حملات تجنيد قسري لأهالي الحسكة السورية والنازحين إليها

19 يونيو 2017
تجنيد إجباري للحرب في الرقة (Getty)
+ الخط -
شنت وحدات حماية الشعب الكردية حملة اعتقالات جديدة بحق شبان في مناطق سيطرتها بمحافظة الحسكة، بهدف تجنيدهم في صفوفها؛ شملت شباناً من العرب والأكراد، ولم تفرق بين الأهالي والنازحين.


وتهدف الوحدات الكردية من خلال حملات التجنيد الأخيرة إلى دعم قواتها بمجندين جدد في ظل استمرار معركة تحرير الرقة التي تخوضها ضد تنظيم الدولة (داعش) بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.

وقال الناشط السوري في الحسكة، محمد كمال، لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتقالات الأخيرة للشبان تمت في مدن وبلدات الحسكة والقامشلي والمالكية ورأس العين وتل تمر وأبو رأسين والدرباسية وتل الصدق، وريف القحطانية، وتل أعور والقيروان".


وأوضح أنها تمت عن طريق "حملات دهم وتفتيش منتظمة للبيوت، وإقامة حواجز على الطرق الريفية والمفارق، وتسيير دوريات في الشوارع، وهي تستهدف الشبان بشكل أساسي بين 18 و35 سنة، لكن لدينا معلومات عن عمليات تجنيد تستهدف أطفالا وأشخاصا تجاوزوا الأربعين من عمرهم لتسخيرهم في خدمة القوات العسكرية".

وأوضح كمال، "في مناطق النظام يعيش الأهالي والشبان تحت وقع الخوف من الاعتقال والتجنيد الفجائي. شقيقاي فرا من مناطق النظام هرباً من الخدمة العسكرية، وهما اليوم مختبئان في إحدى قرى الحسكة خوفاً من التجنيد في صفوف (قسد)، وكذا نفس الحال لكثير من الأهالي. من يتم اقتياده للتجنيد لا يراه أهله لعدة أشهر، ولا يسمح لهم بالتواصل معه. يخضع لدورات في أحد معكسرات التجنيد ثم يرسل في أقرب فترة ممكنة إلى الجبهة".

وقال الناشط رودي الكردي، من مدينة الحسكة: "حسب مصادر مقربة من الإدارة الذاتية، فإن حملة التجنيد الأخيرة التي تتم تحت بند (الدفاع الذاتي في مقاطعة الجزيرة) ستشمل جميع الشبان الذين أتموا الثامنة عشرة من عمرهم، ومن مختلف المدن والمناطق، فضلا عن المقيمين في مقاطعة الجزيرة والنازحين إليها، ولن تستثني أحداً سواء كان من مواطني المقاطعة أو من خارجها".


في المقابل، تعمل الإدارة الذاتية على إجراء تعديل في القوانين التي سنتها لتمنح من خلالها جميع المطلوبين للخدمة والذين بحوزتهم إقامات في تركيا أو في إقليم كردستان أو أي دول أوروبية أو عريبة، إمكانية تأجيل الخدمة سنة قابلة للتجديد عدة مرات بعد دفع رسم 200 دولار.

وأشار الكردي إلى أن "الشرطة العسكرية التابعة للإدارة الذاتية اعتقلت أخيرا وللمرة الأولى شبانا من عرب الغمر، إذ اقتادت مجموعة من قرية تل أعور، مطلوبين للخدمة العسكرية في مناطق شمال شرق سورية، وزجت بهم في معسكرات التجنيد الإجباري".


وأكد أحمد الصالح، وهو أحد أهالي الحسكة ومن عرب الغمر، أن "الإدارة الكردية بدأت بتجنيد شبان عرب الغمر قبيل بدء معركة الرقة، رغم عدم إعلانها عن الأمر. كثير من الشبان تم اعتقالهم من المساجد والأسواق قسراً، ومن رفض تم تهديده بالسلاح والضرب، معظمهم لا يزال في معسكرات التجنيد ولم يستطع التواصل مع ذويه، عرفنا أن العديد من الشبان العرب في (قسد) يمنحون ألقاباً كردية لطمس هوياتهم".


وقال الصالح "عرب الغمر ضحية كالعادة، في السابق استخدمهم النظام لخلق وجود عربي في مناطق الأكراد بعد أن أغرقت أراضيهم وممتلكاتهم ببحيرة الفرات، واليوم يستخدم شبابهم للتجنيد والقتال لصالح قوات كردية".