دراسة: طلاب الأردن يكرهون السياسة أكثر من الإرهاب

10 فبراير 2016
(العربي الجديد)
+ الخط -
أظهرت نتائج دراسة حكومية في الأردن وجود نسبة من طلاب البلاد يؤيدون التنظيمات المتشددة إلى جانب تدني اهتماماتهم السياسية.

وأثارت نتائج الدراسة، التي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، لمعرفة خصائص وقيم وتوجهات الطلاب البالغ عددهم أكثر من 37 ألفاً، الكثير من الدهشة، فيما كشفت عن قيم سلبية فيما يتعلق بنظرتهم إلى المرأة والجنس الآخر، وفقدانهم الثقة في زملائهم.

وكشفت الدراسة، التي أعلنت نتائجها الأسبوع الماضي، أن 7 في المائة من الطلاب يعتقدون أن تنظيمات متطرفة مثل تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتنظيم الدولة، تمثل وجهة نظرهم وتعبر عنهم.

وبحسب النتائج، فإن 16 في المائة من الطلاب يقدمون على تعاطي مواد مخدرة أو مسكرة أو منشطة، وهي النتيجة التي رأى فيها حزب جبهة العمل الإسلامي- الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- كارثة يجب مواجهتها، كما دعت أعضاء في مجلس النواب الأردني، أمس الثلاثاء، للتوقيع على مذكرة نيابية تطالب برفع وتيرة مكافحة المخدرات داخل البلاد.

وحول العمل السياسي والتوجهات الفكرية، كشفت الدراسة أن نصف الطلاب لا يهتمون بالسياسة على الإطلاق، فيما يهتم 13 في المائة منهم فقط بالسياسة بدرجة كبيرة، وأن 66 في المائة من الطلاب لا ينتمون إلى أي توجه أو تيار فكري، فيما ينتمي 11 في المائة منهم للفكر الإسلامي و7 في المائة للاتجاه القومي، بينما عبر 4 في المائة عن انتمائهم للاتجاه الاشتراكي والليبرالي.

وحول توجهاتهم الاجتماعية، أظهرت الدراسة أن 73 في المائة من الطلاب يعتقدون بضرورة الحذر الشديد في التعامل مع الناس، فيما تبين أن 24 في المائة منهم يجدون صعوبة في التعامل مع الجنس الآخر، كما يشعر 31 في المائة منهم بأن سلوكيات زملائهم غريبة.

ووفقاً للنتائج، فإن نصف الطلاب ينظرون بسلبية إلى عمل المرأة، فيما يعتقد النصف أيضاً أن الرجل أفضل من المرأة في مراكز القيادة، ويعتقد 21 في المائة منهم أن التعليم الجامعي للذكور أهم منه للفتيات.

وانتقدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلاب، المعروفة باسم "ذبحتونا"، الدراسة، ورأت أن خللاً أثر على مصداقية نتائج بعض الأسئلة. وقالت الحملة، في بيان صحافي عنها اليوم الأربعاء، إن "اشتمال الاستبيان الموزع على الطلاب على خانة لكتابة الرقم الجامعي ألغى مبدأ السرية في الإجابات، وتسبب في التأثير على آرائهم".
وانتقدت الحملة عدم قيام واضعي الدراسة بتجاهل طرح العديد من الأسئلة، كتلك المتعلقة بالعنف الجامعي ومدى انخراط الطلاب فيه، ومواقفهم من سياسة رفع الرسوم التي تنتهجها الجامعة.

وفيما يتعلق بنتائج الدراسة التي كشفت عدم اهتمام نصف الطلاب بالسياسة، رأت الحملة في النتائج التي وصفتها بالكارثية، دليلاً على واقع الوعي السياسي لدى الطلاب، وسياسة التجهيل التي تمارسها الحكومة وإدارات الجامعات الأردنية، وأكدت أن منع العمل السياسي داخل الجامعة، وعدم السماح للأحزاب بالعمل في الجامعات، إضافة إلى الذهنية العرفية السائدة، كلها عوامل ساهمت في ظهور هذه النتيجة.

ورغم التحفظات التي ساقتها الحملة، إلا أنها أكدت أن الدراسة "رمت حجراً في الماء الراكد"، ودعت إلى إجراء دراسات مشابهة في باقي الجامعات، مع تأكيدها ضرورة أن لا يشترط الاستبيان كتابة الأرقام الجامعية للطلاب، والتركيز على قضية العنف الجامعي، وأسس القبول الجامعي.


اقرأ أيضا:طلاب الأردن ضد زيادة الرسوم: الجامعات للفقراء أيضاً

المساهمون