تعديل مواعيد المراقبة الشرطية في مصر خلال رمضان...وناشطون يعتبرونه "انتصارات صغيرة"

13 مايو 2019
تقليص ساعات الرقابة (فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت أسرة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، أمس الأحد، سادس أيام رمضان، أن قسم شرطة الدقي أخبرها بتعديل مواعيد المراقبة الشرطية اليومية لعلاء خلال رمضان، لتبدأ من السابعة والنصف بدلًا من السادسة بعد المغرب، حتى السادسة صباحًا.

وكتبت سناء سيف، شقيقة علاء عبر "فيسبوك" أمس: "جالنا مندوب من قسم الدقي على البيت وبلغنا أن مراقبة علاء بقت من 7:30 م. خلاص مفيش حد يجيلنا عند القسم هنفطر في بيتنا أخيرا #سجن_نص_اليوم #FreeAlaa".

وأفطرت أسرة علاء أيام رمضان الماضية في ساحات قسم الدقي مع مجموعة من المتضامنين، مطالبين بتعديل مواعيد المراقبة الشرطية أسوة بباقي الأقسام التي تعدل مواعيدها للثامنة مساءً بدلًا من السادسة.

وفي 29 مارس/آذار الماضي، أفرجت سلطات الأمن المصرية فجرًا، عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، بعد قضائه خمس سنوات في السجن، في قضية عرفت إعلاميا باسم "أحداث مجلس الشورى". لكنه في واقع الأمر حصل على نصف إفراج فقط، إذ إنه مطالب بتسليم نفسه للسلطات من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا يوميًا لمدة خمس سنوات.

وبهذا يقضي عبد الفتاح (37 عاما) خمسة أعوام أخرى قيد المراقبة الشرطية، بعد انتهاء عقوبة السجن، ضمن ما يسمى بالإجراءات الاحترازية.

وقضت محكمة جنايات القاهرة في فبراير/شباط 2015، بالسجن المشدد 5 سنوات، و5 سنوات مراقبة وغرامة 100 ألف جنيه بحق عبد الفتاح، وبالسجن ثلاث سنوات لـ23 متهما آخرين في قضية "أحداث مجلس الشورى".

تُعد التدابير الاحترازية العقوبة المكملة والبديلة للحبس الاحتياطي في القانون المصري، وفقًا لنص المادة 201 من القانون رقم 150 لسنة 1950 والمعدلة بالقانون رقم 145 لسنة 2006 من قانون الإجراءات الجنائية.

وعلق عبد الفتاح على تعديل مواعيد المراقبة في رمضان بـ"ملناش غير الانتصارات الصغيرة".


في حين تطالب منظمات حقوقية مصرية، منها الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، بتعديل المراقبة الشرطية لتكون في المنزل بدلًا من قسم الشرطة، ومن ضمنهم المصور الصحافي محمود أبو زيد الشهير بـ"شوكان" المحكوم عليه بالمراقبة الشرطية يومًيا من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحًا لمدة خمس سنوات. وكذلك الناشط السياسي ومؤسس حركة شباب 6 إبريل، أحمد ماهر، المحكوم عليه بتدابير احترازية لمدة ثلاث سنوات.

واعتبرت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان أنه "بالرغم من خصوصية شهر رمضان؛ يواجه النشطاء الخاضعون لعقوبة المراقبة الشرطية تعسفًا إضافيًا عبْر رفض السلطات السماح لهم بتخفيف شروط المراقبة أو حتى الإفطار مع أسرهم. وطالبوا السلطات المصرية بقصر المراقبة الشرطية لهم في البيت أثناء شهر رمضان".

وكتب أحمد ماهر عن التدابير الاحترازية في رمضان: "زمان وأنا صغير كان رمضان بالنسبة لي هو أجمل شهر في السنة، ودايما كنا بنشعر بأنه شهر قصير جدا وبيخلص بسرعة من فرط جمال الشهر وتلاحق الأحداث اللطيفة والعزومات والاجتماعيات وحلاوة العبادات والجو الروحاني الجميل. لكن ابتداء من 2014 والوضع اختلف. رمضان أصبح كئييييييبا وبطيئا جدا وتقيييييل، وببقى مستني إنه يخلص من أول يوم. 3 سنين سجن انفرادي يعني 3 رمضان في منتهى الكآبة. وبعد السجن، 2 رمضان في المراقبة، يعني يوم مخروم وعمل شاق في النهار أثناء الصيام، وتسيب الناس في نص الفطار وتجري، علشان تقضي ليلة كئيبة في القسم وماتعرفش تعمل فيها أي حاجة مفيدة".

وتابع: "السنة دي ثالث رمضان في المراقبة، وسادس رمضان كئيب، ومش بس كده، كمان دا أول رمضان من غير أمي. يعني الإفطار في أول يوم رمضان من غير أمي، ومن غير صوتها وأكلها، ومن غير نصائحها دايما إني لازم أخلي بالي من نفسي، ومن غير دعواتها بإن ربنا يبعد عني ولاد الحرام. الله يرحم كل أهالينا وأصدقائنا وأحبابنا اللي فقدناهم. يا رب خفف عن كل المحبوسين (في السجن وفي المراقبة) وخفف عن أهاليهم وأحبابهم في رمضان".



وفي سياق متصل، حصل المحامي الحقوقي، محمد الباقر، على قرار بتخفيف التدابير الاحترازية للكاتب الصحافي والباحث هشام جعفر، إلى يوم واحد في الأسبوع لمدة ساعتين، بينما تم تجديد حبس الباقين معه في نفس القضية 45 يومًا إضافيًا.

وأفرج عن جعفر بتدابير احترازية في السادس من إبريل/نيسان الماضي، على ذمة القضية رقم 720 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا. 

دلالات
المساهمون