مهن تزدهر في رمضان... تعرّف إلى أبرزها

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
28 مايو 2018
9F62A856-EA00-4A45-96E4-BA7231AB12F5
+ الخط -

في شهر رمضان الكريم تزدهر مهن وأعمال لها علاقة بعادات وتقاليد الشعوب، طوال شهر الصيام. المسحراتي أحد أبرز الشخصيات التي تظهر في شهر رمضان، يمارس مهنة رمضانية تراثية تتركز على إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور. وإلى جانب المسحراتي هناك صانع الفوانيس ومن يمتهن مهناً أخرى تزدهر وتنمو ويرتبط أغلبها بالمأكولات والمشروبات الرمضانية.

وخلال شهر رمضان، تتصدر مهن تقليدية واجهة النشاط التجاري والحرفي، خصوصاً مع سعي الناس، خلال هذا الشهر، إلى إحياء عادات قديمة في المأكل والمشرب واللباس وغير ذلك. فتعالوا معنا في جولة للتعرف على تاريخ هذه المهن.

المسحراتي

"يا نايم وحّد الدايم"، من العبارات التي اعتدنا سماعها بعد منتصف الليل، خلال شهر رمضان. طبلة صغيرة، وأناشيد من وحي رمضان، ورجل بلباس تقليدي يجول الشوارع والساحات العامة، إنه المسحراتي.

ترتبط مهنة المسحراتي في أذهان المواطنين بقدوم شهر رمضان، وتزدهر خلال الشهر الفضيل. والمسحراتي هو الشخص الذي يتولى إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور. يجول في الشوارع والساحات العامة، يضرب على الطبلة وينشد عبارات من وحي الأجواء الرمضانية.

تاريخياً، كان أول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر، وفي اليمن والمغرب كان المسحراتي يتولى دق الأبواب. أما في بلاد الشّام فكان يطوف على البيوت ويعزف على العيدان والطّنابير وينشد الأناشيد.

بالرغم من تطور وسائل التكنولوجيا ووجود العديد من التطبيقات التي تتولى مهمة إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور، إلا أن بعض المواطنين يحيون هذه المهنة خلال الشهر الكريم، في أكثر من دولة عربية.

المسحراتي في مدينة الخليل الفلسطينية(تويتر) 


بائع الفوانيس

ارتبط الفانوس بشهر رمضان، ويطلق على بعض تصميماته ونماذجه فانوس رمضان. وتاريخياً تعود رمزية الفانوس واستخدامه في الشهر الكريم إلى العهد الفاطمي في مصر، إذ كان الخلفاء يخرجون لرؤية الهلال حاملين الفوانيس، وينشدون الأناشيد المرحبة بقدوم رمضان. وتزدهر هذه التجارة حتى يومنا هذا، خصوصاً في مصر. وتكتظ المحال والمتاجر في المناطق الشعبية بالناس الذين يتوافدون لشراء الفوانيس بأشكالها وألوانها المختلفة مع بداية الشهر. ومع مرور الوقت، انتشرت عادة شراء الفوانيس في عدد من الدول العربية. وكذلك الزينة الخاصة برمضان التي تعلق في الشوارع على أبواب المنازل، تعتبر من التجارة الموسمية ومصدر ربح خلال فترة بسيطة.

فوانيس رمضان الخشبية في غزة(عبد الحكيم أبو رياش) 



بائع المشروبات الرمضانية

الجلاب، التمر الهندي، الكركديه، قمر الدين، وغيرها من المشروبات التي نستمتع بمذاقها في الشهر الفضيل، وتأخذ مكانتها على الموائد الرمضانية ولدى الباعة المتخصصين بها، خصوصاً في هذه الفترة من العام.

وفي كثير من الدول العربية يتمركز الشباب في الشوارع والساحات العامة لبيع هذه المشروبات والتي يزداد الطلب عليها قبل حلول موعد أذان المغرب. وبحسب العديد من الباعة المتجولين، فإنهم ينتظرون الشهر الكريم لبيع هذه المشروبات التي تحضّر يدوياً في المنازل. ويعرضونها في عربات مزركشة تجذب المارة. ولا تكاد تخلو أي ساحة شعبية في أي عاصمة عربية، بدءاً من بيروت مروراً بغزة والقاهرة وصولاً إلى دول المغرب العربي، من هؤلاء الباعة. ومن الأصناف التي يوفرها هؤلاء الباعة الخشاف، وهو عبارة عن نقيع التمر والفواكه المجففة مع المكسرات.

