الحج وعقم مؤسسات الطوافة

25 سبتمبر 2015
الحج عملية ديناميكية متجددة (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


حادثة التدافع في مشعر منى، تعني أننا أمام تحدٍّ يفرضه علينا الحج، كعملية ديناميكية متجددة، وهي العملية التي نعود لممارستها بآلياتنا وخططنا القديمة، فما كان ناجعاً العام الفائت لم يعد نافعاً الآن، بل قد يبدو أحد معوقات حج هذا العام.

لنتخيل أننا ما زلنا نصرّ على أن تكون السقاية للحجاج بذات الأدوات القديمة؟! أو لنتخيل مثلاً أننا ما زلنا ننقل الحجاج الآن بذات الطرق التي كانت سائدة قبل ربع قرن، أعني عن طريق الباصات التي يقودها أهالي مكة.

اليوم لا نستطيع أن نتصور الحج بأدوات سقاية أو نقل تم التخلي عنها في سبيل أدوات وآليات أصبحت هي الفضلى لكننا ما زلنا نتمسك ببعض الأدوات القديمة والتي من أسوئها مؤسسات الطوافة!!

نعم، كانت الطوافة ناجعة في زمن مضى، لكنها منذ سنوات مضت أصبحت غير ذات فائدة بالمعنى الحقيقي للحج والحجيج، بل إن حادثة مشعر منى اليوم تجعلنا نقول بكل ثقة: لا بد من إلغاء مؤسسات الطوافة، والبحث عن بديل أكثر فاعلية، كمؤسسة طوافة رسمية مساهمة تخضع لسلطة الدولة بشكل مباشر. أو إيجاد البديل المناسب، فمؤسسات الطوافة بشكلها الحالي أصبحت جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل.

الحج عملية ديناميكية متجددة كل عام، في ظلها أصبح الميترو والجمرات بأدوارها المتعددة والمطاف الجديد، لكننا نكدر كل هذا الجهد الجبار بالإصرار على مؤسسات طوافة تعمل ضد كل هذا المنجز بآلياتها العقيمة، واجتهادات أفرادها، الذين يسعون للكسب، بغض النظر عن الممارسات التي يقومون بها، وهي الممارسات التي بتنا اليوم نرى "كارثيتها" رأي العين.

*كاتب من السعودية

اقرأ أيضاً: يوم حزين في الحرم 

المساهمون