الناشط من مدينة معرة النعمان، عمر السعود، تحدث لـ"العربي الجديد" عن الحياة اليومية في المدينة وحركة النزوح منها قائلا: "حركة النزوح في مدينة معرة النعمان حدثت بنسبة ضئيلة جدا، لكن جبل الزاوية والريف الجنوبي لمنطقة معرة النعمان شبه خالٍ، وحركة نزوح معظم الأهالي من هذه المناطق حدثت باتجاه المناطق الحدودية بسبب شدة القصف واشتداد وتيرتها وحتى اللحظة لا يزال النزوح من تلك المناطق مستمرا".
والحركة في مدينة معرة النعمان شبه منعدمة ومشلولة كما يؤكد السعود: "الشوارع شبه خالية والحذر شديد والأسواق تشهد حالة شلل، وذلك تحسبا لأي قصف أو محاولة الطيران الحربي التابع للنظام أو روسيا لارتكاب مجازر في المدينة، كما أن الأهالي ابتعدوا عن وسط المدينة وهي الآن في حالة طوارئ".
وتعرضت المدينة لحملات قصف خلال الشهرين الماضيين، كونها تقع ضمن منطقة الاستهداف كما يشير السعود، الأمر الذي أبعد النازحين عنها ولم يجعلها مقصدا لهم، مع العلم أن المدينة تعد واحدة من أكبر مدن محافظة إدلب وأكثرها اكتظاظا بالسكان.
النازح من ريف حماة الشمالي، باسل الجمعة، يوضح لـ"العربي الجديد" الأسباب التي دفعت غالبية نازحي بلدات ريف حماة الشمالي، المتمثلة ببلدات كفرزيتا واللطامنة وبلدات تقع في سهل الغاب للتوجه للمناطق الحدودية مع تركيا بمحافظة إدلب قائلا: "المناطق الأقرب لنا في ريف إدلب الجنوبي لم تعد آمنة، وكثير من العوائل قصدتها بداية الحملة، لكن مع استمرار القصف وعمليات استهداف النظام توجهوا نحو مناطق المخيمات في أطمة وقاح، وهناك أقرباء لهم يقيمون في مخيمات هذه المناطق منذ عام 2015، إذ شهدت المنطقة حينها قصفا مكثفا من قبل النظام مع محاولة اجتياح واسعة.
وعن كون أطمة ومنطقة المخيمات فيها مقصدا لنازحي ريف حماة الشمالي، يتابع: "في هذه المنطقة تنشط الكثير من المنظمات التي تعمل على مساعدة النازحين، كما أن بها عددا من آبار المياه التي حفرتها الجمعيات والمنظمات، وهذه الآبار توفر الماء المجاني للنازحين، بينما في باقي المناطق يضطرون لشراء الماء وبتكلفة لسيت بالقليلة".