذي كان يعج بالمارة والباعة سابقا. حاليا تبدو مظاهر الدمار واضحة للعيان في السوق، وفي أنحاء المدينة التي تستهدفها طائرات النظام الحربية بالقنابل الفراغية والبراميل المتفجرة.

تعرضت المدينة مساء أمس الخميس، لقصف بالطائرات الحربية أودى بحياة أحد المدنيين، وأصاب أربعة آخرين بجروح، ووصف ناشطون ما يجري في مدينة كفرنبل وبلدة حاس التي قصفت أيضا في الوقت ذاته بـ"المحرقة".
نزح أحمد عمار (27 سنة) قبل أسابيع من المدينة مع عائلته باتجاه إحدى بلدات ريف إدلب الشمالي بحثا عن الأمان، وهو يعود كلما تهدأ عمليات القصف إلى كفرنبل، ليحضر الأغراض اللازمة لعائلته، وقال لـ"العربي الجديد": "المدينة خاوية منذ أسابيع، وليس هناك سوى بعض الشبان الذين يعودون لجلب أغراض أهلهم مثلي، ثم يغادرون".
وأوضح عمار أن "النزوح قاس جدا. غادرت مدينتي للمرة الأولى مع عائلتي على أمل العودة في أقرب وقت. لكن يبدو أنه أمل بعيد، خصوصا لمن خسر بيته، فضلا عن الحزن على الدمار القائم في كل مكان".
وقال ابن كفرنبل رزق العبي إن "المدينة حاليا شبه خالية، ومن فيها هم من الشباب فقط، أما النساء والأطفال فغادروها منذ مدة، لكن خلال اليومين الماضيين كانت هناك حالة من الهدوء، فعادت بعض العائلات إليها، ويبدو أن النظام علم بهذا الأمر، فاستهدف المدينة مجددا".
وأضاف العبي لـ"العربي الجديد": "الأهالي في المناطق القريبة يحاولون على الدوام الحد من الحركة والتنقل، ومن بينهم أهلي الذين يشترون المواد الغذائية التي تكفيهم لمدة أسبوع حتى لا يضطروا للخروج من المنزل كثيرا".
وأكد رئيس المجلس المحلي في كفرنبل، فادي الخطيب، لـ"العربي الجديد"، أن "الأوضاع صعبة جدا في المدينة والقرى المحيطة، فالنظام يقصف بشكل جنوني بجميع أنواع الطيران، وشارك الطيران الروسي أيضا، إضافة لأكثر من 20 برميلا متفجرا سقطت على المدينة".

وتابع الخطيب: "المجلس المحلي سبق أن أعلن المدينة منكوبة، ونسبة النزوح وصلت إلى 90 في المائة، وفي فترة من الفترات غادرت كل العوائل المدينة، ولم يبق سوى الشبان الذين يحرسون الأملاك، وشهدنا فترة هدوء لحوالي عشرة أيام، لكن فوجئنا بعودة القصف مرة أخرى، ما أدى إلى انتقال كفرنبل من نكبة إلى نكبة أخرى".
وأشار إلى أن "الدمار الحاصل في المدينة هائل وممنهج، ويتم استهداف منازل وسط المدينة لمنع الناس من التفكير في العودة، ولم يعد في المدينة أي من مقومات الحياة حاليا. كل شيء خارج الخدمة، والطرقات مغلقة بالكتل الإسمنتية، وشبكة الكهرباء بحاجة لصيانة، وأنابيب المياه تفجر معظمها".
وتتواصل عمليات النزوح من مناطق ريف إدلب الجنوبي ، مع تواصل الحملة العسكرية للنظام عليها، وتشير إحصائيات محلية إلى أن عدد النازحين بلغ 700 ألف شخص، وفي الثاني من يوليو/تموز، حذرت الأمم المتحدة من خطر وشيك يهدد 3 ملايين شخص في إدلب، من بينهم مليون طفل، بسبب استمرار العمليات العسكرية التي يشنها النظام.

دلالات