لبنان: تحذيرٌ من خطر اندلاع الحرائق بسبب ارتفاع الحرارة

14 مايو 2020
تأتي الحرائق على 10 ملايين متر مربع(حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -


حذّرت المديرية العامة للدفاع المدني في لبنان من خطر اندلاع الحرائق، نظراً لما تشهده البلاد من ارتفاع في درجات الحرارة تفوق معدّلاتها الموسمية بشكل ملفت، وذلك بالاستناد إلى نشرة احتمال اندلاع حرائق الغابات، التي تصدر عن المديرية.

ودعت المديرية، في بيان نشرته اليوم، الخميس، المواطنين إلى ضرورة التزام الحيطة والحذر والتقيّد بإرشاداتها حول التوعية من مخاطر حرائق الغابات ولا سيما لجهة عدم حرق الأعشاب اليابسة عند تنظيف الأراضي، كما وضع الأعشاب والأغصان الصغيرة في أماكن آمنة بعيدة عن الغابات بعد تنظيفها من تحت الأشجار. وذكّرت بضرورة الاتصال بغرفة عملياتها على رقم الطوارئ 125 للتبليغ عن أي طارئ، إضافة الى إمكانية التواصل عبر موقع المديرية العامة للدفاع المدني الإلكتروني.

وأكد مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت هذا الأسبوع وتخطّيها عتبة 34 درجة، حتّم علينا إصدار بيان تحذيري للمواطنين، كي يتنبّهوا إلى ذلك ويبتعدوا عن أيّ خطوات أو تصرفات من شأنها أن تؤدّي إلى اندلاع حرائق في الغابات. استندنا أيضاً في تقييمنا للوضع إلى الرياح الشمالية السريعة، والرطوبة العالية والجفاف، لذلك استنفرنا عناصرنا بشكل استباقي لمواجهة أي حريق".

وسجّل لبنان، منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 140 حريقاً في مختلف المناطق اللبنانية خلال يوم واحد، كان أكثرها حدّة في منطقة جبل لبنان. وحدها الأمطار الغزيرة التي هطلت وقتها أنقذت البلاد من كارثة كبيرة كان من الممكن أن تحصل، في ظلّ قلّة الإمكانات والتجهيزات والطائرات القادرة على إخماد هذا الكمّ الكبير من الحرائق والسيطرة عليها بسرعة قبل توسّع رقعتها. وأدّت تلك الحرائق إلى إصابة عدد كبير من المواطنين، بعدما أتت على مساحات متّصلة بالأبنية السكنية، وتسببت بوفاة الشاب سليم أبو مجاهد الذي قضى إثر نوبة قلبية ألمت به عندما كان يساعد في إخماد الحرائق.



واستعان لبنان حينها بطائرتين قبرصيتين للمساعدة على إخماد الحرائق، رغم امتلاكه 3 طوافات من نوع "سيكورسكي" حصل عليها كهبة عام 2009 من جمعية "أخضر دايم"، عندما كان زياد بارود وزيراً للداخلية، التي جمعت تبرّعات فاقت الـ13 مليون دولار.

وتضمّنت الهبة 3 سنوات صيانة للطوافات، إضافة إلى مليون دولار كبدل عن قطع غيار، لكن بعد انقضاء المهلة، لم تكمل الدولة صيانتها، ما أدى إلى إيقافها عن العمل، ما شكّل فضيحة كبيرة.


وتستمر الدولة اللبنانية، المنشغلة اليوم بمكافحة فيروس كورونا، بإهمالها لغابات لبنان وأحراجه وسلامة المواطنين. ويقول عضو لجنة البيئة النائب عاصم عراجي، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لم تتحرّك الدولة، سواء من أجل التجهيزات أو صيانة الطائرات، منذ حرائق 2019 الأخيرة، وذلك على الرغم من خطورتها واقترابنا من كارثة بيئية وصحية. ولكن تبقى الجهود الكبيرة التي تبذلها عناصر الدفاع المدني ومبادراتها الفردية والشخصية". ويبدي عراجي تخوّفه على الأراضي التي يُزرع فيها القمح، لا سيما في البقاع، خصوصاً أنّ معظم الأراضي لم تُزرع هذه السنة إلّا بالقمح المعروف أنه سريع الاشتعال. من هنا ضرورة التنبّه والقيام بخطوات استباقية تحمي الأراضي وأرزاق الناس.

وبحسب آخر إحصاء صادر عن اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان (URDA) عام 2019، تأتي حرائق الغابات والأحراج في لبنان، سنوياً، على ما يقارب عشرة ملايين متر مربع، وقد يرتفع المعدّل أحياناً إلى 13 مليون متر مربع.

المساهمون