فلاحون يهتدون بالنجوم

28 أكتوبر 2016
أدواتهم بسيطة جداً (أوليت إيفانساستي/ Getty)
+ الخط -
على مدى عقود كانت قرية سيرومبانغ في جزيرة جاوة الغربية في إندونيسيا مكتفية ذاتياً على صعيد الغذاء. سكان الجزيرة يعتمدون على "حكمة الأجداد" في زرع وحصاد الأرز، بحسب خدمة "وورلد كرانش" الإخبارية.

الموسيقى الصادرة عن معدات جني الأرز في أيدي النساء الفلاحات، تؤشر إلى بداية موسم الحصاد في القرية التي تضمّ سكاناً أصليين. يبدو هؤلاء متفائلين دائماً خصوصاً أنّهم واثقون من أنّ الغذاء سيتوفر دائماً، مهما كانت الأوضاع، حتى عندما تكون الفصول غير منتظمة أو أسوأ من ذلك عندما يضرب القرية الجفاف.

المسنّون هم من يقررون روزنامة البَذر والعناية بالزرع والحصاد. أما تقنيتهم الوحيدة فهي الاعتماد على الكواكب والنجوم. يقول أحد شيوخ القرية أباه أمير: "وسائلنا فعالة في صدّ هجوم الحشرات الضارة والآفات. كلّ شيء يعتمد على النجوم".

يتمكن السكان بطريقتهم هذه من التنبؤ بوصول الآفات كالديدان والفئران، وكذلك الجفاف. يقول أمير: "لا نسمح بالمبيدات والسموم الأخرى لقتل الآفات. بدلاً من ذلك، نستخدم ما علمه لنا الأسلاف، فنتوقع موسم مجيئها ونعدّل في روزنامة الزرع والحصاد، فالنجوم في حركة دائمة". يؤكد أنّ قتل الآفات تلك يجلب سوء الحظ، فمن حقها أن تعيش أسوة بالبشر.

تبلغ مساحة القرية 637 هكتاراً تشمل الغابات وحقول الأرز والخضر. يزرع الأرز عادة مرتين في السنة يدوياً ومن دون استخدام جرارات زراعية أو أدوات متطورة. أما بالنسبة للري، فيعتمد السكان على مياه الأمطار والأنهار. وهناك بعض القواعد المعمول بها لحماية استمرار هطول الأمطار. من ذلك، منع قطع الأشجار في الغابات نهائياً.

بعد الحصاد، توزع الحبوب على سكان القرية، وتخزن في الحظائر. هذا المحصول يكفي سنوياً معيشة 1690 شخصاً هم عدد السكان، بل يفيض منه أيضاً. تجدر الإشارة إلى أنّ بيع المحاصيل ممنوع في القرية نهائياً، وممنوع على سكان القرية المتاجرة بها خارج سيرومبانغ أيضاً.

هي قرية صغيرة يهتدي أهلها بطرق قديمة لتأمين غذائهم. لا يؤذون الطبيعة ولا يدخلون في دورة الإنتاج الرأسمالية. هم مكتفون ذاتياً ويشكلون نموذجاً للعمل، والبساطة، وحبّ الطبيعة، والمشاركة أيضاً.

(العربي الجديد)


المساهمون