تتشوق الحاجة مفتية فرح يوسف طليب، أم عيسى، من قرية بيت عور الفوقا، غربي رام الله وسط الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، والتي شارف عمرها على التسعين، لرؤية حفيدتها؛ ابنة ابنتها، عضوة الكونغرس الأميركي، من أصول فلسطينية، رشيدة طليب، بعد آخر لقاء لهما قبل 13 عاماً. تقول الجدة: "أنا أحب رشيدة كثيراً وأريدها أن تزورني قبل موتي، كوني مريضة".
سعادة الحاجة مفتية بالزيارة تبددت بعد قرار إسرائيل منع رشيدة وزميلتها العضوة في الكونغرس، إلهان عمر، من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية قبل أيام. تؤكد الحاجة مفتية لـ"العربي الجديد" أنّ زيارة حفيدتها إلى فلسطين حق لها من دون شروط لأنّها فلسطينية.
اقــرأ أيضاً
جدة رشيدة كانت شخصية أساسية في وصولها إلى ما وصلت إليه، فقد ساندتها في دراستها وفي تربية أشقائها، إذ انتقلت الجدة إلى الولايات المتحدة لمساعدة ابنتها فاطمة وحفيدتها رشيدة بالاعتناء بأمور العائلة، إذ كانت فاطمة تعمل في متجر، والوالد؛ حربي النجار، يعمل في شركة "فورد" للسيارات. تقول الجدة: "كنت أساعدها بأشقائها وشقيقاتها في تجهيز الطعام لهم وتبديل ملابسهم، بينما تتفرغ رشيدة لدراستها".
في منزلها في قرية بيت عور الفوقا الذي بني عام 1975 تعيش الحاجة مفتية، غير بعيدة عن جدار الفصل العنصري. تحيط بالقرية مستوطنة "بيت حورون" المقامة على أراضي القرية التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن شارع استيطاني مقام على أراضي القرية أيضاً باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. أما منزل الجدة فلا يبعد سوى 100 متر فقط عن حاجز عسكري إسرائيلي، ونحو 400 متر عن معسكر لجيش الاحتلال، وهو مثال حيّ على معاناة الفلسطينيين عموماً.
عاشت الحاجة مفتية طوال حياتها فلاحة تساعد زوجها عبد الله طليب في جني محاصيل الزيتون وأشجار البرقوق والعنب والتين، وأنجبت خمسة أبناء وثلاث بنات. وللحاجة مفتية الآن ثلاثون حفيداً. وكانت فاطمة والدة رشيدة، وهي الابنة الكبرى بين شقيقاتها قد أنهت دراستها الأساسية فقط، وبعد زواجها انتقلت للعيش والعمل في الولايات المتحدة الأميركية.
يعقب بسام عبد الله عيسى طليب، أبو محمد (53 عاماً) وهو خال رشيدة، على منع الاحتلال زيارتها فلسطين: "كانت آخر مرة تزور فيها أمي (جدة رشيدة) الولايات المتحدة عام 1996، أما رشيدة فلم تدخل فلسطين منذ عام 2006 بسبب طبيعة عملها ونشاطها، لكنّنا نتواصل معها هاتفياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي دائماً، وقبل ذلك كانت رشيدة تأتي كلّ سنيتن أو ثلاث لزيارة فلسطين. هي وعدتنا أن تزور فلسطين حين فوزها، على رأس وفد من الكونغرس، والآن منعوها من ذلك، وسمحوا لها بالدخول بشروط، بالرغم من أنّ من حقها ذلك فهي تريد زيارة عائلتها وأقاربها في بيت عور الفوقا، أما أقارب والدها فهم متواجدون في الولايات المتحدة". يشير خالها إلى أنّ رشيدة تواصلت بعد منعها مع أخوالها، وهي حزينة جداً لعدم مجيئها ولقائها بجدتها، وهو اللقاء الذي ربما يكون الأخير بينها وبين جدتها، لكنّها بالرغم من ذلك أخبرتها أنّها ترفض شروط الاحتلال ولن تستسلم وستعمل جهدها للمجيء من دون أيّ قيود أو شروط.
رشيدة حربي أحمد النجار طليب ولدت عام 1976 وهي البنت البكر بين أشقائها الأربعة عشر. فازت أخيراً بعضوية الكونغرس عن ولاية ميشيغن الأميركية، وتعود أصول والدها إلى عائلة النجار في بلدة بيت حنينا شمالي القدس، وقد توفي قبل سنتين، أما والدتها فهي من بلدة بيت عور الفوقا. تزوجت رشيدة من أحد أقارب أمها عام 1997 وهو فايز عوض طليب الذي يعمل في مصنع سيارات في الولايات المتحدة، ولهما طفلان آدم (13 عاماً) ويوسف (10 أعوام). وفي ولاية ميشيغن الأميركية التي تضمّ أكبر تجمّع للجاليات العربية والمسلمة، نشطت رشيدة طوال حياتها، خصوصاً بعد تخرّجها من الجامعة بشهادتي العلوم السياسية والمحاماة، وعُرفت بنشاطها التطوّعي الحقوقي والإنساني، وكافحت من أجل العدالة الاجتماعية.
