الشهيد محمد الجلاد... أصابه الاحتلال ثم اعتقله وقتله

11 فبراير 2017
الشهيد محمد الجلاد (فيسبوك)
+ الخط -


محمد الجلاد (24 عاما) من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، أصابته رصاصات جنود الاحتلال بجراح خطيرة قبل نحو ثلاثة شهور، واعتقلته سلطات الاحتلال، ونقلته إلى أحد المشافي في الداخل المحتل لتلقي العلاج، لتُفاجأ عائلته أمس الجمعة بخبر استشهاده متأثرا بإصابته.

عائلة الأسير كانت تطمئن عليه من خلال حديث المحامين عن حالته، وعبر زيارة حيث تسمح سلطات الاحتلال لأمه أن تراه عن بعد مدة لا تتعدى الدقيقتين، دون أن تدخل إلى غرفته وتطمئن عليه عن قرب، فهو كما يقول الاحتلال معتقل، ويمنع أن يتكلم مع أحد، على الرغم من وضعه الصحي الخطير.

عامر الجلاد والد الشهيد محمد، والذي يبلغ من العمر 66 عاما، أوضح لـ"العربي الجديد" أنه توجه مع زوجته إلى أحد الحواجز العسكرية للدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت إدخالهما لأسباب أمنية، على الرغم من أن عمرهما يسمح لهما بالدخول.

بعد جهود حثيثة وإجراءات أمنية، سمح الاحتلال لوالدة الشهيد محمد بأن تزوره، ووفق ما قاله والد الشهيد: "كانت أم الشهيد تمكث وقتا طويلا في الانتظار حتى يسمح لها جنود الاحتلال برؤية نجلها داخل غرفة العناية بمستشفى "بيلنسون" لدقيقتين فقط".

محمد أصيب بجراح خطيرة، في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، في الشارع الرئيس لبلدة حوارة جنوبي مدينة نابلس شمالا. وادعى جنود الاحتلال الإسرائيلي أنه حاول تنفيذ عملية طعن، وهو ما نفاه شهود عيان كانوا متواجدين في المنطقة أثناء الحدث.

والده قال بأن محمد خرج من مدينة طولكرم إلى نابلس، متوجها إلى مستشفى النجاح لاستكمال علاجه، إذ كان يعاني من تكتلات دهنية في الظهر، ولأن سائق المركبة كان متجها إلى رام الله، اضطر محمد أن ينزل من المركبة في حوارة للعودة إلى نابلس، وكانت قوة عسكرية في المكان أطلقت عليه الرصاص أثناء قطع الشارع.


سلطات الاحتلال لم تبلغ عائلة الشهيد خبر استشهاد إلا في اليوم النالي (فيسبوك) 




في الآونة الأخيرة، تحسنت حالة محمد الصحية، وفق والده، وتلقت العائلة معلومات من المحامين أنه تحسن وتحدث معهم وسألهم عن عائلته.

لكن العائلة تلقت هاتفا من الدكتور الخاص بمحمد، بعد ظهر أمس الجمعة، أبلغهم باستشهاده، ولم يكن لدى محاميه أو المؤسسات التي تتابع شؤون الأسرى أية معلومات حول هذا النبأ، الذي أكدوه لاحقاً.

ويشير الوالد إلى أن ابنه ربما تعرض لتسمم أدى إلى استشهاده، مؤكدا أن العائلة ستطالب بتوضيح كامل حول استشهاد محمد، كونها تلقت أيضا معلومة جديدة بأن ابنها استشهد مساء الخميس الماضي، ولم يبلغ عن ذلك إلا بعد يوم كامل.

طارق برغوث، وهو محامي الشهيد محمد، قال إنه أثناء مرافعته الأخيرة عن الشهيد الجلاد قبل أيام، كان وضعه الصحي في منتهى الخطورة، وادعى المدعي العام أن من الممكن أن تتحسن صحته في الأيام المقبلة، وهذا يهدد أمن "الدولة".

وأشار إلى أن ما يخفيه الاحتلال في هذا الادعاء، هو الرغبة في تصفية الأسير الجلاد، والتأكد من الإجهاز عليه، وأضاف أيضا: "هذا هو الاحتلال القبيح الذي لم ينجح بإعدام الشاب ميدانيا، فأعدمه ببطء خلال مكوثه في المستشفى".

محمد آخر العنقود، اليد اليمنى لوالده ومساعده الأول، له أخوان وثلاث أخوات، يعيش في عائلة مستقرة، ويحمل الجنسية الأميركية. درس المحاسبة في جامعة القدس المفتوحة، وانتقل بعد ذلك للدراسة في الكلية العصرية.

ويقول والده: "كان ابني محبوبا من جميع أبناء مدينته، خلوقا وطيبا، يحترم الناس ويقدرهم، كان يحب الحياة ويحب الرحلات والترفيه مع أصدقائه، ويسافر كل فترة وأخرى زائرا لإخوته المغتربين، وكنت دائما أقدم له ما يريد، مراعيا متطلبات الجيل الجديد، إلا أن الله اختار له أن يرحل شهيدا، فهنيئا له".



 
دلالات