وزارة الصحة الفلسطينية توضح مخاطر التغذية القسرية للأسرى المضربين

07 مايو 2017
تحدّي أساليب الاحتلال ودعم الأسرى (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -



أكّدت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، خطورة استخدام التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، لأنها "أحد الأساليب التي يتم اللجوء إليها لإجبار الأشخاص الممتنعين عن تناول الطعام على تناول أو تلقي المواد المغذية، وأنه جرى استخدام هذا الأسلوب تاريخياً كأحد أساليب التعذيب أو طريقة لكسر الإضراب عن الطعام لدى المعتقلين السياسيين".

وناشد وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد، في بيان أصدرته وزارة الصحة، اليوم الأحد، جميع دول العالم الحر، والمنظمات الدولية لسرعة التدخل ومنع الاحتلال من المضي في هذه السياسة، والحيلولة دون تطبيق التغذية القسرية على الأسرى المضربين.

وقال عواد "مع مضي كل يوم يخسر الأسرى جزءاً من صحتهم وقوتهم، ولا مجال للمماطلة الإسرائيلية في تحقيق مطالبهم، بعد مضي 21 يوماً على إضرابهم عن الطعام".

وأوضحت الوزارة أنه "في حالة الإضراب عن الطعام والامتناع عن تناول الغذاء والمواد الأساسية التي يحتاجها الجسم للبقاء، من بروتينات وسكريات وفيتامينات وسعرات حرارية، فإنه بعد مرور أيام من الامتناع، فإن الجسم يستخدم مخزوناته من هذه المواد، والتي يحرقها لإنتاج الطاقة مثل مخزونات الكبد ومخزونات الدهون المتراكمة في الجسم".

وبيّنت أنه مع طول الإضراب (فوق الأسبوع) تبدأ حالة من الجفاف والنقص الحاد في الطاقة لدى الأشخاص الممتنعين عن الطعام، ويحدث خلل في تركيز الأملاح والسكريات في الدم، وتتأثر الأعضاء المهمة مثل الكلى والكبد تتراجع وظيفتها، ما يشكل تدهوراً وخطورة على الحياة.

بدوره، قال رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد في مجمع فلسطين الطبي برام الله، حسام النادي، في تصريحات له، إن "التغذية القسرية تعرف طبياً بأنها إدخال المواد المغذية إلى جسم الإنسان عنوة بعكس إرادته الحرة، عن طريق الجهاز الهضمي، أو مباشرة إلى مجرى الدم".

التغذية القسرية استخدمت في غوانتانمو (ملادن أنتونوف/فرانس برس) 




وأضاف أن هذا النوع من التغذية يتم بطرق مختلفة، منها إدخال أنابيب التغذية إلى المعدة عن طريق الأنف وحقن المواد الغذائية بأنبوب بلاستيكي يُدخل إلى المعدة بالقوة، أو عن طريق إدخال المواد الغذائية والسوائل المغذية أو الغلوكوز أو الأملاح بالحقن، من خلال إدخال القسطرة الوريدية بالقوة، في مجرى الدم (الأوردة، الأوعية الدموية).

ولفتت وزارة الصحة في بيانها إلى أن "التغذية القسرية تؤدي عادة إلى مضاعفات ومخاطر تهدد حياة الأشخاص الذين يتعرضون لها، ومنها حدوث النزيف الدموي، خلال عملية إدخال أنبوب التغذية بالقوة من خلال فتحة الأنف ودفعه عشوائياً وبعنف إلى المعدة، إذ يؤدي ذلك إلى حدوث جروح أو تهتك ونزيف في أغشية الأنف أو المريء أو المعدة ذاتها".

كذلك أشارت إلى إمكانية حدوث اختناق، نتيجة إدخال أنبوب التغذية إلى مجرى التنفس بدل المريء والمعدة، ما يؤدي إلى حدوث الاختناق.


وأكد حسام النادي أن "إدخال أنبوب التغذية بالقوة قد يؤدي إلى تسربها إلى الرئة، وأيضا حدوث التهاب رئوي حاد مع كل مضاعفاته، ومنها "التميّه"، أي إدخال الماء والسوائل بما يزيد عن حاجة الجسم قسريا وإجباريا، بعكس الوضع الطبيعي عندما يتناول الإنسان السوائل والماء بإرادته وحسب احتياجات جسمه، وهذا يؤدي إلى خلل في تركيز الأملاح في الدم، خاصة الصوديوم والبوتاسيوم، ويسبب متاعب صحية جدية مثل عدم انتظام ضربات القلب أو تشويش الوعي والغيبوبة.

ونبّه من أن التغذية القسرية تسبب الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية أو أنواع العدوى الأخرى نتيجة لإدخال أدوات التغذية مثل الأنابيب والقسطرات والحقن وتركها لفترات طويلة، وتصبح بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم والبكتيريا عليها، وفي أماكن إدخالها، فتنتقل إلى الدم وإلى بقية أعضاء الجسم ويحدث التسمم البكتيري.

كذلك أوضح أن التغذية القسرية قد تسبب خللاً في ضغط الدم، خاصة ارتفاع الضغط الحاد، وكذلك خللاً في تركيز السكر في الدم وارتفاعه وخروجه عن السيطرة، ويترتب على ذلك متاعب صحية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون مسبقا من مرض ضغط الدم المزمن أو مرض السكري وضعف عضلة القلب.





وركّز النادي على الضغط النفسي والآلام النفسية الشديدة، والتي تمتد آثارها طويلاً إلى ما بعد عملية التغذية القسرية، وقد تؤدي إلى حدوث صدمة نفسية أو انهيار عصبي أو اكتئاب.

وأوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، أنه "في إطار استنفار الدبلوماسية الفلسطينية نصرة للأسرى المضربين عن الطعام ومطالبهم العادلة، ولفضح الانتهاكات الاحتلالية المتواصلة بحقهم، عممت الوزارة اليوم، على سفارات دولة فلسطين البيان الصحافي الصادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي دعت فيه اللجنة سلطات الاحتلال إلى الاضطلاع بمسؤوليتها بموجب القانون الدولي الإنساني، في ما يتعلق بالتواصل بين المعتقلين الفلسطينيين وذويهم".

وتطرقت الوزارة الفلسطينية في تعميمها إلى التهديدات الإسرائيلية بتطبيق التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، محذرةً من مخاطرها الجدّية على حياة الأسرى.

وشدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية على أن هذه التغذية تشكّل مخالفة صريحة وواضحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، وطالبت الوزارة السفارات بمواصلة فعالياتها وأنشطتها الداعمة للأسرى المضربين عن الطعام، بالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية والبرلمانية كافة، وتكثيف الجهود الدبلوماسية والسياسية على كافة الأصعدة وفي جميع المحافل الدولية من أجل فضح الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الأسرى، وإجبار دولة الاحتلال على وقف تصعيدها العدواني ضد الأسرى المضربين عن الطعام، والاستجابة الفورية لمطالبهم.