لجدّ رشيدة؛ والد أمها، حكاية أخرى معها، حينما توقع لها أن تصبح محامية مذ كانت في الحادية عشرة من عمرها، فهي تتمتع بشخصية قوية وجرأة وطموح كبير لإيصال رسالتها وبلوغ هدفها، وبالفعل أطلق عليها جدها لقب "المحامية" قبل إنهائها مرحلة الثانوية العامة، وفق ما يوضح خالها. يشير أبو محمد إلى أنّ جدّ رشيدة توقع لها وهي في الثانوية العامة، أن تصل إلى أعلى المناصب، وأنّها ستكون شخصية مؤثرة. وقبل وفاته عام 2007 أخبرته أنّها أنهت المحاماة وحققت حلمه كما أراد: "كانت تحبّ جدها وتربطهما علاقة مميزة". أما فوز رشيدة بعضوية الكونغرس الأميركي فيظهر فخر واعتزاز أقاربها وأهالي قريتها بها: "هي فخر لكلّ عربي ومسلم وفلسطيني، كونها أول امرأة فلسطينية وعربية تصل إلى هذا المنصب. في قريتنا الجميع يفتخر بها".
اقــرأ أيضاً
في كلّ يوم يزداد فخر أهالي قرية بيت عور الفوقا بابنتهم رشيدة، وهم يدركون العلاقة المميزة بين رشيدة وجدتها: "الجميع يعلم أنّها أم ثانية لرشيدة، وأنّها دوماً تتغنى بجدتها من باب ردّ الجميل لها"، بحسب الرئيس السابق للمجلس القروي في بيت عور الفوقا، محمد طليب، وهو من أقارب رشيدة. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ جميع أهالي القرية يفتخرون بها؛ صغاراً وكباراً ومسنّين، بل يعدّونها امرأة بألف رجل، لقوة شخصيتها ودفاعها عن حقوق الناس. أما قرار إسرائيل بمنعها من دخول فلسطين، فإنّ طليب يشدد على أنّه قرار عنصري وضد حقوق الإنسان وحق الحرية بالتنقل، ومخالف لكلّ الأعراف والقوانين الدولية. يتساءل كذلك: "أين التغني بحصانة رشيدة كعضوة كونغرس، خصوصاً في دولة مثل الولايات المتحدة؟".
سعادة الحاجة مفتية بالزيارة تبددت بعد قرار إسرائيل منع رشيدة وزميلتها العضوة في الكونغرس، إلهان عمر، من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية قبل أيام. تؤكد الحاجة مفتية لـ"العربي الجديد" أنّ زيارة حفيدتها إلى فلسطين حق لها من دون شروط لأنّها فلسطينية.
جدة رشيدة كانت شخصية أساسية في وصولها إلى ما وصلت إليه، فقد ساندتها في دراستها وفي تربية أشقائها، إذ انتقلت الجدة إلى الولايات المتحدة لمساعدة ابنتها فاطمة وحفيدتها رشيدة بالاعتناء بأمور العائلة، إذ كانت فاطمة تعمل في متجر، والوالد؛ حربي النجار، يعمل في شركة "فورد" للسيارات. تقول الجدة: "كنت أساعدها بأشقائها وشقيقاتها في تجهيز الطعام لهم وتبديل ملابسهم، بينما تتفرغ رشيدة لدراستها".
في منزلها في قرية بيت عور الفوقا الذي بني عام 1975 تعيش الحاجة مفتية، غير بعيدة عن جدار الفصل العنصري. تحيط بالقرية مستوطنة "بيت حورون" المقامة على أراضي القرية التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن شارع استيطاني مقام على أراضي القرية أيضاً باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. أما منزل الجدة فلا يبعد سوى 100 متر فقط عن حاجز عسكري إسرائيلي، ونحو 400 متر عن معسكر لجيش الاحتلال، وهو مثال حيّ على معاناة الفلسطينيين عموماً.
عاشت الحاجة مفتية طوال حياتها فلاحة تساعد زوجها عبد الله طليب في جني محاصيل الزيتون وأشجار البرقوق والعنب والتين، وأنجبت خمسة أبناء وثلاث بنات. وللحاجة مفتية الآن ثلاثون حفيداً. وكانت فاطمة والدة رشيدة، وهي الابنة الكبرى بين شقيقاتها قد أنهت دراستها الأساسية فقط، وبعد زواجها انتقلت للعيش والعمل في الولايات المتحدة الأميركية.
