جدل أخلاقي حول تجارب لولادة أطفال من أب وأمّين

26 فبراير 2014
+ الخط -

 

يعكف خبراء أميركيون على دراسة ما إذا كان هناك مبرر علمي للسماح بعمل بحوث على البشر لإجراء "تخصيب مجهري من أب وأمّين" في خطوة مثيرة للجدل، حيث يقول مؤيدون إن هذا قد يمنع العيوب الوراثية المروعة، إلا أن معارضين يعتقدون أنه قد يؤدي إلى ولادة أطفال معدّلين وراثياً.

وكان من المقرر أن يقدم العلماء أبحاثهم إلى مستشارين من خارج إدارة الغذاء والدواء الأميركية خلال يومين من جلسات استماع عامة بدأت أمس الثلاثاء، لتقرر الإدارة ما إذا كانت المخاوف التي تتعلق بالسلامة نتيجة إجراء التخصيب المجهري من أب وأمّين لا تمنع البدء في التجارب السريرية.

وتركز لجنة إدارة الغذاء والدواء على الناحية العلمية فقط، وفي نهاية جلسة الثلاثاء أعرب بعض أعضاء اللجنة عن قلقهم من أن البحوث على الحيوان لا تنبئ أن الدراسات على البشر ستكون آمنة على الأمهات، وكذا الأطفال الذين سيولدون عن طريق هذه التقنية.

وقال الدكتور ايفان سنايدر من معهد سانفورد بورنهام للأبحاث الطبية في كاليفورنيا في نهاية الجلسة إن بعض أعضاء اللجنة يشعرون أنه "لا توجد بيانات كافية على الأرجح في الحيوانات للانتقال إلى التجارب على البشر دون الرد على بعض الأسئلة الإضافية".

وعلى الرغم من أن اللجنة لم يطلب منها النظر في المسائل القانونية أو الأخلاقية، ركز بعض من حضروا الجلسة على ذلك.

وحذّر متحدثون في اللجنة من أن استخدام التخصيب المجهري لأب وأمّين "قد يغير الجنس البشري" ويمثل "مستوى لا مثيل له من التجارب على البشر دون موافقتهم"، في اشارة إلى الأطفال الذين سيولدون من خلال هذه التقنية، كما أنه "قد يفتح الباب أمام أطفال معدلين وراثياً" سيكونون "منتجات مصنعة".

ويعتمد الإجراء على تبرع رجل واحد بالحيوانات المنوية والحمض النووي لإتمام عملية الإخصاب في المختبر بينما تقدم الأم البيولوجية البويضة ومعظم الحمض النووي. لكن إذا كانت الأم تحمل بعض الطفرات الوراثية الضارة في هياكل خلوية تسمى الميتوكوندريا، فسيعمل العلماء على إزالة الميتوكوندريا الضارة واستبدالها من امرأة أخرى، وبالتالي يتفادى الطفل احتمال وراثة مرض خطير.

وقالت مارسي دارنوفسكي المديرة التنفيذية لمركز بيركلي لعلم الوراثة والمجتمع في كاليفورنيا للجنة، إن السماح بمثل هذه الإجراءات "سيؤدي الى ولادة أطفال معدلين وراثياً" محذرة من أن سماح إدارة الغذاء والدواء بالتجارب السريرية سيمثل "المرة الأولى التي توافق فيها هيئة حكومية على إجراء تغييرات جينية على البشر وذريتهم".

وعلى الرغم من أن لجنة إدارة الغذاء والدواء تنظر في المسائل العلمية فقط، قالت إنها مستعدة لتجاوز ذلك والنظر في أمور اخرى.

وقالت المتحدثة جين رودريغيز "استمعنا إلى المخاوف في اجتماع اللجنة الاستشارية وسننظر في المعلومات مرة أخرى وما إذا كنا بحاجة إلى نقاش عام".

المساهمون