الموت عطشاً يهدد آلاف النازحين من الأنبار

19 اغسطس 2015
أغلب مخيمات النازحين في الصحراء خارج المدن (Getty)
+ الخط -

يهدد الموت عطشاً آلافاً من النازحين في المخيمات بمناطق الحبانية وعامرية الفلوجة وجسر بزيبز، لعدم توفر مياه صالحة للشرب وبسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وعدم توفر الطاقة الكهربائية، ما يجعل المياه المتوفرة لديهم غير صالحة للشرب تماماً، لارتفاع درجة حرارتها إلى نصف درجة الغليان.

وناشد ناشطون ووجهاء وشيوخ عشائر، وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، لنقل معاناتهم وطالبوا بإيصال قوالب الثلج إلى مخيمات النازحين لإنقاذهم من الموت عطشاً.

وقال الناشط سامي العاني لـ"العربي الجديد" يجب التدخل فوراً لإنقاذ حياة آلاف النازحين في مخيمات الحبانية وعامرية الفلوجة وبزيبز من الموت عطشاً، لعدم توفر المياه الصالحة للشرب لهم والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما يجعل من شرب المياه المتوفرة لديهم على الرغم من نشحها مستحيلاً، بسبب ارتفاع درجة حرارتها إلى أكثر من نصف درجة الغليان".

وناشد العاني الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة النازحين، لافتاً إلى أنَّ "العشرات من النازحين توفوا نتيجة موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد مؤخراً، وناشدنا واتصلنا بمختلف الجهات المعنية من دون أي اهتمام يذكر، سوى ما تناقلته وسائل الإعلام".

اقرأ أيضاً: وفاة عشرات الأطفال العراقيين النازحين بسبب الحرّ

من جانبه طالب الشيخ مزاحم الدليمي، أحد وجهاء الأنبار الميسورين، بالتبرع العاجل والفوري عبر إيصال قوالب الثلج إلى مخيمات النازحين وقناني المياه الصالحة للشرب لإنقاذهم من الموت.

أوضح الدليمي لـ"العربي الجديد" أنَّ أكثر المتضررين من موجة الحر التي ضربت البلاد هم النازحون في المخيمات، والتي أنشئت أساساً في مناطق صحراوية بعيدة عن المدن وتنعدم فيها كافة المستلزمات الحياتية، لكن الأمر وصل إلى كارثة كبرى وهي انعدام مياه الشرب، والآن يصارع النازحون الزمن للحفاظ على حياتهم، ونناشد كافة الناشطين الدوليين والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لإنقاذ النازحين من الموت عطشاً".

لافتاً إلى أنَّ "الحكومة العراقية تتعامل مع ملف النازحين بطائفية واضحة ولا تعير لهم أي اهتمام يذكر، على الرغم من مناشداتنا المستمرة للجهات الحكومية المعنية، ولذلك فإنَّنا نتوجه بالمناشدة إلى المنظمات الدولية للتدخل العاجل لإنقاذ حياة النازحين، فالوقت يمضي ولا مجال للتأخير".

اقرأ أيضاً: العراقيّون يحترقون

وحاول ناشطون وعدد من الميسورين إيصال قوالب الثلج إلى المخيمات، ولكن إغلاق جسر بزيبز وقطع العديد من الطرق المؤدية إلى تلك المخيمات من قبل القوات الحكومية، حال دون ذلك، بحسبهم.

وقال الناشط المدني مهيمن الجنابي لـ"العربي الجديد"، الموضوع وصل إلى درجة خطيرة ولم يتوقف عند نقص الغذاء والدواء، بل تعدى ذلك إلى نقص حاد في مياه الشرب بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر أي وسيلة لتبريد المياه وشربها لدى النازحين، ما يجعل حرارة المياه المتوفرة على الرغم من شحها أكثر من 50 درجة مئوية، وهو ما يجعل شربها مستحيلاً، ولذلك لا بد من حملة واسعة لمختلف المنظمات الإنسانية، وعلى الحكومة العراقية فتح الطرق والمعابر أمام الناشطين لإيصال قوالب الثلج إلى مخيمات النازحين لإنقاذهم من الهلاك المحتوم".

اقرأ أيضاً: الجوع يهدد مليوني نازح في العراق

وكان أكثر من 60 نازحاً قد توفوا قبل نحو أسبوعين بسبب موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد، وأطلق حينها ناشطون عبر "العربي الجديد" مناشدات للمنظمات الدولية الإنسانية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ الأطفال والمرضى وكبار السن.

من جانبها تتخذ الجهات الحكومية جانب الصمت تجاه معاناة النازحين من الأنبار، وسط مناشدات ومطالبات لشيوخ عشائر وعلماء دين ووجهاء للحكومة، لإيصال المساعدات الإنسانية والغذاء ومياه الشرب للمخيمات، بحسب الأهالي.

وانتقد مراقبون صمت الحكومة العراقية تجاه ما يمر به النازحون في المخيمات من ظروف قاسية ووفيات بالعشرات، من دون توفير أدنى المستلزمات الحياتية لهم كالغذاء والدواء، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنقاذهم من الموت جوعاً أو عطشاً.

اقرأ أيضاً: تسمم 28 نازحاً عراقياً في مخيم بزيبز جنوب الفلوجة