ذكرى المولد النبوي باهظة التكلفة في تونس

09 ديسمبر 2016
عصيدة الزقوقو ملكة المولد النبوي في تونس (فيسبوك)
+ الخط -


يتميز إحياء التونسيين لذكرى المولد النبوي الشريف بأشكال احتفالية مختلفة، بينها حلقات الذكر والإنشاد الديني في المساجد وقنوات التلفزيون والإذاعة، كما هو الحال في كثير من البلدان الإسلامية.

وتتميز ذكرى المولد في تونس بإعداد حلوى "عصيدة الزقوقو"، وهي أكلة تونسية أصيلة بمثابة الثريد، وهي باهظة التكلفة بسبب استعمال المكسرات والدقيق وحبات "الزقوقو". وهو نوع من اللّب الأسود، يسمى بالصنوبر الحلبي، وتشبه شجرته في شكلها وثمرتها الصنوبر الأبيض العادي لكن الحبوب فيها سوداء وأصغر حجما، وهي موجودة بكثرة في الشمال الغربي لتونس.

وبسبب ارتفاع ثمنه هذا العام، دعت منظمة الدفاع عن المستهلك في بيان، إلى مقاطعة شراء "الزقوقو" والفواكه الجافة، على خلفية الارتفاع الكبير لأسعارها بما يؤكد وجود ممارسات جشعة أو احتكارية من قبل التجار في هذه الفترة.

ودعت المنظمة إلى تأجيل شراء مادة "الزقوقو" إلى ما بعد المولد النبوي، مؤكدة أهمية دور المستهلك في تعديل السوق من خلال تفعيل حملات المقاطعة.

وقال رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، سليم سعد الله، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المواطن التونسي في حاجة إلى ثقافة جديدة تجعله قادرا على الدفاع عن حقوقه"، مبينا أن "الزقوقو كان يباع بـ10 دنانير، ونظرا لمعرفة التجار أن العائلات ستقبل عليه بكثافة لإعداد عصيدة المولد لوحظ ارتفاع الأسعار بنحو الضعفين".

وأوضح سعد الله، أنّ العائلة التونسية تعودت خلال مناسبة المولد الاحتفال على هذه العصيدة، "لكن هذا لا يعني استغلالها في مثل هذه المناسبات". وبيّن أنه تمكن مقاطعة شراء الزقوقو وإعداد العصيدة العربية التقليدية التي تعتمد فقط على الطحين، وفي ذلك رسالة إلى المحتكرين وطريقة للمقاطعة، مثلما يحدث في كثير من الدول التي يقاطع فيها المستهلكون البضائع التي يلاحظون فيها أياً من أشكال الاستغلال.

وأضاف رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك أن مكاتبهم الجهوية في العديد من المحافظات بصدد توعية المستهلكين، معتبرا أن الاستغلال لا يكمن فقط في "الزقوقو"، بل أيضا في الفاكهة الجافة والمكسرات، "لوحظ أن هناك بعض الكميات التي تأتي عن طريق التهريب، وبعضها مضر بالصحة، وقد تم حجز كميات فاسدة".

وكان وزير الفلاحة، سمير الطيب، عبّر عن استغرابه الشديد من بلوغ سعر كيلوغرام "الزقوقو" 18 دينارا( حوالي 8 دولارات) رغم توفر السلعة بكثافة، وفي تصريح إذاعي، أهاب الوزير بالمواطنين أن يتجنبوا اللهفة في شراء الزقوقو خلال هذه الأيام، مبينا أنه سيعود إلى سعره الحقيقي الذي يجب ألا يتجاوز 9 دنانير، أي نصف الثمن المعروض.

وقال الطيب إن "محصول هذه السنة من الزقوقو بلغ أكثر من 450 طنا، إضافة إلى ما تبقى من مخزون العام الماضي، في حين أن الاحتياجات لا تتعدّى 300 طن فقط".