أحمد الحاج إبراهيم.. سوري يعيش حلم الهجرة

14 يوليو 2016
بعض الألمان يحسبونه روسياً (العربي الجديد)
+ الخط -
خلال دراسته الثانوية والجامعية، وكلما واجهته مصاعب الحياة في سورية، كان أحمد الحاج إبراهيم (25 عاماً) يعزي نفسه بالقول: "سأسافر.. الهجرة هي الحل". ينحدر أحمد من بلدة مصياف في ريف حماة، وينتمي إلى عائلة يعيش معظم شبابها في بلاد الغربة.

يقول أحمد: "في ذلك الحين كانت زيارات أقاربي المغتربين إلى المدينة، مليئة بالقصص المشوقة عن الحياة الرغيدة في أوروبا. وهو ما جعلني ملماً بالكثير من التفاصيل مقارنة بأصدقائي في الجامعة. أذكر أنه خلال دراستي في كلية الحقوق في جامعة دمشق، كنت أشارك أستاذ القانون الدولي بحماس في حديثه عن الحياة العصرية في الدول الأوروبية".

أنهى أحمد دراسته الجامعية، وبات همّه كسائر الشبان السوريين التهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية. حينها جاء موعد الهجرة التي لطالما حلم بها، فقد تقدم بطلب تأشيرة دراسية إلى ألمانيا وحصل عليها. يقول: "شيء من الفرح كان يغمرني في الليلة الأخيرة في سورية، لكنّ الخوف كان يقترب مني أيضاً، فالحواجز الأمنية التي يتوجب علي اجتيازها للوصول إلى لبنان كانت تتربص بالشبان اليافعين".

في نهاية عام 2014 وخلال أسبوعين، عبر أحمد الحواجز إلى دمشق، والحواجز إلى الحدود. وصل بعدها إلى لبنان، ومنه جواً إلى ألمانيا. يقول: "إحساسي بالاغتراب بدأ منذ لحظة جلوسي في الطائرة، حين لم أعد أسمع اللغة العربية، وبدأت أرى وجوهاً أوروبية وشرق آسيوية الملامح، وأسمع اللغة الإنكليزية السريعة للمضيفة".

يطمح أن يحظى بفرصة إنجاز دراساته العليا في العلاقات الدولية في إحدى جامعات ألمانيا... البلاد التي تقدم بطلب اللجوء فيها وذهل بها. لكنّ ذهوله بدأ بالتبدد مع مواجهته أولى العقبات في البلد الجديد. يقول "سرعان ما بدأت أصادف عقبات كتلك التي في بلادي: أزمة سكن خانقة، وروتين إداري يجبرني على الوقوف لساعات طويلة في الحديث مع موظف مزعج".

شعر أحمد الأشقر وعيناه الملونتان وضعاه في العديد المواقف الحرجة: "ذات مرّة كنت أكلم عجوزاً ألمانية، بلغتي الركيكة، ولسبب ما كانت تظن أنّني روسي، فبدأت تتذمر من اللغة العربية التي باتت مسموعة بكثرة في ألمانيا، وتعبّر لي عن تخوفها من أن تنطق الأجيال الألمانية المقبلة بهذه اللغة. فقلت لها مازحاً: من دواعي سروري أن ينطقوا بلغتي منذ الآن كي أتخلص من اللغة الألمانية المعقدة. فخجلت وأعطتني كيساً من التفاح كرشوة، عسى أن أنسى حديثها عن العرب، فقبلته منها".

المساهمون