إفطار ألفي صائم في عين الحلوة

10 مايو 2020
تعدّ الوجبات فيث مطبخ زوادتنا (العربي الجديد)
+ الخط -
كان متوقعاً أن يكون للأزمة الاقتصادية وكورونا تأثير كبير على اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان. وليس مبالغاً القول إن كثيرين عاجزون عن تأمين قوت يومهم. يوضح مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي، أن نسبة البطالة بين الفلسطينيين المقيمين في لبنان بلغت نحو 90 في المائة، فيما تجاوزت نسبة الفقر 80 في المائة. من هنا، تعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على تزويد 76 ألف شخص، من معيلي العائلات الذين لديهم أطفال دون السادسة من العمر، 35 دولاراً للشخص الواحد، ما يمثل أقل من نصف الحد الأدنى الشهري لتأمين المواد الغذائية. مع ذلك، تبقى أسر فلسطينية مقيمة في لبنان وتحديداً في المخيمات الفلسطينية، عاجزة عن تأمين وجبات الإفطار في شهر رمضان.



وفي ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين وعجزهم عن تأمين الطعام، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة بسبب الحجر الصحي، وارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى حد كبير، كانت حملة إفطار ألفي صائم في شهر رمضان في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بمثابة بادرة أمل.

تقول مديرة الجمعيّات التعاونية النسائية "زوادتنا" في المخيم وفاء الخطيب: "حملة إفطار ألفي صائم خلال شهر رمضان تأتي استجابة لتطبيق شعار التكافل الاجتماعي الذي نادت به جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية، وذلك ضمن خطّة تساهم في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على الناس من خلال أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية التي سبقتها، وقبلها إجازة العمل التي فرضت على الفلسطينيين من قبل وزير العمل اللبناني الأسبق كميل أبو سليمان، لا سيما في ظل إخفاق الأطر المرجعية في تأمين احتياجات الناس".



تتابع: "تنفذ زوادتنا هذه الحملة بالتنسيق مع فريق شعلة ناشط الشّبابي الذي يعمل على إيصال الوجبات للعائلات المتعففة إلى بيوتها، بالتنسيق مع لجان الأحياء". وتختم قائلة: "الوجبات يتم إعدادها في مطبخ زوادتنا الكائن في منطقة الفوار، شرق مدينة صيدا، من قبل نساء فلسطينيات مع اتخاذ تدابير الوقاية".

أما مريم سعيد، وهي إحدى النساء الفلسطينيات اللواتي يعملن على إعداد الطعام في مطعم زوادتنا، وهي مقيمة في مخيم عين الحلوة، فتقول إن "حملة إطعام ألفي صائم تشمل كل أنحاء المخيم، وتأتي استجابة للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الفلسطينيون، وصار الفرد عاجزاً عن تأمين احتياجاته الأساسية، وتحديداً تأمين الطعام". أما عن عملية الطهي وإعداد الطعام، فتقول إن "هذه الوجبات تعدّ بطريقة صحية جيدة، ونحن نجهز وجبات الإفطار يومياً وقبل حلول موعد أذان المغرب، حتى تصل بالوقت المناسب إلى أصحابها". تُتابع أنه "بعد طهيها، نعدّها في أوعية مخصّصة لتصل إلى العائلات ساخنة مع التقيد بالمعايير الصحية المطلوبة، ويعمل فريق شعلة ناشط على إيصال هذه الوجبات إلى بيوت تلك العائلات".



تُتابع سعيد: "هذه الحملة تشمل عدداً كبيراً من العائلات الفلسطينية التي هي في حاجة إلى وجبة كهذه". وفي ما يتعلق بتلك العائلات والوصول إليها وإحصائها، تقول إن "تقديم تلك الوجبات وتوزيعها ليس عشوائياً، بل عمد فريق من الجمعية إلى إجراء مسح لتلك العائلات التي باتت تحت خط الفقر بسبب البطالة". تضيف: "كانت هذه الحملة من أجل مساعدة تلك العائلات حتى لا تشعر بتلك الضائقة التي قد تمنعها من إعداد وجبات الإفطار، وتأمين تلك الوجبات الضرورية التي تطاول ألفي عائلة فلسطينية في المخيم". أما عن الحلويات الرمضانية، فتقول إنه "خلال شهر رمضان هذا العام، لم تتضمن الوجبات حلويات، علماً أننا في كل عام من شهر رمضان، كنا نوزع الحلوى مع وجبات الإفطار. لكن هذا العام، فضلنا الاكتفاء بإعداد وجبات الإفطار ما ساعدنا على زيادتها، علماً أن المستفيدين من الوجبات خلال الأعوام الماضية كانوا أقل عدداً. لكن الوضع الصعب في الوقت الحالي فرض علينا زيادة أعداد وجبات الإفطار".

زوادتنا
يضمّ فريق زوادتنا أربع نساء يعددن الطعام في الفترة الصباحية، وأربعاً في فترة ما بعد الظهر. في الصباح، تحضّر النساء كل ما هو مطلوب للطهي. أما في فترة ما بعد الظهر، فتطهو الأخريات الطعام ويوضّبنه لإيصاله إلى العائلات. وتتكون الوجبة من الحساء والفتوش وطبق رئيسي، ومن العصير أو التمر.