"سوسيا" الفلسطينية.. العام دراسي تحت وطأة الاحتلال

24 اغسطس 2015
المدرسة وخدماتها والقرية مهددة بالهدم (مواقع التواصل)
+ الخط -

توجه ستون طالباً وطالبة في قرية سوسيا البدوية الصغيرة، الواقعة إلى الشرق من بلدة يطا جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، إلى مدرستهم المهددة بالهدم، للانتظام في عامهم الدراسي الجديد، وهم يحملون في حقائبهم رسالة البقاء والصمود في أرضهم وقريتهم المهددة أيضا بالهدم والترحيل.

وفي سوسيا، مدرسة تفتقر لكافة مقومات الحياة، وغرف إسمنتية سقفها من الحديد، ويفرض عليها الاحتلال الإسرائيلي كافة أشكال التضييق والحصار، ويمنع عنها الماء والكهرباء، ويرفض السماح لإدارتها بتعبيد الطريق الذي يسلكه الطلاب والمعلمون.

ويقول مدير المدرسة محمد النواجعة لـ"العربي الجديد" الطلبة جميعهم انتظموا اليوم في أول يوم من افتتاح العام الدراسي، الذي أطلق عليه اسم عام الصمود والتصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي في ترحيل أهالي القرية والسيطرة على أراضيهم لصالح الاستيطان".

ورغم أن المدرسة تحتاج إلى الكثير من الأمور التي تفتقدها، أصبحت بحسب النواجعة نقطة صمود وثبات لأهالي القرية وأطفالهم، الذين رددوا صباح اليوم النشيد الوطني الفلسطيني، في مكان عجز الاحتلال الإسرائيلي وترسانته العسكرية عن ترحيل سكانه.

وأضاف: "علينا أن نعلم اليوم أطفالنا بجانب العلوم والرياضيات والتربية الإسلامية حب الأرض والوطن، علينا أن نعلمهم من ساحة المدرسة الصمود وعدم الرضوخ أمام كل مخططات الاحتلال الإسرائيلي بترحيلهم عن أرضهم، لأن الأرض أهم شيء في حياتنا كفلسطينيين".

وينتظم الطلبة في مدرستهم التي تضم ثمانية صفوف، وتحمل منذ العام 2011 إخطارا بوقف العمل والبناء، بحجة أنها مبنية في منطقة صنفت بحسب اتفاقية اوسلو بتصنيف (C) ولا تحمل ترخيصا للبناء، وهذا ما ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي منحه لإدارة المدرسة.



وفي المدرسة، الطلاب ممنوعون من الماء إلا عبر كميات قليلة تتمكن الإدارة من شرائها، وممنوعون من الكهرباء سوى تلك التي تتولد عبر خلايا شمسية تحمل هي الأخرى إخطارا بالهدم، وفي المقابل حاولت إدارة المدرسة مدها بالماء والكهرباء ورفضت سلطات الاحتلال السماح لهم بذلك.

ويسلك الطلبة أيضا طريقا غير معبّد، بل هناك إخطار بهدمه، ويستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي وآلياته، ويمنع المجلس القروي من العمل فيه أو تسهيله ليصبح صالحا للاستخدام البشري.

ويصمد الطلاب وأهاليهم في أرضهم ومدرستهم بعد مساعدة المؤسسات الدولية لهم ورفضهم الرحيل عن الأرض، بالرغم من كافة محاولات الاحتلال الإسرائيلي للقيام بذلك، "لن نرحل عن هذه الأرض لأنها جبلت بدماء الشهداء" يختم مدير المدرسة محمد النواجعة حديثه مع "العربي الجديد".



وفي سوسيا البدوية كل شيء مخطر بالهدم، المنازل والأشجار وحظائر الأغنام، ويعيش فيها نحو 450 نسمة موزعين على قرابة 25 عائلة، في ظروف معيشية صعبة ومساكن تفتقر لكافة مقومات الحياة الإنسانية في الوقت الذي يفرض فيه الاحتلال كافة أنواع الحصار لإجبارهم على الرحيل منها.

المساهمون