عائلة عهد التميمي تعرض فيديو تحرش المحقق الإسرائيلي لفظياً بها

09 ابريل 2018
الفيديو يرصد قساوة وتعسف المحققين (العربي الجديد)
+ الخط -
نشرت عائلة الأسيرة الفلسطينية عهد التميمي (17 سنة)، من قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، اليوم الإثنين، مقاطع فيديو لجلسات التحقيق معها على أيدي محققي الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الأولى من اعتقالها في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017، وأظهرت تلك المقاطع أشكال التحقيق القاسي مع عهد وتحرش المحقق بها لفظيا.

وقال باسم التميمي، والد عهد، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر "مؤسسة الحق الفلسطينية" في مدينة رام الله، اليوم الإثنين، إن ضابطا من الاستخبارات الإسرائيلية قال لها خلال التحقيق: "أنت فتاة جميلة، وشعرك أشقر ووجهك أحمر، ويجب أن تكوني على البحر وليس في الاعتقال. أنت مثل هامبورغر". وأضاف الأب أن هذا القول بمثابة "تحرش لفظي".

وذكر التميمي أن محامي عهد حصل على الشريط المصور، ومدته ساعتان، للتحقيق مع ابنته، من السلطات الإسرائيلية، نظرا لكون المعتقلة قاصر. وبيّن أنها احتجزت في زنزانة باردة، ونقلت من معتقل لآخر، ما شكل لها إرهاقا كبيرا. "لم يراع الاحتلال أنها فتاة قاصر، ولم يحضر لها محققا من جنسها. لقد انتهكوا كل المواثيق والقوانين الدولية".


انقر هنا لقراءة نص فيديو تحقيق الاحتلال  مع عهد التميمي


وأضاف أن "عهد تعرضت في العشرة أيام الأولى من الاعتقال لعملية تحقيق قاسية وصعبة لا تتوافق مع كل الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية، وهذا كله يأتي في سياق كسر الإرادة والنموذج والرمزية التي أخذتها عهد بعد كل هذا التحدي والاشتباك منها".

وأكد التميمي أن "عرض الفيديو للتحقيق مع عهد، لإظهار أحد أساليب الاحتلال لاستهداف الطفولة الفلسطينية، لكسر مستقبلنا وأجيالنا القادمة، التي يجب أن تكون قادرة على إنهاء الاحتلال".

وأوضح والد عهد أن أساليب المحققين في التعاطي مع ابنته أثناء جولات التحقيق "كانت بعد عملية ضغط نفسي وجسدي عليها من خلال مجموعة من الأساليب، كالعزل والنقل المتكرر من مكان إلى آخر بواسطة مركبة البوسطة، وتعرضت كذلك للتهديد والتخويف، وحرمت كذلك من النوم لفترات طويلة، وفي الجولة الأخيرة من التحقيق معها حرمت من النوم لأكثر من 34 ساعة، وكانت تستمر الجولة الواحدة من التحقيق لأكثر من 12 ساعة متواصلة".




وأكد باسم التميمي أن ابنته عهد تفهم معنى مواجهة الاحتلال، فقد "رفضت من خلال الصمت أن تذكر اسمها أمام المحققين، فيما كانت تتعرض من قبل المحققين للكثير من الحيل والتحايل لاستنطاقها".

والفيديو الذي بثته ووزعته العائلة في المؤتمر الصحافي، يظهر عملية التحقيق جزئيا مع عهد، وأظهر معاني صمودها وتحديها أمام المحققين من خلال التزامها بحق الصمت، وتعرضها للتحايل والتهديد والتخويف ومحاولة استنطاقها بعدة أساليب وأشكال، كذكر أسماء أقاربها بشكل مغلوط للدخول بحديث معها أو التحرش اللفظي من خلال الحديث عن شعرها وعيونها وذلك فقط لاستدراجها والحديث والتعاطي مع المحقق.

وأكد باسم التميمي أن عرض الفيديو يأتي كرسالة بأن المقاومة الشعبية رسالة التحدي والنضال والمواجهة، ومن أجل "تعليم أطفالنا كيف يواجهون المحقق، وأن لا يدخل الخوف إلى قلوبهم، ما يتطلب من الآباء والأمهات أن يجعلوا أبناءهم أقوياء، كما يأتي إظهار الفيديو كدعوة للعالم الحر أن هذه الدولة المارقة لا تراعي أي عرف أو قانون أو أية قيم إنسانية".

وقال التميمي لـ"العربي الجديد": "قدمنا شكوى على المحققين لدى الاحتلال، وكنا قد لجأنا إلى المحاكم الدولية حول قضية عهد بشكل عام، ومن الممكن أن تتضمن قضية التحقيق مع عهد تلك الشكوى الدولية".

وفي أجوبة على أسئلة الصحافيين حول قضية التحرش اللفظي بابنته عهد من قبل محققي الاحتلال، قال باسم التميمي "هذا هو الاحتلال، سيبرر كل خطواته بكل الوسائل بما فيها إعلامه، لكننا سندق كل الجدران حتى نبين وجه وبشاعة الاحتلال"، في إشارة إلى أن الاحتلال لا يعترف بأن ما جرى مع عهد هو تحرش لفظي، كونه لا توجد ألفاظ نابية أو تحرش جسدي".

وحول حصول العائلة على الفيديو المتعلق بقضية التحقيق مع عهد، قال والدها: "لقد وصل الفيديو إلينا لأن عهد قاصر والقانون يجبر المحققين على تقديم فيديو التحقيق للمحامي كجزء من التحقيق حتى يكون لدى المحامي كمادة يستخدمها، ولقد استخدمنا الفيديو في إطاره القانوني".

وفي رد على سؤال لـ"العربي الجديد"، حول إمكانية تأثير الفيديو وما تلاه من شكوى على الاحتلال، بشأن محاكمتها، قال باسم التميمي: "المحاكم الإسرائيلية هي إحدى مكونات الاحتلال المصممة لخدمة المحتل، وهي من الأشكال التجميلية للاحتلال. كنا ننتظر ما هو شكل العقوبة وحصلنا عليها بمحاكمتها. لا نريد أن نغير شكل العقوبة، لأن العقوبة عقوبة مهما كان شكلها".

من جهتها، قالت لمى نزيه، من حملة إطلاق سراح عهد التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن "نشر فيديو جلسات التحقيق مع عهد جاء من أجل تسليط الضوء على طبيعة التهديدات التي واجهتها عهد وأهمها التحرش اللفظي، بإيحاءات لقاصر في غير سياقها الصريح"، موضحة أنه "تم تقديم شكوى للداخلية الإسرائيلية، وطالما أن الشكوى للاحتلال فنحن نعرف أنه لا يوجد رد".

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفتاة عهد التميمي في 19 من ديسمبر/ كانون الأول 2017، من منزلها في قرية النبي صالح بعد ظهورها بمقطع فيديو وهي تصفع جنديا إسرائيليا وتطرده من ساحة منزل عائلتها، بينما تم اعتقال والدتها بعدها بساعات حينما ذهبت للاطمئنان عليها في أحد مراكز التحقيق الإسرائيلية، واعتقلت ابنة عمها نور ناجي التميمي بعدهما بيوم، وتم الاكتفاء بمدة اعتقال نور لنحو ثلاثة أسابيع، بينما تمت محاكمة عهد ووالدتها لمدة ثمانية أشهر.