موجة الغبار تبلغ ذروتها في الكويت وشرق السعودية

13 فبراير 2015
موجة الغبار تجتاح الكويت (العربي الجديد)
+ الخط -


حذرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض، من موجة غبار شديدة ضربت العاصمة، مساء أمس الخميس، وتستمر حتى الساعات الأولى من فجر السبت، وربما تستمر أكثر. وتطال موجة الغبار منطقة القصيم والمنطقة الشرقية حتى حفر الباطن، وبعض المناطق الشمالية من السعودية، كما وصل تأثيرها للكويت وشمال الخليج العربي.


ودعت المديرية الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات السلامة، خصوصًا سالكي الطرق والمسافرين برًاً، ومن يعانون من أمراض تنفسية بسبب موجة الغبار وتدني الرؤية.

وشدد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة الرياض الرائد محمد الحمادي في حديثه لـ"العربي الجديد على أن:"التوقعات تشير إلى استمرار موجة الغبار خلال الساعات المقبلة".

من جانب آخر، تنبأ جهاز الإنذار المبكر التابع للأرصاد بأن تكون موجة غبار اليوم أشد من موجة أمس الأول، وبسببها ستتعرض المناطق الوسطى والشرقية من السعودية وصولاً لشمال الخليج لرياح نشطة وأتربة مثارة في حالة مناخية تستمر حتى وقت مبكر من فجر السبت، وستهدد الموجة المباراة النهائية لكأس ولي العهد السعودي التي ستلعب مساء اليوم، في العاصمة الرياض، وستجمع الهلال والأهلي.

ووصف جهاز الإنذار المبكر الحال بنشاط في الرياح السطحية، ما يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار، مع وجود تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة الارتفاع قد تتخللها سحب رعدية ممطرة.

وتسبّبت موجة الغبار في إنعاش سوق الكمامات الطبية والمعقمات بشكلٍ كبير، وشهدت الصيدليات إقبالاً كبيراً على شرائها، احترازاً للوقاية من الأمراض التنفسية نتيجة الأتربة العالقة في الهواء.

من ناحية أخرى، تعرضت الكويت طيلة يوم أمس الخميس، لموجة غبار شديدة فاقت التوقعات وتسببت في تعطيل الحياة في الدولة، وتوقعت الإدارة العامة للأرصاد الجوية الكويتية أن تستمر الموجة طيلة اليوم الجمعة.

وأرجع مصدر مسؤول في الإدارة العامة للأرصاد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، تعرض ‏المنطقة لهذه الموجه الغبارية:"لوجود منخفض جوي متعمق شمال البلاد، أدى إلى ‏‏هبوب رياح شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة، تراوحت ما بين 30 إلى 60 كم ‏‏بالساعة مثيرة للغبار"، مشيرا إلى أن مدى الرؤية الأفقية وصل في مطار الكويت الدولي إلى 500 متر.

وبسبب الموجة القاسية أغلقت مؤسسة الموانئ الكويتية المسؤولة عن المرافئ غير النفطية، حركة الملاحة البحرية في الموانئ الثلاثة في الدولة لسوء الأحوال الجوية في البلاد. وكان مدير إدارة العمليات البحرية في ميناء الشويخ الكابتن مرزوق القحطاني قد صرح لـ(كونا) أن سوء الأحوال الجوية من سرعة الرياح وموجة الغبار في البلاد، أدى إلى توقف حركة الملاحة البحرية في الموانئ الثلاثة، وأضاف :"سرعة الرياح ما بين 33 و35 عقدة بحرية مع انعدام في مستوى الرؤية الأفقية إلى ما دون نصف ميل بحري، وهو ما أعاق حركة الملاحة البحرية من وإلى الموانئ".


وفي الوقت ذاته، أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي أن:"حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي تسير بصورة طبيعية على الرغم من الموجة الغبارية التي تسود البلاد حالياً"، مضيفة أن مدى الرؤية الحالية بلغ 1200 متر. وقال مدير إدارة العمليات في مطار الكويت الدولي المهندس صالح الفداغي أن: "حركة الطائرات في الإقلاع والهبوط في المطار لم تتأثر بسوء الأحوال الجوية".

من جهته، أكد الباحث في تلوث الهواء في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور علي الدوسري أن :"ظواهر الغبار التي تشهدها المنطقة في هذه الفترة، ناتجة من الظروف المناخية وخواص التربة والمحتوى الرطوبي الضعيف والغطاء النباتي المحدود، إضافة إلى الاستخدام السلبي للأراضي".

وأضاف: "مصادر الغبار في شمال الخليج العربي تأخذ البعد الإقليمي والعالمي، لافتاً إلى أن هذه المصادر تتمثل في مصادر محلية، وإقليمية تتمثل في أهوار العراق والسهل الفيضي للرافدين، كذلك الصحراء الغربية للعراق والبادية الشامية، إضافة إلى صحراء الدهناء وتكوين الدبدبة"، متابعاً "تعتبر المنطقة الإيرانية المحصورة بين جبال زاغروس من الشرق وشط العرب ونهر دجلة من الغرب مصدراً آخر للغبار، فيما المصادر العالمية تنحصر معظمها بالصحراء الإفريقية الكبرى"، مبينا أن "المصادر المحلية الرئيسة، وفق الدراسات التي قام بها معهد الكويت للأبحاث العلمية، هي جزيرتا وربة وبوبيان لما تحويانه من كميات مهولة من رواسب الطمي والغرين".