الفضائح الجنسية تضرب المنظمات الإنسانية: "إنقاذ الطفولة" بعد "أوكسفام"

21 فبراير 2018
سمعة العمل الخيري وتمويله على المحك (فيسبوك)
+ الخط -
فضيحة تلو الأخرى تعيشها مؤسسات للعمل الخيري البريطانية، ترتكز على ضلوع مسؤولين من القيادات العليا فيها بأعمال تحرش واعتداء جنسي واشتغال بالدعارة. من منظمة "أوكسفام" إلى منظمة "إنقاذ الطفولة" إساءات تحرج الحكومة البريطانية كونها الجهة الرسمية الممولة.

واعترف جاستن فورسيث، المدير التنفيذي السابق لمنظمة "إنقاذ الطفولة"، ونائب المدير التنفيذي الحالي في منظمة "يونيسف" أمس الثلاثاء، بأنه كتب تعليقات "غير مناسبة وبدون تفكير" لثلاث شابات أثناء عمله. واعتذر عن الرسائل الخطية التي أرسلها للشابات عن أشكالهن وملابسهن.

ولم يخضع فورسيث لجلسة استماع رسمية. لكن منظمة "إنقاذ الطفولة" أوضحت ليل أمس أن الأمناء أجروا تحقيقين داخليين في شكاوى ضد فورسيث في عامي 2011 و2015.

وأشار الرئيس التنفيذي الحالي للمنظمة، كيفن واتكينز، يوم الأحد الماضي إلى بدء "مراجعة جذرية وفرعية" بشأن الثقافة التنظيمية للجمعيات الخيرية، بما في ذلك تدابير الحفاظ على سلامة الموظفين و"التحديات السلوكية بين القيادات العليا".

وأوضحت المؤسسة الخيرية أن المراجعة ستبدأ نهاية الأسبوع الجاري، وتقدم تقريرها بخصوص النتائج التي توصلت إليها في يونيو/حزيران عام 2018. وتنشر تقريرها النهائي وتتقاسمه مع اللجنة الخيرية وتتيحه للحكومة وكل فرد من الموظفين".

وقال واتكينز أمام البرلمان أمس إن منظمة "إنقاذ الطفولة" تعاملت مع 193 قضية حماية الطفل و35 قضية تحرش جنسي تتضمن ادعاءات ضد موظفيها حول العالم العام الماضي. وقال للجنة اختيار التنمية الدولية إن حالات سوء السلوك في 120 دولة أدت إلى 30 عملية فصل.

جاستن فورسيث في مهمة مع "يونيسف"(تويتر) 


وأعرب متحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة عن الاعتذار بالقول "نعتذر عن أي ألم تسببت فيه هذه الأمور، ونأمل مخلصين أن يشعر أصحاب الشكوى بأنهم قادرون على مساعدتنا في المراجعة خلال الأسابيع المقبلة، حتى نتمكن من دعم موظفينا المهرة وذوي القيمة العالية بشكل أفضل لأنها تساعد على تغيير حياة الملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم كل يوم".

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية "نرحب باعتراف السيد فورسيث عن الأخطاء الماضية. ونحن نناقش هذه المسألة مع السيد فورسيث وصاحب عمله السابق حتى نتمكن من اتخاذ الإجراءات المناسبة".


فضيحة فورسيث هي الأحدث وسط القطاع الخيري، بعد أن تبين أن كبار موظفي "أوكسفام" دفعوا مالاً مقابل الجنس أثناء العمل في هايتي بعد وقوع زلزال في عام 2010.

وجاءت استقالة فورسيث من المنظمة بعد أربعة أشهر فقط من خروج بريندان كوكس، وهو صديقه وكبير الاستراتيجيين السابقين في المؤسسة الخيرية، إثر مزاعم منفصلة عن سوء سلوك جنسي.

عمل فورسيث وكوكس معا في منظمة "أوكسفام"، ثم مرة أخرى كمستشارين لغوردون براون عندما كان رئيساً للحكومة في داونينغ ستريت.

جو كوكس زوجة بريندان كوكس التي اغتيلت عام 2016(فيسبوك) 


وبريندان كوكس الذي اعلن عن ابتعاده عن العمل الخيري، هو أرمل عضوة حزب العمال البريطاني التي اغتيلت في يونيو 2016، جو كوكس، واعترف السبت الماضي أنه ارتكب أخطاء وسبب "الأذى والإهانة والإساءة" لنساء خلال عمله السابق في منظمة "إنقاذ الطفولة". لكنه في المقابل نفى يوم الأحد مزاعم بأنه اعتدى على امرأة في الثلاثينات من عمرها في جامعة هارفارد عام 2015.

والتقى بريندان وزوجته جو حين كان يعمل لصالح منظمة "إنقاذ الطفولة"، وكانت تعمل لصالح منظمة "أوكسفام". وهو المدير التنفيذي لمنظمة كريسيس أكتيون، وهي منظمة تهدف إلى منع الصراعات المسلحة في جميع أنحاء العالم.


(العربي الجديد)

المساهمون