في أول حكم من نوعه ببريطانيا... السجن لأم بقضية الزواج القسري

23 مايو 2018
المحكمة الجنائية التي أصدرت حكمها على الأم(فيسبوك)
+ الخط -
حكم على أمّ بريطانية من أصول باكستانية بالسجن أربع سنوات ونصف السنة، بتهمة تزويج طفلتها قسراً حين كانت في الثالثة عشرة من عمرها، وهو الحكم الأول من نوعه المتعلق بقضية الزواج القسري في بريطانيا.

وتعود قصة التزويج الخادع للفتاة إلى نحو ست سنوات، حين أقنعت الأم طفلتها عام 2012 بالسفر في إجازة إلى باكستان، وهناك أجبرتها على الزواج من رجل يكبرها بـ 16 عاماً وكانت يومها في الثالثة عشرة من عمرها.

وقالت الفتاة التي تبلغ من العمر اليوم 19 عاماً بحسب صحيفة "ذا تايمز"، إنّها سافرت إلى باكستان مفترضة أن السفر بداعي العطلة العائلية، وهناك أجبرت على الزواج من رجل يكبرها بـ 16 عاماً، مشيرة إلى أنها كانت تبكي طوال فترة المراسم الزوجية.

وذكرت الصحيفة أنّ الأم البالغة من العمر 45 عاماً والتي لا يمكن تسميتها لأسباب قانونية، خطّطت للزواج وهدّدت ابنتها بالسحر الأسود والأرواح إن أخبرت أحداً بالأمر. كما أبلغت ابنتها أنّ لا خيار لديها وأنّ زواجها "مسألة ثقافية".

وأتى حكم السجن اليوم بعد إدانة الأم أمس الثلاثاء في محكمة التاج في مدينة برمنغهام بتهمتين: الأولى الزواج القسري والثانية الحنث باليمين. وأبلغ المدّعون المحكمة بأنّ المرأة التي لديها ثلاثة أطفال آخرون، تلاعبت وتحكّمت بابنتها كي تتزوج من ابن أخ زوجها وحملت منه في عام 2012. وذكروا أن إماماً كان موجوداً خلال لقائها بالرجل، وطلب منها التوقيع على استمارة تعتقد أنّها كانت اتفاقية زواج، وأجبرت آنذاك على ممارسة الجنس.

وعلمت المحكمة بأنّ الفتاة أعيدت من باكستان إلى بريطانيا بمساعدة وزارة الداخلية، وأنها أخضعت للإجهاض بعد أن أبدى طبيب لمركز خدمات الأطفال في برمنغهام قلقه إزاء حملها في سن صغيرة. وبدأ المركز تحقيقاً مع الأم ما لبث أن أغلقه بعد مدة قصيرة، بعد أن أقنعتهم الأم بأن حمل ابنتها ناتج عن ممارسة الجنس بين مراهقين من دون علمها.



وتشير الصحيفة إلى أن الفتاة وضعت بعد عودتها في مركز للرعاية، حيث كانت عرضة للاستغلال الجنسي والاغتصاب إضافة لإدمان الكحول والمخدرات، وأخضعت وفي وقت لاحق لعملية إجهاض ثانية.

وفي ديسمبر 2015 نقلت الفتاة من مركز الرعاية إلى سكن يتيح لها رؤية والدتها يومياً. ومنذ ذلك الوقت تكررت زيارات الأم إلى باكستان وعلم الادعاء بأنها بدأت تخطط مجددا لتزويج ابنتها، وتبلغت المحكمة بذلك.

وفي مجريات التحقيق تبين أن مركز خدمات الأطفال منح الفتاة في 2012 إذناّ للذهاب مع والدتها إلى باكستان، لكن الفتاة قالت إنّ والدتها غضبت في باكستان وهدّدت بتمزيق جواز سفرها عندما رفضت الزواج من الرجل البالغ 29 عاماً من العمر آنذاك. كما أبلغت المحكمة بأنّها بكت طوال فترة حفل الزفاف.

وأبلغت الفتاة أصدقاءها بالأمر عبر "فيسبوك" وهي تبكي خلال الأيام التي تلت الزواج، ما سرّع في إجراءات عودتها إلى بريطانيا بموجب أمر حماية من الزواج القسري، بعد أن بدأت الخدمات الاجتماعية في إجراءاتها القانونية.

ومع إصرار الوالدة على أنّ ابنتها لم تتزوج وأنّها أرادت البقاء في باكستان، أظهرت الفتاة للمتخصصين الاجتماعيين صور الزفاف التي تثبت كذب والدتها.
المساهمون