وتساءل الرميحي، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، مساء السبت، "بدون سفارة قطرية وبعثة للحج وعدم السماح للخطوط القطرية بالسفر المباشر، كيف سنفهم هذا الحرص الكاذب؟"، رداً على ادّعاء الرياض بأنّها "حريصة على تمكين القطريين والمقيمين في قطر على أداء مناسك الحج والعمرة".
Twitter Post
|
تناقض سعودي
وفي مؤشر جديد على أنّ المواطنين القطريين والمقيمين في قطر لن يتمكّنوا من أداء فريضة الحج للعام الثالث على التوالي، فضلت وزارة الحج والعمرة في السعودية الرد على المطالبات القطرية، في بيان، أمس السبت، (تأخر صدوره أكثر من شهرين) دعت فيه "السلطات المعنيّة في دولة قطر إلى تسهيل إجراءات قدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وإزالة العقبات التي تفرضها حكومة قطر لمنعهم من القدوم لأداء هذه الشعيرة العظيمة".
وقالت الوزارة إنّها "أطلقت عدة روابط إلكترونية لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها، والقدوم عبر أي خطوط جوية غير الخطوط القطرية لأداء مناسك العمرة".
وتابع البيان "وجهت الدعوة للمسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر هذا العام 1440هـ كغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية للقدوم للمملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين، وعُقد الاجتماع معهم بتاريخ 8/ 6/ 1440 هـ وبُحثت كافة الأمور المتعلقة بتنظيم قدوم الحجاج والمقيمين من قطر لأداء مناسك الحج، ولكن الوفد القطري غادر دون أن يوقع على اتفاقية الحج، وبالتالي لم تمنح السلطات القطرية الفرصة لشركات الحج القطرية بالقدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة".
عراقيل سعودية
وسبق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية أن دعت، في مايو/ أيار الماضي، السلطات السعودية إلى "إزالة كافة العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر لأداء العمرة في شهر رمضان المبارك، أو لتأدية فريضة الحجّ مع اقتراب موسمه".
وأشارت إلى العراقيل التي تحول دون ذلك، وقالت إنّ "الرحلات الجوية المباشرة من الدوحة إلى جدة لا يزال غير مسموح بها (...) واستمرار إغلاق السعودية المنفذ البري الوحيد أمام ذوي الدخل المحدود أو الذين يتعذّر عليهم السفر جوّاً ممن يريدون زيارة بيت الله الحرام".
كذلك لفتت إلى أنّ "السلطات السعودية لا تسمح لحملات العمرة والحجّ القطرية بالدخول وأخذ التصريحات اللازمة أسوة بحملات جميع الدول الأخرى، ما يعني عدم قدرتها على تأمين سلامة وأمن وصحة المعتمرين والحجاج الأمر الذي يشكّل تحدياً كبيراً، خاصةً في حالة النساء وكبار السن والمرضى".
الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين
ودخلت "الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين" على خط الأزمة بين الدوحة والرياض، واعتبرت في بيان أصدرته، اليوم الأحد، أنّ "محتوى بيان وزارة الحج والعمرة السعودية يستهزئ بمشاعر جميع المسلمين حول العالم وخاصة الحجاج القطريين".
وأوضحت الهيئة أنّه "منذ ثلاث سنوات على التوالي، تحرم السعودية الحجاج القطريين من أداء الشعائر الإسلامية مثل الحج والعمرة، وتضيق عليهم، وتنشئ المواقع الوهمية للتسجيل خارج نطاق التعاون الرسمي بين البلدين، وتعرقل طريق من يقرر الذهاب للحج منفردا عبر الطرق البرية، وتعرضهم للتحقيق أو التأخير أو التصوير الإجباري طول رحلة الحج أو العمرة لاستغلالها سياسياً واستخدامها في الحملة الإعلامية ضد دولة قطر".
ولفتت إلى تلقّيها "العديد من الشكاوى من المواطنين القطريين عن المعاناة التي تعرّضوا لها من جرّاء الطريق الملتوية التي وضعتها الإدارة السعودية لهم، ورجوعهم في النهاية دون أداء الشعائر، بسبب تسيس الإدارة السعودية للشعائر الإسلامية، واستفرادها في إدارة المشاعر والتي هي حق لجميع المسلمين في العالم".
انتهاكات لحقوق الإنسان
والجدير ذكره أنّ رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر علي بن صميخ المري سبق أن طالب، في يونيو/ حزيران الماضي، بـ"ضرورة إدراج انتهاكات المملكة العربية السعودية للحق في ممارسة الشعائر الدينية، وتسيسها المتعمد للحج والعمرة ضمن الانتهاكات التي تطاول حرية الدين والمعتقد والممارسات الدينية، في التقرير السنوي للحرية الدينية الذي تصدره الخارجية الأميركية".
ودعا المري، سفير الحريات الدينية في الخارجية الأميركية سام براون باك، لزيارة قطر والوقوف على حقيقة الانتهاكات والعراقيل التي تمنع المواطنين والمقيمين في دولة قطر من أداء شعائرهم الدينية، للعام الثالث على التوالي، منذ بداية الحصار في يونيو/ حزيران 2017.
وفي ردّه على سؤال بشأن الاستعدادات لموسم الحج في قطر، قال المري: "قبيل كل موسم للعمرة والحج، تتعمّد السلطات السعودية تضليل وتغليط الرأي العام العالمي، وإيهامه بأنها ترحب بالحجاج والمعتمرين القطريين والمقيمين لأداء شعائرهم الدينية بالبقاع المقدسة، ككل المسلمين في العالم، لكنها في الواقع لا تقدم أي خطوة أو مبادرة جادة لتذليل العراقيل والصعوبات التي وضعتها منذ بداية الحصار".
ولفت إلى منعها رحلات الحج والعمرة براً عبر الحدود السعودية، وحرمان القطريين من حقهم في تحويل الأموال، مشيراً إلى "الخسائر الفادحة التي تكبدتها الشركات القطرية المنظمة لرحلات الحج والعمرة منذ بداية الحصار في يونيو/ حزيران 2017، ودون تعويضها مادياً، إضافة إلى تعرّض الكثير من القطريين للطرد من البقاع المقدسة، ما يجعلهم اليوم غير آمنين".