ويسعى أصحاب المحال المتخصصة ببيع العصائر إلى طرح هذه الأنواع من المشروبات الرمضانية نظر زيادة الإقبال عليها.

الطلب يزداد على شراب الجلاب في رمضان(تويتر) 




بائع الحلويات الرمضانية

كنافة، قطايف، شعيبيات، لقيمات، كرابيج، وغيرها أصناف تتضمنها القائمة الطويلة من الحلويات الرمضانية التي ينتظرها الصائم في الشهر الفضيل.

في المغرب وتونس والجزائر ترتفع مبيعات أنواع من الحلويات نذكر منها الشباكية، والبريوة باللوز، وهي عبارة عن عجين يحتوي على مسحوق اللوز ويقلى بالزيت، بالإضافة إلى المقروط وهو عجينة من السميد والتمر، وغيرها من الأصناف. وفي لبنان وسورية وفلسطين والأردن وباقي الدول العربية تزدهر مهنة الحلواني، لأن الحلويات تتربع على طاولة الإفطار بعد الوجبات، ويزداد استهلاكها في الضيافة أيضاَ.

بائع الفطائر الرمضانية

على مائدة رمضان تتنوع الأطباق التي يتناولها الصائم. ويكثر باعة الفطائر والمعجنات لإقبال الصائمين على تناول هذا النوع من الأطعمة، خصوصاً في وجبة السحور. فطائر الجبن واللحم والخبز الرمضاني أو كما يطلق عليه في بعض المناطق المشاطيح وغيرها، تنهمك الأفران في خبزها طازجة لأنها تغري بروائحها ومنظرها شهية الصائمين. وإن كانت الفطائر موجودة طوال العام، إلا أن ما يميزها في رمضان إضافة بعض أصناف المعجنات إليها مثل خبز المشطاح الطويل من القمح والحبوب في بلاد الشام، وخبز الرقاق في السودان على سبيل المثال.

مكسرات وفواكه مجففة لا غنى عنها في رمضان(تويتر) 


بائع التمور والياميش

قبيل شهر رمضان، يستورد التجار المكسرات والياميش (خليط الفواكه المجففة والمكسرات معاً) والتمور لتوفير طلبات الشهر الكريم. ويزدهر بيع هذه الأصناف في الدول العربية لارتفاع الطلب عليها. كما يخصص بعض التجار خيماً لبيعها في الأسواق التقليدية. ويتناول الصائم التمور والياميش بكميات كبيرة في شهر رمضان.

ويشهد بيع التمور إقبالا كبيراً خلال هذه الفترة من العام، إذ يحبذ الصائم كسر صيامه عند الإفطار بحبات التمر.


بائع العطارة

تروج خلال شهر رمضان تجارة البهارات والعطارة والأعشاب، إذ يلاحظ الإقبال اللافت على الأسواق الشعبية، ومحال العطارة فيها على وجه الخصوص. ويعتبر العطارون أن قدوم الشهر الفضيل يحمل معه الكثير من الخير، نظراً لارتفاع الطلب على الأعشاب الطبية والمنكهات الغذائية وغيرها.

بائع الثياب التقليدية

الجلباب والسروال (يسمى الشروال في بلاد الشام) والعباءة وغيرها من الملابس التقليدية يرتديها بعضهم خلال شهر رمضان حصراً، خصوصاً الأطفال. ويتمسك الناس بكل رموز شهر الصيام والتي تظهر بالملابس المترافقة مع الأجواء الروحانية طوال الشهر.

ويبث الأهل في نفوس أبنائهم عادة إحياء التراث ويكون اللباس أحد أشكالها. في المغرب وتونس يرتدي كثير من المواطنين الجلباب التقليدي، في حين يرتدي الأطفال سراويل سوداء أسوة بلباس المسحراتي في سورية ولبنان. وبالمجمل، فإن الثياب الفولكلورية أو التقليدية تتوفر في الأسواق خلال هذه الفترة.

دلالات

ذات صلة

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.