يعقب بسام عبد الله عيسى طليب، أبو محمد (53 عاماً) وهو خال رشيدة، على منع الاحتلال زيارتها فلسطين: "كانت آخر مرة تزور فيها أمي (جدة رشيدة) الولايات المتحدة عام 1996، أما رشيدة فلم تدخل فلسطين منذ عام 2006 بسبب طبيعة عملها ونشاطها، لكنّنا نتواصل معها هاتفياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي دائماً، وقبل ذلك كانت رشيدة تأتي كلّ سنيتن أو ثلاث لزيارة فلسطين. هي وعدتنا أن تزور فلسطين حين فوزها، على رأس وفد من الكونغرس، والآن منعوها من ذلك، وسمحوا لها بالدخول بشروط، بالرغم من أنّ من حقها ذلك فهي تريد زيارة عائلتها وأقاربها في بيت عور الفوقا، أما أقارب والدها فهم متواجدون في الولايات المتحدة". يشير خالها إلى أنّ رشيدة تواصلت بعد منعها مع أخوالها، وهي حزينة جداً لعدم مجيئها ولقائها بجدتها، وهو اللقاء الذي ربما يكون الأخير بينها وبين جدتها، لكنّها بالرغم من ذلك أخبرتها أنّها ترفض شروط الاحتلال ولن تستسلم وستعمل جهدها للمجيء من دون أيّ قيود أو شروط.
رشيدة حربي أحمد النجار طليب ولدت عام 1976 وهي البنت البكر بين أشقائها الأربعة عشر. فازت أخيراً بعضوية الكونغرس عن ولاية ميشيغن الأميركية، وتعود أصول والدها إلى عائلة النجار في بلدة بيت حنينا شمالي القدس، وقد توفي قبل سنتين، أما والدتها فهي من بلدة بيت عور الفوقا. تزوجت رشيدة من أحد أقارب أمها عام 1997 وهو فايز عوض طليب الذي يعمل في مصنع سيارات في الولايات المتحدة، ولهما طفلان آدم (13 عاماً) ويوسف (10 أعوام). وفي ولاية ميشيغن الأميركية التي تضمّ أكبر تجمّع للجاليات العربية والمسلمة، نشطت رشيدة طوال حياتها، خصوصاً بعد تخرّجها من الجامعة بشهادتي العلوم السياسية والمحاماة، وعُرفت بنشاطها التطوّعي الحقوقي والإنساني، وكافحت من أجل العدالة الاجتماعية.
لجدّ رشيدة؛ والد أمها، حكاية أخرى معها، حينما توقع لها أن تصبح محامية مذ كانت في الحادية عشرة من عمرها، فهي تتمتع بشخصية قوية وجرأة وطموح كبير لإيصال رسالتها وبلوغ هدفها، وبالفعل أطلق عليها جدها لقب "المحامية" قبل إنهائها مرحلة الثانوية العامة، وفق ما يوضح خالها. يشير أبو محمد إلى أنّ جدّ رشيدة توقع لها وهي في الثانوية العامة، أن تصل إلى أعلى المناصب، وأنّها ستكون شخصية مؤثرة. وقبل وفاته عام 2007 أخبرته أنّها أنهت المحاماة وحققت حلمه كما أراد: "كانت تحبّ جدها وتربطهما علاقة مميزة". أما فوز رشيدة بعضوية الكونغرس الأميركي فيظهر فخر واعتزاز أقاربها وأهالي قريتها بها: "هي فخر لكلّ عربي ومسلم وفلسطيني، كونها أول امرأة فلسطينية وعربية تصل إلى هذا المنصب. في قريتنا الجميع يفتخر بها".
في كلّ يوم يزداد فخر أهالي قرية بيت عور الفوقا بابنتهم رشيدة، وهم يدركون العلاقة المميزة بين رشيدة وجدتها: "الجميع يعلم أنّها أم ثانية لرشيدة، وأنّها دوماً تتغنى بجدتها من باب ردّ الجميل لها"، بحسب الرئيس السابق للمجلس القروي في بيت عور الفوقا، محمد طليب، وهو من أقارب رشيدة. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ جميع أهالي القرية يفتخرون بها؛ صغاراً وكباراً ومسنّين، بل يعدّونها امرأة بألف رجل، لقوة شخصيتها ودفاعها عن حقوق الناس. أما قرار إسرائيل بمنعها من دخول فلسطين، فإنّ طليب يشدد على أنّه قرار عنصري وضد حقوق الإنسان وحق الحرية بالتنقل، ومخالف لكلّ الأعراف والقوانين الدولية. يتساءل كذلك: "أين التغني بحصانة رشيدة كعضوة كونغرس، خصوصاً في دولة مثل الولايات المتحدة؟".