شارك عشرات من فلسطينيي الداخل في وقفة تضامن أمام معتقل الجلمة، مع الأسيرة الفلسطينية الأردنية هبة اللبدي، والمعتقلة إداريا، والمضربة عن الطعام منذ أكثر من عشرين يوما، والأسير الأردني عبد الرحمن مرعي المريض بالسرطان والمعتقل إداريا في سجن عوفر، كما اعتصم عشرات الأردنيين أمام مقرّ الصليب الأحمر في العاصمة الأردنية عمان لنفس السبب.
وهتف المتظاهرون خارج سجن الجلمة: "تحية للأسيرات والأسرى في المعتقلات"، و"حرية لأسرى الحرية"، و"يا سجان اسمع اسمع. نجوع ونموت وما نركع"، و"بدنا بدنا نناضل. لأسرانا البواسل".
وقامت المحامية حنان خطيب من هيئة شؤوون الأسرى أمس بزيارة الأسيرة اللبدي في سجن الجلمة، وقالت: "هبة اللبدي تعاني من مشكلات في القلب وضيق التنفس، وكانت مقاطعة للفيتامينات والمدعمات، حتى أن طاقم الأطباء قالوا لها إن هناك خطورة شديدة على حياتها، وأنهم سيضطرون إلى إجبارها على الذهاب إلى المستشفى".
وأضافت أنها أقنعتها بعد محادثة طويلة ألا ترفض الملح والبوتاسيوم، وأنها وافقت، لكنها ما زالت تقاطع أي فحص طبي من قبل السجن، وتقول إما الحرية والرجوع إلى الأردن، أو الموت بكرامة.
وقال رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، الشيخ كمال خطيب: "لماذا لا يتم ترحيلها، هم يجيدون الترحيل إلا هبة، لا يريدون ترحيلها للتنكيل بها، والأسير عبد الرحمن مصاب بالسرطان، ومع ذلك يصرون على الحكم عليه إداريا لخمسة أشهر، لا لشيء إلا لأن المؤسسة الإسرائيلية تريد أن تكسر إرادة شعبنا، ولكن الشعب مؤمن بقضيته العادلة ولن يلين أو يساوم".
وقال رئيس لجنة المتابعة لفلسطينيي الداخل، محمد بركة: "هبة وعبد الرحمن لن يكونا وحدهما. لم ينجحوا في انتزاع أي اعتراف من هبة رغم التعذيب والضغط عليها. صمدت في وجه التعذيب ضد إلصاق تهم باطلة بها. هم الآن يستخدمون الأحكام الإدارية، بينما لا يوجد أساس للائحة الاتهام، فيستخدمون قانون الطوارئ الذي ورثوه عن الانتداب البريطاني من أجل أن يعاقبوا من لم ينجحوا في إلصاق التهم به".
في الشأن نفسه، اعتصم عشرات الأردنيين من الناشطين وذوي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمام مقرّ الصليب الأحمر غربي العاصمة الأردنية عمان اليوم الأربعاء، احتجاجا على استمرار اعتقال هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، مطالبين بالإفراج عنهما في أسرع وقت.
وهتف المشاركون بشعارات تطالب بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمّان، وإلغاء اتفاقية وادي عربة، وقال والد الأسيرة هبة، أحمد اللبدي، لـ"العربي الجديد"، إن ابنته تعاني ظروفا صعبة في سجون الاحتلال، مطالبا الحكومة الأردنية ببذل المزيد من الجهود لإطلاق سراحها، وكافة الأسرى الأردنيين.
وأوضح اللبدي، أن الاعتصام أمام مقرّ الصليب الأحمر "فعالية تضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال هدفها الضغط على المؤسسات الإنسانية الدولية لتقوم بدورها الحقوقي والإنساني، ووصف تفاعل تلك المؤسسات مع قضية الأسرى بأنه ضعيف.
وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، الأحد الماضي، استمرار جهودها لإطلاق سراح المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، مطالبة سلطات الاحتلال بتوفير ظروف احتجاز ملائمة لهما، ومراعاة الإجراءات القانونية السليمة بما يتسق مع القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان الدولية.
واستدعت الوزارة الأسبوع الماضي، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، وسلّمته مذكرة احتجاج على استمرار احتجاز المواطنين الأردنيين، وظروف احتجازهما غير اللائقة.
واعتقلت سلطات الاحتلال مرعي، وهو من مواليد مدينة الزرقاء، في الثاني من الشهر الماضي أثناء توجهه لحضور حفل زفاف أحد أقاربه في الضفة الغربية عبر معبر الكرامة، أما هبة اللبدي فاعتقلتها سلطات الاحتلال في 20 أغسطس/ آب الماضي أثناء ذهابها مع والدتها وخالتها لحضور حفل زفاف أحد أقاربهن في الضفة الغربية.